عشية الحكم في جريمة 14 شباط..الحريري في لاهاي و«حزب الله» غير معني!

إغتيال الرئيس رفيق الحريري
يتحضر لبنان بكل أطيافه السياسية لسماع قرار المحكمة الدولية الخاصة بإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم الثلاثاء المقبل، كونه إستحقاق قضائي– قانوني ومن القرارات المصيرية التي لها تأثير على الوضع الداخلي المأزوم أصلا، بالرغم من الفاجعة التي ألمت به بعد إنفجار مرفأ بيروت ما أدى إلى تأجيل النطق بالحكم نحو 10 أيام .

رغم إجماع الخبراء والمتابعين على أن قرار المحكمة “تقني” ولن يحمل على الأرجح مفاجآت أو أسماء أو وقائع جديدة، إلاّ أنه بالتأكيد سيحدد عقوبة المتهمين بجريمة الاغتيال وهذا ما سيكون له إرتداد كبير وسيتسبب بسيل من المواقف المؤيدة والشاجبة.

حفظ لبنان إذا سيكون للقرار وقع مدو بحجم الجريمة التي أُرتكبت، لكنه لن يفجر لبنان ويحرق ما تبقى من الاخضر واليابس في بلاد الارز، بل سيحرص الجميع على التعامل معه بحكمة خصوصا بعد كارثة المرفأ، وهذا ما جري العمل عليه قبل الانفجار من قبل “ولي الدم” الرئيس سعد الحريري، الذي غادربيروت اليوم الاحد‬⁩ متوجها الى لاهاي يرافقه النائب السابق مروان حمادة وعدد من محامي الدفاع للمشاركة في جلسة نطق بالحكم.

النائب السابق مروان حمادة لـ”جنوبية”: الآتي أعظم بمحكمة ومن دونها

 وكان الحريري استبق سفره بتكثيف لقاءاته مع القوى السياسية والامنية المعنية في الموضوع،  وشهد نشاط بيت الوسط منذ الموعد الاول لصدور الحكم بإجتماعات للرئيس الحريري مع القادة الامنيين من جيش ومخابرات وقوى أمن داخلي وشعبة المعلومات، بالاضافة إلى مدير عام الامن العام اللواء عباس إبراهيم الذي غالبا ما يكون وسيطا بين مختلف الفرقاء المتخاصمين وأبرزهم “تيار المستقبل” و حزب الله ولا يزال،  علما أنه سيكون للرئيس الحريري كلمة بعد صدور القرار سيتوجه فيها إلى اللبنانيين عموما وجمهور تيار “المستقبل” خصوصا من أجل “حفظ لبنان”.

البعريني

ويقول عضو كتلة “المستقبل” النائب وليد البعريني، لـ”جنوبية”:”لا يمكن إستباق قرار المحكمة، وبالتأكيد سيكون هناك تحركات على ضوئه، علما أن لبنان مأزوم  بغض النظر عما ستصدره المحكمة من قرار خصوصا في ظل الكارثة الوطنية التي حلت بنا”.

إقرأ أيضاً: باسيل يسلف نصرالله ويرد على الأميركيين..مستعد لتحمل العقوبات لدفاعي عن «حزب الله»!

ويلفت البعريني إلى أنه “كان للرئيس الشهيد رفيق الحريري تأثيره اللبناني والعربي والعالمي قبل إستشهاده، وبعد إغتياله  كان للجريمة وقع عالمي ودولي وإقليمي إنطلاقا من هذه المكانة، وبعد إصدار الحكم سيكون للرئيس سعد الحريري قرار مدروس بما يحفظ الوطن  وهذا هي القاعدة التي سينطلق منها “.

النائب وليد البعريني
النائب وليد البعريني

ويضيف:”لا يمكن التسرع بإصدار إنطباعات وتكهنات قبل صدور الحكم، ولكن هناك قرار على أرفع المستويات هو حفظ لبنان، ولكن لن يكون ذلك على حساب دم الرئيس الشهيد بالتأكيد، ولكن سيكون بالتفاهم مع الجميع لوضع الامور في نصابها الصحيح “.

سيل مياه كبير تحت الجسور

ويصف النائب السابق مروان حمادة مفاعيل الحكم الذي سيصدر يوم الثلاثاء  المقبل لـ”جنوبية” بأنه “سيل مياه كبير تحت الجسور”.

ورغم انه أول ضحايا الإغتيال وأهم الشهود في المحكمة، إلا أنه يتفادى الحديث عما بعد قرار المحكمة، يقول:”لا أحد يعرف ما هو الحكم، ولا أتصور أن قرار المحكمة  أيا كان سيزيد الامور الاقتصادية تأزيما أو يفسح بالمجال أمام إنفراج ما. الامور مأزومة أصلا وإلى مزيد من التأزم نتيجة إنحراف الدولة  وخروجها عن كل ما يمت إلى صيغة لبنان بسيادته وإستقلاله و ديمقراطيته و إزدهاره”.

النائب السابق مروان حمادة
النائب السابق مروان حمادة

ويضيف:”الاتي أعظم بمحكمة ومن دون محكمة، ولكن قرارها هو خاتمة مؤقتة بإنتظار الاستئناف وقرارات القضايا الموازية. المحكمة هي إبراز للحقيقة التي يتوق إليها اللبنانيون والعرب لمعرفة من هو قاتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن وراءه، وكذلك بالنسبة للعدالة التي لا يربطها ذوي الضحايا أوالضحايا بالثأر أو شيئا من هذا القبيل، ولكن الوقع المعنوي للقرار سيكون مدويا بالتأكيد”.

“حزب الله”: لا تعليق

على ضفة “حزب الله” يرفض نواب ووزراء الحزب التعليق على قرار المحكمة، إلتزاما بقرار مركزي صادر عن عدم التصريح بهذا الموضوع كما نقلوا لـ”جنوبية”، علما أن نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم سبق أن صرح سابقا  أن “المحكمة الدولية خارج تفكيرنا و خارج نقاشاتنا، و كل ما يصدر عنها ليس محل إهتمام و نحن نعتبرها في الاصل مسيسة”.

النائب وليد البعريني لـ”جنوبية”: بعد قرار المحكمة  الحريري يتحضر لقرار مدروس  

كما تناول الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير مساء الجمعة موضوع المحكمة، فقال: “لن اكرر ما قلناه سابقا عنها وعن طريقة عملها، ولا أعيد شيئا مما قلناه، ولكن نحن نعتبر انفسنا غير معنيين بقرارات ستتخذها، ونحن متمسكون ببراءة اخواننا اذا أدانتهم المحكمة في قرارها”.

واكد ان “المهم ان ينتبه اللبنانيون الى من ينتظر صدور القرار لاستفزاز المقاومة، لكنني اوصي جمهورنا بالصبر والتحمل وعبور هذه المحن”.

السابق
فاجعة «كورونية» في بلدة بينو العكارية..وفاة 3 من أبنائها في فنزويلا!
التالي
بعد الإمارات.. نتنياهو يتطلّع لإنضمام دول أخرى لدائرة «السلام»!