نصر الله «يهاب» المشنقة.. وينصبها لمعارضيه!

السيد حسن نصرالله
في تطور ملفت في تعاطي القاعدة الشعبية مع القيادة الحزبية في لبنان بعد انتفاضة 17 تشرين والحراك الشعبي ، لفت أنظار الداخل والخارج هذا الكم الكبير من الاستهداف والتمثيل بصور أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي يحصل لأول مرة بهذا الحجم وهذه الكيفية ، بحيث وصل الأمر إلى وضع مشنقة رمزية في ساحة الشهداء في وسط بيروت بهدف تمثيل عملية شنق الأمين العام وشخصيات سياسية أخرى من الطبقة الحاكمة في لبنان ، عقاباً لهم على التسبب بكارثة انفجار مرفأ بيروت .

 الدلالات خطيرة لاستهداف حزب الله وأمين عامه ، مهما حاول الأخير من التقليل من شأن هذه الظاهرة بنسبتها في خطابه بالأمس إلى أجهزة السفارات وعملاء السفراء وأتباع السفارات وممثليها في الحراك الشعبي في لبنان على طريقة حزب الله في توجيه الأمور ، فمثل هؤلاء كانوا قبلأ، ولم تصل الأمور إلى حد نصب تمثال مشنقة لأمين عام حزب الله في وسط العاصمة اللبنانية بيروت ! وقد كشف السيد نصر الله في خطابه عن انزعاجه لمَّا دعا الغاضبين من أتباعه ليحافظوا على غضبهم وغيظهم وقهرهم مما جرى قائلاً : ” قد نحتاج لهذا الغضب يوماً ما لنُنْهي كل محاولات جر لبنان إلى حرب أهلية ” ، كما هدد بكشف أسماء المتورطين بشتمه وسبه ونصب المشنقة لتمثاله في وسط بيروت ، وحاول التقليل من شأن عددهم وهويتهم ومن يمثلون ، كما استفهم عن أحجام هؤلاء ، مما يبين عمق ما أخذ فعلهم في نفسه من مأخذ .

انكسار حاجز الخوف

     ومهما كان تقييم السيد نصر الله لهؤلاء فإنه لابد من الاعتراف بأن حاجز الخوف من سلطة حزب الله وهيمنته على كل مرافق الحياة السياسية اللبنانية بعد انتفاضة 17 تشرين والحراك الشعبي هذا الحاجز قد انكسر، فجاءت ظاهرة التمثيل بمجسَّم الأمين العام الجديدة المستجدة التي وقعت إثر حادثة تفجير مرفأ بيروت التي تجعل حزب الله أحد الذين يُشار إليهم بإصبع الاتهام، فجاءت هذه الظاهرة لتكشف للملأ ما خلفته بعض سياسات حزب الله من أحقاد في البيئة اللبنانية بسبب تجاوزات بعض رموزها وعناصرها بحق الكثير من اللبنانيين، خصوصاً في البيئة الشيعية والوسط الشيعي =.

اقرا أيضاً: نصرالله بين فكّي الحكومة والمحكمة.. يستحضر البوارج و«يتحرش» بإسرائيل!

 فلو صح وصف حزب الله بالإرهاب فأبرز مصاديق هذا الإرهاب في لبنان ستتجلى بما فعله حزب الله بمخالفيه ومعارضيه من علماء دين شيعة ومن شخصيات مثقفة وازنة وكوادر ثقافية وأفراد مستضعفين لا ظهر لهم ولا حزب يغطيهم ولا حول ولا قوة لهم في الدائرة الشيعية في لبنان، فقد قام حزب الله بالتنكيل بهؤلاء في الأربعين سنة الماضية ولم ينتصر لهؤلاء أحد وما زالوا يعانون من تداعيات أذية وعدوان وإرهاب حزب الله لهم في حياتهم الاجتماعية وسمعتهم وحتى شرفهم وعرضهم وناموسهم وفي مواردهم المعيشية والاقتصادية، والحديث في بيان تفصيل ذلك ذو شجون، هذا عدا الذين قام حزب الله بقتلهم أثناء الحرب الأهلية اللبنانية وفي زمن الفلتان الأمني الواسع الشامل.

الاعتداء على رجال الدين المعارضين

 فالنتيجة، هي أننا لا نوافق على شتم وسب السيد حسن نصر الله لحرمة الشتم والسب والكلام الفاحش في شريعتنا، فضلاً عما يمثله من خلال تقلده الزي الديني الذي يمثل عمامة رسول الله، وهو ما لم يحترمه نصر الله في من ليس في حزبه من العلماء المعممين حيث أباح لجنوده شتم هؤلاء وسبهم والطعن في شرفهم وسمعتهم وأعراضهم وقطع الطرقات عليهم وأذيتهم في الشوارع والأماكن العامة والخاصة، بل سكت عن ضرب بعض علماء الدين الشيعة اللبنانيين في داخل لبنان وخارجه!

كما لم يُعلق السيد نصر الله على إسقاط بعض محازبيه لعمائم بعض هؤلاء عن رؤوسهم أمام الناس، وهناك لائحة لدينا بأسماء علماء دين شيعة لبنانيين تعرضوا لذلك من قبل حزب الله وجنوده داخل لبنان وخارجه، قد نضطر لنشرها بالتفصيل المُمِل يوماً ما، فماذا أعد نصر الله من جواب عن ذلك ونظائره يوم يقوم الناس لرب العالمين؟

نصرالله لم يمنع جيشه الإلكتروني حتى الآن من التعرض لعلماء الدين الشيعة اللبنانيين المستقلين، ولو بأن يقول لهم في خطبة من خطبه المتلفزة: يحرم عليكم ذلك في حق فلان وفلان وفلان من علماء الدين، فضلاً عن سائر المثقفين وعامة المستضعفين الذين نكَّل بهم حزب الله أيما تنكيل، ثم يأتي أمينه العام بالأمس ليبدي انزعاجه من التنكيل به في ساحة الشهداء، فهل انقلب السحر على الساحر ليحصد حزب الله ما زرعه في نفوس الناس من الجرأة على علماء الدين الشيعة والمستضعفين في الدائرة الشيعية في لبنان؟

السابق
«كل الفرضيات لا تزال قائمة».. هذا ما قاله عون عن تحقيقات إنفجار المرفأ!
التالي
مشاهد مأساوية.. مستشفيات عاشت لحظات رعب انفجار المرفأ!