ما لا نعرفه عن الأعراض الطويلة المدى لـ«كوفيد-19»!

رجل يرتدي كمامة أمام القنال الكبير في البندقية ايطاليا وسط تفشي فيروس كورونا (رويترز)
تعرّفوا على الأعراض الطويلة المدى لفيروس كورونا "كوفيد-19".

من المعروف أن أعراض فيروس كورونا الشائعة تشمل الحمى والسعال الجاف والتعب، ويعاني البعض من الآلام والتهاب الحلق وفقدان حاسة التذوق أو الشّم.

ويتوقع المرضى الذين يعانون من حالة خفيفة أن يتحسنوا بعد بضعة أسابيع، ولكن هناك أدلة متزايدة على أن الأمر ليس كذلك بإعتبار أن «كوفيد-19» قد يترك أعراضاً طويلة المدى على ضحاياه، وليس فقط على الأكثر تضرراً أو كبار السن والضعفاء.

ويظهر «كوفيد-19» على أنه مرض رئوي، حيث يصيب الفيروس SARS-CoV-2 خلايا الجهاز التنفسي ويمكن أن يسبب الالتهاب الرئوي الذي يهدد الحياة ومع ذلك، فإن النطاق الكامل للأعراض يؤثر على أجزاء متعددة من الجسم.

وإلى جانب الأعراض كالحمى والسعال وفقدان الرائحة، فهناك آثار أخرى، بما في ذلك التعب والطفح الجلدي والصداع وآلام البطن والإسهال، وخاصةً لدى الأشخاص الذين يصابون بأشكال أكثر حدة من المرض، كذلك الارتباك وآلام العضلات الشديدة والسعال وضيق التنفس.

ويحتاج نحو 20% من المصابين بـ”كوفيد-19″ إلى دخول المستشفى لعلاج الالتهاب الرئوي، والمساعدة بالأكسجين.،وأن حوالي 5% من الحالات يصبح لديهم الالتهاب الرئوي شديداً حيث يتم إدخالهم إلى العناية المركزة لدعم التنفس.

ويبدو أن الأشخاص الذين يعانون من أعرارض كورونا الشديد يظهرون استجابة مناعية متغيرة حتى في المراحل المبكرة من المرض، ولدى البعض عدد أقل من الخلايا المناعية التي تفشل في السيطرة على الفيروس بكفاءة، بينما يعاني آخرون من استجابة التهابية مبالغ فيها تعرف باسم “عاصفة السيتوكين”.

ووتجدر الإشارة، بأن هذا ما يمكن تصنيفه من أحد العوامل الرئيسية التي تجعل المرض خطيراً للغاية لدى بعض المرضى.

اقرأ ايضاً: تنظيف المرحاض قد ينثر «كورونا» في كل مكان

كما يصف المرضى الذين يعانون من فيروس كورونا “كوفيد-19” الشديد مجموعة من الأعراض الأكثر تعقيداً بكثير مما يمكن رؤيته عادة مع الالتهاب الرئوي وحده، بحيث يشمل ذلك التهاب الدماغ، ما يسبب الارتباك وتقليل الوعي. وقد يصاب بالسكتة الدماغية نحو 6% من المصابين بمرض شديد من «كوفيد-19».

وتكشف دراسات علم الأمراض وتشريح المرضى الذين ماتوا بسبب كوورنا، عن السمات المتوقعة للالتهاب الرئوي الحاد أو متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)، مع التهاب حاد، وتحدث متلازمة الضائقة التنفسية الحادة عندما يكون هناك التهاب مفاجئ وواسع النطاق في الرئتين، ما يؤدي إلى ضيق التنفس وزرقة في الجلد .

وتكشف الدراسات أيضاً بأن الفيروس يبدو يسبب التهاباً مباشراً في الشعيرات الدموية الصغيرة أو الأوعية الدموية، ليس فقط في الرئتين ولكن في العديد من الأعضاء، ما يؤدي إلى تجلط الدم وتلف الكلى والقلب.

الأعراض المستمرة

من المتوقع أن يعاني أي شخص مصاب بمرض شديد من “كوفيد-19″من عواقب طويلة الأمد. لكن يبدو أن هذه الحالة تستمر حتى في الأشخاص الذين يعانون من أشكال أخف من المرض.

وتضج مواقع التواصل الإجتماعي بقصص الناجين من كورونا والذين يعانون من أعراض مستمرة، حيث أن البعض يعاني من أعراض طويلة الأمد لما يزيد عن 60 يوماً بعد الإصابة، والتي تشمل اضطراب المعدة وطنين الأذنين، وضيق التنفس ودوخة والتهاب المفاصل، وأيضاً آلام المفاصل وألم الصدر وضيق التنفس والتعب المستمر.

على الرغم من أن تجربة “كوفيد-19” بدأت للتو، إلا أن الأعراض طويلة المدى التي تعقب هذا المرض الفيروسي الحاد ليست بظاهرة جديدة، فهي ترتبط بالإنفلونزا منذ فترة طويلة، فالأعراض المستمرة، كالتعب وألم العضلات، بما في ذلك بعد أوبئة 1890 و1918-1919.

ومن المعروف أيضاً أن بقاء الالتهاب الرئوي الفيروسي الشديد أو متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، خاصةً بعد العناية المركزة، له آثار طويلة المدى.

حيث يعاني بعض الناجين من ضيق التنفس والتعب على المدى الطويل نتيجة تلف الرئتين أو من مضاعفات أخرى، ويمكن أن يعاني الناجون أيضاً من الاكتئاب بنسبة “26-33%”، أو القلق بنسبة “38-44%”، أو اضطراب ما بعد الصدمة بنسبة “22-24%”.

الأعراض طويلة المدى هي سمة من سمات الفيروسات التاجية الأخرى

إن التجربة مع فيروسات كورونية أخرى كان يجب أن تحذرنا من هذه المشاكل، حيث تسّبب فيروس السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) في الإصابة بأمراض شديدة في نسبة أكبر من المرضى مقارنة بـ”كورونا”، حيث عانى عدد كبير من المصابين من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة واحتياجات للعناية المركزة.

وقام الباحثون الكنديون الناجين بتتبع أول تفش  للسارس في “تورنتو”، ووجدوا أن اضطرابات النوم والتعب المزمن والاكتئاب وآلام العضلات كانت شائعة بينهم.

فاضطر ثلث الناجين إلى تعديل عملهم وأسلوب حياتهم، و14% فقط لم يكن لديهم أعراض طويلة الأمد.

وفي مجموعة كورية من الناجين من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ظل 48% منهم يعانون من إرهاق مزمن بعد 12 شهراً من الإصابة.

ولازالت جائحة كوورنا “كوفيد-19” في أيامها الأولى، ومن الواضح أن الناجين الذين يعانون من أعراض مستمرة، شائعة للغاية، ويجب سماع أعراضهم ومخاوفهم ودراستها وفهمها، فضلاً عن تجنيد التجارب السريرية في المملكة المتحدة وأوروبا والولايات المتحدة الآن للقيام بذلك.

السابق
بحثاً عن صيغة جديدة للبنان
التالي
بعد شكوك في عملها.. ما حقيقة طرد الهيئة الصحية التابعة لـ«حزب الله» من مرفأ بيروت؟!