باسيل يْدخل الحياد اللبناني في «متاهة» «التحييد» الإيراني!

بشارة بطرس الراعي وباسيل
بعد التوتر الذي عصف العلاقة بين حزب الله وبكركي بسبب دعوة البطريرك الراعي الى الحياد، حطّ باسيل في الديمان، فما الهدف من هذه الزيارة؟

 أدلى رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل بدلوه حول الحياد الذي طرحه البطريريك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حين زاره في الديمان، عارضا عليه “تسهيل الحياد وليس عرقلته” عبر إدخال  البطريرك وكل اللبنانيين من خلفه في “عصف فكري” حول تحديد مفهوم “التحييد الذاتي” والحياد الذي هو برأيه “تموضع إستراتيجي يجبب أن تتوفر حوله قناعة داخلية كي لا يؤدي إلى مشاكل”، عندها يغرق الجميع في “متاهة” التفسير اللغوي والسياسي لكلمتي “الحياد والتحييد” مما يخفف الضغط عن كاهل حليفه الثنائي الشيعي ومعه المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الرافض للحياد بوجود إسرائيل.

حتى الآن يبدو أن الجميع مدرك أن الامر ليس أكثر من “توزيع أدوار” بين الحلفاء ،لأن باسيل ببساطة ذكّرهم بأنه أول من “طبّق الحياد في وزارة الخارجية”، أي في الاجتماعات التي أدت إلى أزمة لبنان مع محيطه العربي بسبب مواقفه حول الأزمات القائمة بين الدول العربية وإيران، أيضا دعوته إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. 

إقرأ أيضاً: باسيل للراعي: سويسرا مُحايدة بشعبٍ مُسلّح.. لطمأنة شيعة لبنان!؟

فبسبب هذه السياسة لم يبق للبنان “حيط عمار” مع أي دول عربية يمكن أن يستند إليه في أزمته الحالية، ولذلك يبدو أن الجميع مستمر في التعاون لتوسعة الطريق أمام تحقيق الحياد المنشود، إبتداءا من البطريرك الراعي الذي يزداد صلابة في التمسك بتطبيقه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والقوى السياسية التي تتقاطر يوميا إلى الديمان للإعلان عن تبنيها لكلام سيد الصرح، والاهم تلقف المجتمع الدولي لدعوة الراعي وأضافتها إلى شروطه لمساعدة لبنان (بحسب ما ينقل مطلعون على مضمون زيارة وزير الحارجية الفرنسية جان إيف لو دوريان يوم الاربعاء).

تقطيع وقت ولعب على الكلام

على ضفة القوى المؤيدة للحياد، ترى في كلام باسيل محاولات لـ”تقطيع الوقت” وجذب انتباه اللبنانيين إلى مكان آخر، وهذا ما يعبر عنه عضو كتلة المستقبل النيابية النائب محمد الحجار، الذي يقول لـ”جنوبية”: “الوزير باسيل يرشح نفسه لأن يكون رئيس للجمهورية وربما يريد اللعب على الكلام لتحقيق هذا الهدف، بينما المطلوب اليوم هو قرار يمنع إنهيار البلد وضرب الكيان اللبناني لأن الوضع على درجة عالية من الخطورة، ولا يمكن حل الامور بالمفردات والصيغ ، أنها ليست مقولة “شعب وجيش ومقاومة “التي ترضي هذا الطرف أو ذاك”، مشددا على أنه “مطلوب اليوم أفعال وتجربتنا مع الوزير باسيل تظهر أنه لا يمكن أن يكون مقتنعا بأن ينأى لبنان بنفسه فعلا عما يحصل في الخارج”.

الحجار لـ”جنوبية”: تحولنا لأداة إيرانية تضرب صميم  الحياد أو التحييد  

يشرح الحجار أن “الحديث عن تحييد أو حياد لبنان بمنطق النأي بالنفس الذي نص عليه إعلان بعبدا هو المطلوب، أي أن لا يكون لبنان ساحة للصراعات الاخرين أو صندوق بريد لأي جهة ضد الاخرى”، مشددا على أن” العدو الاسرائيلي هو العدو الاسرائيلي  لكن التدخل في الشؤون الداخلية العربية أو أن نكون أداة في مشروع إيراني يريد السيطرة على المنطقة  هو ضرب لصميم مشروع حياد أو تحييد لبنان”.

محمد الحجار

ويختم:” هذه هي النقاط الاساسية التي من المفروض أن تكون ثوابت عند من يريد أن يكون هذا الحياد، ويمكن لرئيس الجمهورية الدعوة إلى طاولة حوار حوله، يجب أن يكون  هناك جدول أعمال كي يخدم الجوار الهدف المرجو منه، أي الوصول إلى حل وإتفاق والنقاش بموضوعية و ليس النقاش حول جنس الملائكة”.

نصار :كلام باسيل ذر للرماد في العيون

يوافق عضو كتلة “الجمهورية القوية النائب أنيس نصار على كلام الحجار، ويذكّر بأن الحياد الذي طبّقه باسيل في وزارة الخارجية هو الحياد إلذي أدى إلى مقاطعة الدول العربية للبنان”، معتبرا كلامه بأنه “ذر الرماد في العيون أو كمن يريد اللحاق بالقطار الذي فاته وهو متأخر على اللحاق به”.

 نصار لـ”جنوبية”: ما هيدي الخطوة العملية التي تترجم موقف باسيل؟

ويضيف:”لم يعد ينفع توزيع الادوار، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قال كلمته وهو مصر على تحقيقه عبر خطوات عملية وأيده شريحة كبيرة من اللبنانيين وهناك فعاليات ثانية  ستبادر في هذا الامر أيضا”، ويتساءل :”اين يمكن صرف طروحات الرئيس باسيل، ففي بداية الثورة قال أنه مع مطالب الثوار وعند أول منعطف إتهمم بالخيانة والميلشياوية، وإذا كان جديا في طرحه علينا أن نعرف ما هي الخطوة العملية التي تترجم موقفه؟”.

ويختم:” منذ أيلول 2019 أخذت السلطة الحاكمة قرارات متعددة و قامت أيضا بعقد أكثر من جلسة حوار لم ينتج عنها أي شيء عملي، الحياد هو مدخل لبنان للمصالحة مع المجتمعين العربي والدولي وأي أمر غير ذلك هو من باب الخزعبلات التي أدت إلى الإنهيار”.

عون: التحييد الذاتي صعب جدا 

طرح باسيل يعيد ترداده نواب التيار العوني فنائب التكتل ماريو عون ذكر بأن “تحقيق التحييد الذاتي أو الحياد أمر صعب جدا في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان”، لافتا لـ”جنوبية ” الى ان “التحييد يحتاج إلى إنضاج وتوافق في الداخل اللبناني، والسؤال الكبير هل يمكننا القيام بهذا الامر في هذا التوقيت والوضع الصعب الذي لا نحسد عليه؟”، ويرى أن “من يطرح هذا الموضوع فليعطنا الحل السحري لتحقيق هذا الامر”.

ماريو عون

ويضيف: “بالمطلق لا أحد ضد الحياد ولكن علينا معرفة كيفية تطبيقه، صحيح أن لبنان محايد منذ نشأته لكن مع تطور الاحداث في الشرق الوسط  وسياسة المحاور هي التي أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم”، لافتا إلى أن “النائب باسيل أيد الحياد ولكنه نبه إلى أن هناك تحييد وهذا يستوجب حوار وطني وتفاهم لبناني وقبول خارجي من البلاد المحيطة للوصول إلى نتيجة، وهذا الامر برأيي صعب جدا في المرحلة الحالية، أي أن يكون نوع من الوفاق اللبناني حول موضوع الحياد”.

ينبه عون إلى ضرورة “الاتفاق على الموضوع الاهم وهو موضوع إسرائيل أي كيف يمكن أن نكون محايدين وإسرائيل تعدتدي علينا يومي، وهناك  أيضا سلاح الفلسطينيين والارهابيين في لبنان”، معتبرا أن “هذا الامر يستوجب حوار وطني وما طرحه باسيل هو حصل هو محاولة للوصول إلى حل”.

ماريو عون لـ”جنوبية” : مستحيل تحقيق الحياد والاصلاح 

يسخر عون من أن المجتمع الدولي الذي إشترط الحياد لمساعدة لبنان بالاضافة إلى تطبيق الاصلاحات، ويقول:”المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الاميركية يطرحون “حزورة”على لبنان، لأن الحياد والاصلاح أمر مستحيل تحقيقه وربما يؤدي هذا الامر إلى خراب لبنان”، معتبرا أنه “على المجتمع الدولي أن يتفهم الوضع اللبناني ونسيجه المتنوع  لأن أي تغيير بالقوة سيكون باهظ الثمن، بالاضافة إلى الثمن الحالي الذي ندفعه حاليا”.

ويختم:”المجتمع الدولي كان على علم بوضعنا المالي والهدر والفساد، ولكنه إستمر في إقراضنا الاموال حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، أنا كنائب في البرلمان مع الحياد لكن  هذا الامر دونه عقبات كثيرة كي نصل إلى تحقيقه،لذلك علينا إيجاد الحلول في الداخل اللبناني”. 

السابق
انخفاض بعدّاد «كورونا».. كم بلغ عدد الاصابات وكيف توزعت؟
التالي
بالصور.. جثمان الطبيب لؤي اسماعيل يوارى الثرى وسط اجراءات احترازية