نصرالله يُهدد إسرائيل إن ثبت ضلوعها بتفجير المرفأ.. يُهاجم الخليج وحديث عن حرب أهلية!

حسن نصرالله

في الوقت الذي لا تزال فيه قلوب اللبنانيين منفطرة على الشهداء الذين سقطوا في حادثة تفجير مرفأ بيروت، ويستنجدون بدول العالم، عربية كانت أو غربية، لإنقاذ البلد الجريح المنهار مالياً وسياسياً، وفي الوقت الذي وصلت المساعدات العربية عموماً والخليجية خصوصاً لتضميد جراح اللبنانيين، قرر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم الجمعة، ان يشن هجوماً شرساً على بعض دول الخليج العربي واصفاً إياهم بأنهم “خدم عند الأميركي”، متهماً إياهم بأن قرارهم أميركي بحت، وفي حال طلبت منهم الولايات المتحدة إصلاح علاقتهم مع “حزب الله” سقولون أمراً وطاعاً.

ومتطرقاً لفاجعة المرفأ، فتح نصرالله اليوم إحتمالية أن تكون إسرائيل هي من شنّت هذا الهجوم على مرفأ بيروت مهدداً اياها، في حال أثبتت التحقيق ذلك، أنها “ستدفع الثمن غالياً وبالطريقة ذاتها”، فيما تطرّق بشكلٍ لافت أيضاً الى القوى السياسية اللبنانية والحراك السياسي الذي حصل ما بعد تفجير المرفأ متهماً البعض بأنه “كانوا يخططون لإسقاط الدولة ووضع لبنان على خارطة حرب أهلية كما كان يتم التحضير له عام 2005″، فيما توجه لجمهوره ملمحا هو نفسه الى إعادة إحياء 7 ايار، قائلاً: “حافظوا على غضبكم قد نحتاج هذا الغضب يوما ما لننهي- حسب عبيره-كل محاولات جرّ البلاد الى حرب اهلية”.

ففي التفاصيل، أطل نصرالله عبر شاشة قناة المنار، متحدثا لمناسبة مرور السنة الرابعة عشرة لانتصار حرب تموز، ومتناولا آخر التطورات، قائلاً “ان معادلة الجيش والشعب والمقاومة وخاصة المقاومة هي التي تحمي لبنان، وليست جامعة الدول العربية ولا غيرها، والمشكلة معنا هي قوة المقاومة ولأن المقاومة قوية لذلك يريدون التخلص منا”، لافتا الى العروض التي تأتي الى المقاومة لجهة تخليها عن قوتها”.

وكرر الاشارة الى ان “المشكلة مع حزب الله هي قوته التي تردع اسرائيل”، رافضا الكشف عن “مجالات قتال الامارات لحزب الله كما اعلنت الامارات مؤخرا”.

وقال: “عندما فشلت القوة العسكرية للعدو في سحق المقاومة فانهم صاروا يلجأون الى كل وسائل الضغط الاخرى ومنها الشتائم، فالمقاومة بالنسبة الينا هي الوجود والهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه، والمقاومة بالنسبة للبنان هي شرط وجوده حتى اشعار آخر، طالما لا وجود بديل مقنع”.

وتطرق الى الوضع الذي ساد مؤخرا بعد عملية اغتيال اسرائيل للشهيد علي محسن، وكان قرارنا الرد الجاد والمدروس وليس من باب الاستعراض، ونحن لا نبحث عن الظهور الاعلامي، وكان من نتيجة موقفنا ان استنفر العدو على كامل الحدود، معلنين ان قرار الرد ما يزال قائما ويتعلق بالتوقيت.

إنفجار بيروت

وعن الانفجار في مرفأ بيروت لفت الى ان “حزب الله لا رواية لديه حول الانفجار، وان من يقوم بالتحقيق من قضاء واجهزة امنية هم يتولون وسيعلنون ذلك.الفرضية الاولى ان الانفجار حادث عرضي، وسببه الاهمال والتقصير، أما الفرضية الثانية فهي العمل التخريبي، وهنا لا اثبات لوجود طائرات في الجو، او ان احدا ما اقدم على التفجير”.

وشدد على معرفة حزب الله لحيثيات الانفجار، مؤكدا اننا لا نستطيع تحمل مسؤولية الأمن في كامل الوطن.

وكرر ان “حزب الله ينتظر نتائج التحقيق، وبالتالي اذا كان الانفجار اهمالا فالتحقيق سيحدد المسؤوليات واذا كان عملا تخريبيا فالقصة مختلفة، نحن ننتظر التحقيق الرسمي”، مشككا بنتائج التحقيق “اذا شاركت فيه الاف بي آي لآنها ستبعد التهمة عن اسرائيل اذا كانت هي التي قامت به”.

وطالب الدولة بكل مؤسساتها وكل الاحزاب والشعب اللبناني ان يرد وليس فقط حزب الله اذا كانت اسرائيل وراء هذا الانفجار.

أضاف: “اذا كان الجواب متوقفا على حزب الله، فأنه لا يمكن ان يسكت على مثل هذه الجريمة اذا كانت اسرائيل قد ارتكبتها وستدفع الثمن غالياً”.

قوى سياسية وحرب أهلية

داخلياً، اعتبر نصرالله ان “الأخطر أمام فاجعة وطنية بهذا الحجم شهدنا مشروعاً لاسقاط الدولة وقد نجا منه لبنان، هناك قوى سياسية استغلت آلام الناس ووجهت ذلك بإستهداف العهد وكان رئيس الجمهورية هو المستهدف الأول والضغط عليه من أجل الاستقالة”.

أضاف: “المؤسسة الثانية المستهدفة هي المجلس النيابي باستقالات جماعية وبحجة الميثاقية يتجهون عمليًا باتجاه اسقاط مجلس النواب ثم الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة وهذه المحاولة باءت بالفشل كما المحاولة الأولى”.

وختم: “هناك من كان يريد في الايام الماضية، ان يطبق مشروعًا مشابهًا لما حصل منذ سنوات عندما اختطف الرئيس سعد الحريري”.

الهجوم على دول الخليج

وعن توقيع اتفاق بين الامارات واسرائيل قال:” نحن لم نفاجأ لأن العلاقات قائمة وقديمة بينهم،ا ولكن يبدو ان الحاجة لاعلان الاتفاق هو حاجة ترمب في حملته الرئاسية.

اضاف: “ترامب خرج من الاتفاق النووي مع ايران لاسقاطها، لكنه فشل ومثلها في علاقته مع الصين”، معتبرا “ان ما اقدمت عليه الامارات هو خدمة لترامب في اضعف لحظاته الانتخابية وخدمة شخصية لنتنياهو الضعيف في كيانه”.

ولفت الى “احتمال الوصول الى اتفاقات سلام بين بعض الانظمة العربية واسرائيل، وانه من المتوقع حصول ذلك، وان ترامب سيحلب هذه الانظمة ماليا لمصلحته ومصلحة نتنياهو ورأى أن ما تم الاتفاق عليه، بين الامارات وكيان العدو لارضاء اميركا”.

ووصف الحملات الاعلامية الخليجية خاصة ضد ايران انها كانت لخدمة اسرائيل واميركا ولتبرير ما سيقومون به.

الحكومة الجديدة

ووسط التحركات المكوكية لتشكيل حكومة جديدة، وسط رفض أميركي لمشاركة الحزب في الحكومة، كشف نصرالله ان “حزب الله يتطلع الى حكومة تنجز وتخدم شعبها، ولذلك نحن في الحزب نطالب بحكومة قوية ومحمية، وليس جديدا ان نطالب بحكومة وحدة وطنية، او بحكومة ذات اوسع تمثيل ممكن، أما اليوم وأيا يكن الرئيس المكلف عيله ان يعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية وان تكون اولوياتها الاصلاحات والوضع المالي والاقنصادي وترميم المرفأ، وان تتحمل مسؤولية متابعة التحقيق في انفجار بيروت”.

أضاف: “الحديث عن حكومة حيادية تضييع للوقت، خاصة من هو الحيادي في لبنان”، مستغربا طرح هذه الفكرة “لآنه لا وجود لحياديين في لبنان كي يشكلوا حكومة”.

ووصف الحكومة الحيادية بأنها “خداع ولتجاوز نتائج الانتخابات النيابية”، داعيا الى “الاستفادة من الوقت والى تشكيل حكومة وحدة وطنية”.

واقترح على الذين يهربون من تحمل المسؤوليات ان يخرجوا من الحياة السياسية.

وأسف لمستوى “الكلام الذي يصدر والذي يعبر عن الانحطاط”، مجددا مطالبته جمهور المقاومة بالصبر، وان يحافظوا على غضبكم وغيظكم لأننا قد نحتاج في يوم الى هذا الغضب كي ننهي اجواء الحرب الأهلية.

وعن المحكمة الدولية قال: “لن اكرر ما قلناه سابقا عنها وعن طريقة عملها، ولا أعيد شيئا مما قلناه، ولكن نحن نعتبر انفسنا غير معنيين بقرارات ستتخذها، ونحن متمسكون ببراءة اخواننا اذا أدانتهم المحكمة في قرارها”.

واكد ان “المهم ان ينتبه اللبنانيون الى من ينتظر صدور القرار لاستفزاز المقاومة، لكنني اوصي جمهورنا بالصبر والتحمل وعبور هذه المحن”.

وتطرق اخيرا الى مسألة انتشار وباء كورونا وقال “لقد خرج عن السيطرة”، مبديا أسفه للتهاون لدى البعض، مشددا على المسؤوليات الشرعية والدينية.

واعلن انه سيتحدث الاثنين المقبل مساء لمناسبة عاشوراء.

وختم كلمته بالتأكيد على اهمية انجاز انتصار حرب تموز، مشددا على اهمية الحفاظ عليه، كما شدد على اهمية الحوار لهدم جدران العدوات التي تقام، ودعا الى عدم الخوف لأننا نعتمد على الله، مشددا عى “اننا نحن الاقوياء في المنطقة”.

السابق
«الكورونا» يستعرّ في لبنان.. حصيلة جديدة مُخيفة للإصابات وحالتي وفاة!
التالي
ثوّار 17 تشرين ما بعد فاجعة المرفأ.. محمود شعيب لـ«جنوبية»: المطلوب حكومة ثورية!