«حزب الله» يتفرج على المياه المهدورة في الضاحية العطشى!

المياه تدخل الى المنازل في سان سيمون بسبب العاصفة لولو.
ما زال أهالي ضاحية بيروت الجنوبية يناشدون المسؤولين المعنيين - من حزبيين وغير حزبيين رسميين وغير رسميين - في بيروت وضواحيها منذ أكثر من ثلاث سنوات - سيما اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية - ما زالوا يناشدون هؤلاء للتدخل لوقف هدر مياه الخدمة الذي تنزف من شرايين ضاحية بيروت الجنوبية من خلال نقاط الهدر في كثير من المباني والطرقات في مختلف أحياء الضاحية !

في مشهد متكرر يحرق القلوب يوماً بعد يوم كلما يحلو لشركة مياه بيروت وعين الدلبة أن تضخ المياه للضاحية، هذه الضاحية التي يسكنها قرابة ربع سكان لبنان .. فالهدر يتدفق لساعات طوال من كثير من الخزانات التي تُعاني من تعطل وتلف طاباتها، كما يحصل هذا الهدر من كثير من القساطل المتهالكة والمنفجرة والمهترئة من تحت العديد من الطرقات والأرصفة الرئيسية والفرعية في مختلف الأحياء في الضاحية الضحية !

اقرأ أيضاً: الشيعية السياسية ترفض «الحياد» عن.. سلاح «حزب الله»!

وهذا الأمر بالتالي يحرم كثير من المحتاجين لهذه المياه المهدورة أن يستفيدوا منها، في الوقت الذي أصبحت أكثر عوائل الضاحية عاجزة عن شراء نقلات المياه الدورية كما كان الحال عليه قبل الأزمات المالية والنقدية الأخيرة حيث تتحكم بسعر هذه النقلات هذه الأيام  مافيات السوق السوداء بشكل جنوني، فترفع ثمن نقلة المياه تبعاً لارتفاع أسعار صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء متعذرة بحجج واهية لا يمكن أن يقتنع بصوابيتها إلا المجانين ..

عطش.. وتهديدات حزب الله بالحرب!

    ويأتي كل ذلك في الوقت الذي يُصعِّد فيه قياديو حزب الله الحملات الإعلامية الداعية للدخول في حرب الحسم مع العدو الإسرائيلي في أم المعارك النهائية المرتقبة التي أعلن فيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عبر إعلامه الحربي من أنه قد أُنجِز الأمر فيها !

      فأي أمر أُنجِز يا أيها الأمين، ونحن عاجزون عن إقامة غرفة عمليات صغيرة وبإمكانات متواضعة وبإشراف اتحاد بلديات الضاحية لملاحقة جريمة هدر المياه بإصلاح طابات الخزانات المتعطلة وترميم القساطل المهترءة والمنفجرة في أزقة ضاحية المقاومة ؟!

 فأي أمر قد أنجز للأبعدين قبل كفاية الأقربين من مياه الخدمة والشِّفة يا أمين المقاومة؟

 أليس هؤلاء الأقربون منهم انطلق خزان المقاومة البشري لتحقيق كل أهداف حزب الله في مسيرة عمله السياسي والعسكري والاجتماعي؟ وألا يستحق هؤلاء وأهلهم تخفيف الأعباء عنهم في أمور معاشهم في قضية ليست بذات كلفة باهظة بل تحتاج إلى حسن إدارة من المعنيين لتوفير المياه المهدورة لخدمة المحتاجين من أهلنا الشرفاء؟ ألا يستحق أهل الضاحية منكم تحمل المزيد من المسؤولية في مقابل ما قدموه لنهج المقاومة من عطاءات؟ وهل يجوز – وأنتم أمناء الحلال والحرام – أن تنظروا إلى المياه تنزف كل يوم وأنتم تنظرون إلى هذا المشهد دون أن تحركوا ساكناً وبأيدي بلدياتكم الحل والعقد في الضاحية في وقت يقول إمامنا الصادق عليه السلام : ” أدنى السرف إهراق فاضل الماء؟!

هل يجوز – وأنتم أمناء الحلال والحرام – أن تنظروا إلى المياه تنزف كل يوم وأنتم تنظرون إلى هذا المشهد دون أن تحركوا ساكناً وبأيدي بلدياتكم الحل والعقد في الضاحية

     علماً أن هذه الأزمة دائمة ومستمرة في الضاحية منذ أكثر من نصف قرن، وهي وإن كانت تشتد مع شح المياه في فصل الصيف ولكنها ترافق أهل الضاحية في الصيف والشتاء بل في الفصول الأربعة بتعبير أدق رغم كل مشاريع الحفر والبنى التحتية التي مرت على الضاحية الجنوبية طيلة كل هذه المدة، ورغم كل الانفاقات التي أنفقتها وزارات الأشغال المتعاقبة وصناديق الإنماء والإعمار والتنمية الداخلية والخارجية !

اقرأ أيضاً: فضيحة مغارة الزهراني: مافيا المازوت تهربه بالمزاد العلني!!

مع العلم أن كمية المياه التي تضخها مصلحة مياه بيروت وعين الدلبة للضاحية الجنوبية بالكاد أساساً أن تكفي ربع سكان الضاحية الجنوبية،في وقت كثرت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وعود نواب حزب الله والضاحية الجنوبية وجبل لبنان عموماً بتنفيذ مشروع مائية كسد بسري وما شاكل لتغذية الضاحية بحاجتها من المياه، علماً أن هذا المشروع الأخير المذكور ما زال يواجه منذ عقود عقبات لا خلاق لها ولا يحظى بالاجماع لجهة التخطيط والتنفيذ على حد سواء !

فأما من أحد يتقي الله فينا؟!

السابق
ما صحة توقف شركات الصرافة من الفئة (أ) عن شراء الدولار من المركزي؟
التالي
عصر الرقابة المشددة.. تركيا تسعى لإنهاء وجود نيتفلكس على أراضيها!