علي الأمين يرسم سيناريو ما بعد الإستقالة: هكذا أُسقطت حكومة دياب!

علي الأمين

لم تصمد حكومة حسان دياب أمام هول كارثة مرفأ بيروت، وبعد استقالات منفردة لعدد من الوزراء أعلن دياب استقالته بعد جلسة مجلس الوزراء أمس، وهو ما فتح باب التساؤلات حول من أسقط الحكومة، ومرحلة ما بعد الاستقالة، وهوية بديل رئيس الحكومة، وما إذا كان هذا البديل جاهزا.

الشارع لم يسقط حكومة دياب

وقد تحدث رئيس تحرير موقع “جنوبية، الصحفي علي الأمين، في مقابلة تلفزيونية مع قناة “الغد”، عن الأسباب الحقيقية لاستقالة حكومة دياب، مؤكدا ان ليس الشارع من أسقطها.

ورأى الأمين ان هذه الاستقالة لا تلبي مطلب الشارع، وبالتالي الشارع لن يهدأ لأنه يصوّب على منظومة السلطة، والجميع يعلم ان حكومة دياب ليست الّا أداة لقوى السلطة الفعلية وكانت قناع لهذه السلطة، وعندما انتهت صلاحيته رمي”.

اقرأ أيضاً: الحكومة تتهاوى.. ماذا عن أزمة الحكم؟!

وكشف الأمين “الآن يجري البحث في إعادة انتاج حكومة جديدة على النسق الذي كانت عليه قبل حكومة دياب، وهو ما يروج اليوم في بيروت وفي أوساط الذين أسقطوا حكومة دياب”.

الى ذلك أشار الأمين انه “منظومة السلطة الفعلية هي الممسكة بالقرار الداخلي، وتحديدا هي القوى التي جاءت بدياب أي تحالف “حزب الله” والتيار الوطني الحر بدرجة أساسية، إضافة الى الرئيس نبيه بري، وفضلا عن القوى السلطوية وهي خارج الحكومة ودرجة ثانية من حيث النفوذ والقدرة أي تيار المستقبل والقوات والاشتراكي”.

المنظومة السياسية في مأزق حقيق

وفي سؤال حول مَن في لبنان يستطيع ان يواجه هذه المنظومة، قال الأمين انه “ثمة من يواجه هذه المنظومة منذ 17 تشرين، وهو نجح بإضعاف هذه المنظومة الى حد لا بأس به وهي وصلت الى مأزقها اليوم، بمعنى انها باتت عاجزة عن تقديم أي حلول وأي قدرة على الاجتذاب الخارجي والشعبي، نظرا لعدم قدرتها على القيام بأية إصلاحات لأن أي عملية إصلاحية جدية سوف تسقط هذه المنظومة”.

كما اشار الأمين أن “حل مشكلة قطاع الكهرباء يساهم في اسقاط السلطة، لأن هذا الملف هو ملف منافع وفساد يموّل كل هذه المنظومة، ناهيك عن ملفات أخرى تتشارك السلطة نهبها وتتقاسم المنافع”.

وشدّد الأمين ان “لبنان أمام مأزق حقيقي، فلا قدرة على تلبية الحد الأدنى من مطالب الناس، ولا قدرة على الحفاظ على الحد الأدنى من شروط المجتمع الدولي، وبالتالي هذه المنظومة وصلت الى عجزها ومأزقها والناس تخرج لمواجهتها”.

الاستقالات الفردية من الحكومة

وفي مقابلة تلفزيونية قبل أمس على القناة نفسها، وصف الأمين ان الاستقالات الفردية للوزراء والتي سبقت الاستقالة الجماعية التي أعلنها دياب انها “خروج من المركب قبل أن يغرق نظرا لحجم الغضب الشعبي والتحركات الاحتجاجية التي شهدتها بيروت والتي عرّت الحكومة وزادت من هشاشتها، وبالتالي قيام بعض الوزراء الاستقالة يعكس بجانب منه محاولة استنقاذ أنفسهم من البقاء في الحكومة العاجزة والمسؤولة عن كل ما وصل اليه لبنان على الأقل في مقاربتها للأزمات منذ عدة أشهر.

وأشار الأمين ان “الاستقالات الفردية للوزراء استبقت القرار السياسي لعرابي الحكومة، مشيرا انه من تقدم باستقالته أو أعلن عن نيته لديه حدود من الاستقلالية التي تتيح له اتخاذ مثل هذا القرار”.

المواجهات بين الثوار والقوى الأمنية في الشارع

وحول الاشتباكات بين المتظاهرين والقوى الأمنية يوم الأحد الفائت، قال الأمين في مقابلة مع قناة “العربية، ان “ميزة الانتفاضة الشعبية منذ 17 تشرين حتى اليوم هي السلمية وهي قوة الانتفاضة، ولا شك ان بعض المجموعات المتسللة تحاول أحيانا حرف التحركات، علما انه ثمة مجموعات من الانتفاضة تنجر الى العنف كتعبير عن الغضب والانفعال، الا انه ثمة جزءا آخرا مدروسا، من حيث المحاولات الدائمة من قبل احزاب السلطة والقوى السياسية لإظهار للناس ان أي انتفاضة قد تؤدي الى حرب أهلية، وهو ما قاله أيضا امين عام حزب الله السيد نصر الله”،

مشيرا انه “لذلك هناك شكوك حقيقية حول دور بعض الأطراف في محاولة القيام بأفعال واعمال تمنع تجمع الناس”.

الى ذلك أكد الأمين “انه تم خداع اللبنانيين عبر تشكيل حكومة حسان دياب، وهي كانت محاولة للقول ان هذه حكومة جديدة، لكن الكل يعلم انها أسوأ من سابقاتها لجهة منطق المحاصصة والطائفية، مشيرا ان “هناك حاجة أساسية لجهد دولي حقيقي على مستوى مجلس الأمن الدولي، لمناقشة ما حصل في لبنان لا سيما ما يتعلق بتفجير المرفأ”.

واكد الأمين انه “ليس هناك رهانا كبيرا على ما يمكن ان يصدر ان مجلس الأمن، ولكن نترقب ان يكون هناك جهدا حقيقيا من خلال التأكيد على تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان “.

السابق
زهران يكشف كواليس الاجتماع الرباعي.. وتوافق على 3 نقاط رئيسية!
التالي
مصدر في المعارضة السورية يكشف رواية جديدة لانفجار بيروت!