تلملم بيروت حزنها وغضبها وألمها بحرقة ووجع وغصة، فيما يتضامن كل اللبنانيين معها، وهبّوا بنخوة انسانية معهودة عند الجنوبيين والبقاعيين والشماليين، فيما تغرق سلطة عاجزة وفاسدة بموبقاتها ودماء اللبنانيين وضحايا تفجير مرفأ بيروت، وسط تخبط وهروب الى الامام، في حين فاحت رائحة العفن نفسها من سياسة السمسرة والشحاذة وسرقة المساعدات.
وتقول مصادر متابعة لـ”جنوبية”، ان في حين يعصر الالم قلوب من فقدوا احبتهم واللوعة مزدوجة والقلق الشديد يحيط بكل من يبحث عن مصير عزيز مفقود، وهو يتمنى ان يكون على قيد الحياة بعد 30 48 ساعة من الإنفجار الهائل، تسعى جهات داخل الحكومة الى استثمار فرصة وصول مساعدات طبية وغذائية ومالية، لتحويلها الى بازار مناطقي وحزبي وسياسي، ولجهة المستشفيات الميدانية والمساعدات الطبية والغذائية. حيث المحظيون دائماً وفق درجة ولائهم لاحزاب السلطة ولا سيما “التيار البرتقالي” و”الثنائي الشيعي”.
ينشط محسوبون على “الثنائي” على خط إحتكار البنزين والمازوت علناً ومن دون ان يأبهوا لأي ملاحقة امنية “صورية”
في المقابل هبّ اللبنانيون على اختلاف مشاربهم، ولا سيما المبادرات الشبابية والحراك في المناطق لنصرة بيروت واغاثتها بإمكانات متواضعة ونوايا صادقة. فيما اعلن افراد وعائلات عن فتح بيوتهم امام المنكوبين ومن لم تعد منازلهم صالحة للسكن.
وعلى مقلب التفلت الغذائي والنفطي و”الدولاري”، ينشط محسوبون على “الثنائي” على خط إحتكار البنزين والمازوت علناً ومن دون ان يأبهوا لأي ملاحقة امنية “صورية”. اذ يُطبق القانون على “غير المدعوم” بينما لا يقرب القانون من محازبي “الثنائي”. وغذائياً ايضاً يبيع تجار مواداً مهربة وفاسدة من دون حسيب ورقيب، ليتبين بقاعاً انهم محسوبون على “الثنائي”، وايضاً لا يطبق عليهم الاستعراض الامني خوفاً من الغضب على الجهاز المعني.
البقاع
في وقت ينهمك اللبنانيون في رفع الردم من احياء بيروت، يستغل التجار وجشعهم الناس ليرفعوا الاسعار وينشروا فوضى انتشار السلع المنتهية الصلاحية.
وشارك من البقاع الشمالي والاوسط والغربي العشرات من الشباب والصبايا الناشطين في الحراك الثوري في العمل على تنظيف بيروت من مخلفات انفجار المرفأ. ورسموا مشهداً وطنياً عصياً على اي فتنة او حرب اهلية يحاول البعض التذكير فيها لتخويف اللبنانيين من اية عملية تغييرية.
وأكدت الناشطة وصول غنيم انها لليوم الثالث على التوالي تنزل الى بيروت وتشارك في مساعدة اهالي العاصمة في ازالة الردم عن منازلهم ومن مؤسساتهم، “للتأكيد ان مسار الثورة والتغيير لم ينته عند حدود معينة كما يتمنى السباسيون، انما لنقول لهم من خلال مشهد وطني عابر للطوائف والكونتونات ان الوطن باقي والمفسدين والمجرمين الى زوال”.
اصابات جديدة
ويستمر عداد الاصابات بفيروس كورونا بالارتفاع، ليسجل اصابات في البقاع الشمالي في بعلبك والهرمل وفي البقاع الاوسط، لتناشد البلديات الاهالي التقيد بالاجراءات الوقائية، وتواصل المخالطين مع لجنة الترصد الوبائي لاجراء فحص الpcr للحد من انتشار الفيروس.
بيض فاسد “مدعوم”
وكشف المواطن سعيد في البقاع الاوسط لـ”مناشير” انه اشترى كرتونة بيض ب٨٥٠٠ ليرة وتفاجأ انه وجد البيض فيها فاسد ومعفن، وعندما حاول ردها الى صاحب المحل، وتهديده انه سيبلغ عنه الامن، فقال له صاحب المحل “ان مستودع في زحلة للبيض يقوم بتخزين كميات كبيرة من البيض في برادات، يبيع صندوق البيض بـ90 الف ليرة، والطازج بـ155 الف ليرة، على اعتبار انه لم يكن يظن ان يكون البيض فاسداً الى هذه الدرجة”، ليردف انه عندما راجع اصحاب المستودع ، هددوه بزجه بالسجن، ليتبين انهم محسوبون واحد على احزاب السلطة.
هبة جنوبية شبابية
وإنطلق شباب وشابات من صيدا وصور و النبطية و كل الجنوب إلى بيروت يحملون أدوات التنظيف لرفع الردم عن بيروت لتنهض من جديد.
و حملة ” قومي من تحت الردم” تندرج ضمت المبادرات الفردية التي تزاحمت جنوباً للمؤازرة في إغاثة منكوبي بيروت.
إقرأ أيضاً: نكبة مرفأ بيروت تعصر قلوب اللبنانيين.. و«الكورونا» والدولار يضربان أرقاماً قياسية!
وخصصت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور ثلاثة مراكز إيواء لمن يرغب من العائلات التي فقدت منازلها ووضعت في خدمة فرق الإغاثة سيارة إنقاذ حديثة مجهزة للبحث تحت الأنقاض ليلاً. في الإطار نفسه.
ووضعت خلية الأزمة والتكافل الاجتماعي في بلدية النبطية إمكاناتها بتصرف اتحاد بلديات الضاحية، ووضعت برنامجاً لاستقبال العائلات النازحة من بيروت، وفتحت باب التبرع لدعم بيروت.
ولم تنتظر صيدا نزوح المنكوبين، بل زحفت إليهم عبر المطبخ الشعبي في مستوصف الشهيد رشيد بروم الذي وزّع وجبات ساخنة على المتضررين في الكرنتينا والنبعة. كذلك، شارك فوج الإنقاذ الشعبي في مؤسسة معروف سعد في عمليات الإنقاذ.
وكان عدد من مستشفيات صيدا والنبطية والزهراني وصور قد استقبل عشرات الجرحى منذ ليل الثلاثاء، عقب ازدحام مستشفيات بيروت.
وأيضاً في صور و صيدا و النبطية أضاء الأهالي ليل أمس الشموع على تضامناً وحداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا في انفجار بيروت.
استمرار تفشي الكورونا
وأعلنت بلدية زوطر الشرقية انه “نظرا للظروف المستجدة بعد انتقال عدوى الكورونا إلى سبع أشخاص مخالطين، سيتم اغلاق البلدة ابتداء من اليوم لمدة ثلاثة ايام قابلة للتجديد.
كما سيتم إغلاق جميع المحال والمؤسسات العامة والخاصة في البلدة باستثناء الصيدليات والتعاونيات الغذائية.
و قال رئيس البلدية ” طلبت من المواطنين التزام منازلهم، وعدم التجوال في البلدة، كنا منعت منعا باتا الدخول اليها، او الخروج منها، بالاضافة الى التشدد باتخاذ إجراءات التعبئة العامة، وعدم المخالطة والحفاظ على التباعد الإجتماعي، حتى صدور نتائج فحوصات المخالطين للشخص المصاب و التي بلغت 40 فحصاً .”
وفي ميس الجبل سجلت حالتان جديدان بعد ظهور نتائج فحوصات الأمس.
وتم اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لاحتواء الانتشار، وتحديد المخالطين وحجرهم.
وفي بلدة طيردبا لا تزال الكورونا تتمدد وتظهر على مخالطين جدد وبحسب أحد أبناء البلدة أنه اليوم تمَّ ثبوت 5 حالات جديدة و البلدية لم تصرح عنهم.
متابعة امنية لملف الاحتكار
وجال عناصر من مكتب امن الدولة في الزهراني على محطات الوقود في المنطقة للتأكد من عدم احتكار المحروقات ومدى الالتزام بالتسعيرة الرسمية للدولة.
واقفلت دورية ثانية تابعة لمكتب صور محطة محروقات بالشمع الاحمر في بلدة الشهابية في قضاء صور لعدم إلتزامها ببيع المحروقات. كما اوقفت شركة على طريق المطار.
و في مرجعيون- حاصبيا قامت دورية ثالثة بجولة على محطات الوقود في قرى وبلدات مرجعيون وحاصبيا، حيث تبيَّن ان محطتين لم تلتزما، ولديهما مخزون من مادتي البنزين والمازوت، فسطرت محاضر ضبط بحقهما لمخالفتهما القوانين.
