بعد البلبلة والتوتر العسكيري الذي حصل أمس الإثنين على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، بعد إعلان العدو الإسرائيلي عن عملية عسكرية يقوم بها حزب الله في الداخل المحتل، ما استدعى رداً اسرائيلياً بقذائف طالت قرىً جنوبية، أشار المكتب الإعلامي لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اليوم الثلاثاء، إلى أن جعجع “إعتبر ان المشهد العسكري الذي رأيناه قدّم مؤشرا واضحا إلى أن الحكومة التي يدعمها حزب الله لا تملك القرار السيادي في الجنوب، وعلى امتداد الحدود مع إسرائيل حيث يتمركز الآلاف من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة”.
أضاف، في اتصال هاتفي مع وكالة أسوشيتد برس (أ ف ب)، ان “حادثة الأمس تعطي فكرة واضحة عن القرار السيادي للدولة اللبنانية”، متسائلاً: “هل هذا مقبول؟”.
ولفت جعجح الى ان “أي دولة عربية وأجنبية تريد التعامل مع حكومة تعتبر نفسها غير موجودة، في وقت يواجه لبنان خطرا أمنيا على طول حدوده؟ لبنان تلقى في الماضي مساعدات كبرى من دول عربية وغربية عدة، ولكنه أهدرها، وان حكومة جديدة ومستقلة هي وحدها القادرة على استعادة ثقة المجتمع الدولي”، مشيراً إلى أن “التحالف بين حزب الله وعون أوصل لبنان إلى ما وصل إليه اليوم”، لافتاً الى ان “هذا التحالف سيواصل السياسة نفسها في الأشهر المقبلة”.
وقال: “طالما أن هذا الفريق يمسك بمفاصل السلطة فإن الأزمة مستمرة، وهذه المعادلة بسيطة وواضحة للغاية، إنهم يعيشون على كوكب مختلف، طالما ان حزب الله يمسك بالقرار الاستراتيجي للدولة اللبنانية، فإن علاقات لبنان مع الدول العربية لن تستقيم وستواصل تدهورها، وبمجرد أن يسحب الحزب مقاتليه من اليمن وسوريا والعراق، ويتوقف عن تنفيذ سياسة إيران، ستعيد الدول العربية التفكير في إعادة علاقاتها مع لبنان”.
