«وداعاً لبنان الوطن».. كلام خطير للودريان بقي في الغرف الرئاسية المغلقة!

لودريان عون

في وقت يمرّ لبنان بظرف غير عادي وإستثنائي، جاءت زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان كأول مسؤول دولي يزور لبنان منذ أن شُكلت هذه الحكومة، باطار الرسالة التحذيرية للبنان وحث المسؤولين على التحرك قبل وقوع الواقعة، مؤكدا ان لا مساعدات طالما لا اصلاحات حقيقية.

وبدا واضحا تخلي لودريان عن لهجته الدبلوماسية، اذ كان هذه المرة حاسما أمام المسؤولين اللبنانيين، وكل ما اورده لودريان في مؤتمره الصحافي، قاله للرؤساء ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب، الّا انّه اغفل، ربما عن قصد، كلاماً آخر هو الاخطر، وابقاه داخل الغرف الرئاسية المغلقة، كشفت مصادر موثوقة بعضاً من هذا الكلام لـ”الجمهورية”، وفيه ما مفاده:

اقرأ أيضاً: لَوْ دْريان… لودريان!

  • اولاً، انّ لبنان، بوضعه الحالي، اشبه بلوح خشبي طافٍ على سطح البحر، ويتأرجح فوق الماء، وشعبه يتمايل عليه ويوشك على السقوط والغرق.
  • ثانياً، يغمرنا الحزن على لبنان، والخوف من ان تكون هذه الزيارة له، هي زيارة الوداع للبنان، ليس فقط الوداع للبنان كدولة، بل الوداع للبنان كوطن.
  • ثالثاً، نحن نتوجّه اليكم بهذا الكلام الذي يؤسفنا ان نقوله، نتوجّه فيه الى السلطة، وكذلك الى قوى المعارضة، فكلكم متساوون في هذا الموضوع، للتدليل كم انّ وضع لبنان خطير، وانّ السلطات المسؤولة فيه لم تقدّر بعد كم هو خطير عدم مبادراتها الإنقاذية والشروع بالإصلاح الحقيقي.
  • رابعاً، الاصلاح يجب ان يكون حقيقياً وجدّياً، وليس على شاكلة اجراءات شكلية، او تعيينات تُسمّى اصلاحات، وليس على شاكلة قوانين تحمل العنوان الاصلاحي، فيما مضمونها فارغ، او مفرّغ من اي محتوى له علاقة بالإصلاح. ( اشار في هذا السياق الى القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد، وكذلك الى التعيينات والتشكيلات القضائية المعطلة).
  • خامساً، نحن مع “التدقيق التشريحي” ( في حسابات مصرف لبنان او غيرها) شرط ازالة العقبات القانونية المخفية من امامه.
  • سادساً، نحن ( فرنسا والاتحاد الاوروبي)، والولايات المتحدة الاميركية، وبريطانيا، وفي كل ما يختص بلبنان، على خطى رجل واحد.

طوارئ شاملة

وربطاً بهذا الكلام الخطير الصادر عن لودريان، قال مرجع سياسي لـ”الجمهورية”: “ما صدر عن الوزير الفرنسي يضع مصير لبنان على المحك وكأنّه بات يُحسب بالايام، ولو انّ في لبنان سلطة مسؤولة، لكانت بادرت فوراً الى الخروج من حالة الاستهتار، والدخول في الاستنفار الشامل واعلان حالة طوارئ على كل المستويات، وقلب صفحة الاشهر الاخيرة بكل ما فيها من تراخ، واظهار الجدّية في الأداء وإطلاق دفعات متتالية من الاصلاحات التي تحصّنها بثقة الداخل بها، وتنتزع ثقة المجتمع الدولي. فلم يعد جائزاً للحكومة ان تبقى على ما هي عليه من بُعد عن المسؤولية وواقع البلد، ومن التسلّح بخطيئة الإهمال، والتفاخر بعدم القدرة على محاسبتها او تغييرها، نظراً لعدم توفر بديل عنها”.

السابق
بعد حادثة طائرة ماهان.. قاطيشا لـ«جنوبية»: تصرف الطائرة الاميركية متعارف عليه عالميا
التالي
وزير الصحة: «كورونا» تفشّى في كافة المناطق.. وهذا ما قاله عن العودة للإقفال!