دياب «يستعصي» من الديمان بالكرسي الحكومية.. وعلوش يخشى عبر «جنوبية» من «الكارثة الكبرى»!

حسان دياب
دياب يتحدّى من الديمان: لن أستقيل!

حطت رحال رئيس الحكومة حسان دياب اليوم في مقر البطريركية المارونية في الديمان، لكن حضوره لزيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للمرة الاولى منذ تأليف الحكومة، وكلامه من على منبرها أتى خارج سياق التحولات التي تجري على أرض البلاد، من غليان في الشارع نتيجة الازمات متفاقمة تتولد من أرحام بعضها البعض، وإخفاق في التعامل مع صندوق النقد الدولي وإقفال باب المساعدات العربية والدولية في وجه لبنان، إذ كرر ما سبق أن أعلنه “بأن هناك موجة(راجح) تضر بلبنان في الداخل والخارج”. ردد دياب بأنه “باق..باق ولن يستقيل”،  متوعداً المجلس النيابي بانه لو أقدم على حجب الثقة عن الحكومة واسقاطها، فأنه كذلك باق لسنوات لعدم توفر البديل”،  و على الراعي بقوله زايد أن “الحوار الذي يطرحه البطريرك الراعي في حاجة إلى حوار وطني شامل بين جميع الاطراف”، ما يعني أنه سيستمر في النهج المرسوم له من قبل القوى السياسية التي شكلت حكومته وأمنت إستمرارها إلى الان، ليكون “سترا وغطاءاً عليها كما هي سند ومظلة حماية لحكومته. كان واثقا من كلامه لدرجة التحدي لمعركة يخوضها الراعي بإصرار أيضا لإخراج  لبنان من دوامته، أي “الدعوة إلى حياد لبنان”، ما يعني أن هذه الزيارة لم تؤد إلى زراعة بذرة تعاون أو نظرة مشتركة بين السراي والديمان تساعد على الوصول القعر بأقل أضرار ممكنة.

وليس بعيداً من هذا الجو، فإن زيارة دياب كانت كزبد البحر الذي يذهب هباءا لأن لا خير للناس فيه، وهذا ما عبر عنه  النائب السابق مصطفى علوش الذي يصف المفاعيل السياسية لزيارة دياب إلى الديمان بأنها “فراغ كامل من رئاسة الجمهورية وصولا إلى الحكومة بأجمعها”، ويعلل حكمه هذا “بعدم وجود قرار أو إنجاز وعمليا ما نسمعه مجرد كلام من دون أي مفعول على الارض”.

اقرأ أيضاً: حكومة دياب.. «مومياء محنطة» تنتظر البديل «المعجزة»!


أما الراعي الذي يستظل بالفاتيكان وفرنسا، فعلى الرغم من أن وزير البيئة دميانوس قطار هو من تولى الاعداد للزيارة، كما نقلت مصادرة مطلعة على موقف الديمان ل”جنوبية”، إلا أنها لم تؤت ثمارها المرجوة والدليل هو تكتم الديمان عقب زيارة دياب، وإكتفاء الراعي بالقول في كلمة متلفزة أنها “جيدة وأن خلاصنا الحياد فهو السبيل للعيش ببحبوحة مجددا، نعيش في باخرة واحدة وهذا باب الحل والخلاص”، في حين أن المصادر لفتت لـ”جنوبية” أن “موقف الراعي  ليس وليد ساعة غضب من الوضع المزري الذي يعيشه اللبنانيون، بل هو موقف مدروس ومنسق مع الفاتيكان وفرنسا لكونهما تدعمان توجه الراعي إلى النهاية لقلقهما على وجود لبنان والحضور المسيحي فيه، والدليل هو الدعم الذي قدمته فرنسا للمدارس الكاثوليكية في لبنان لضمان إستمرارها في تأدية رسالتها، وهذا الامر تبلغت به بعبدا وكل زوار الديمان، ما يفسر أيضا كلام الراعي بأن “الهجوم عليه وإتهامه بالخيانة لا يؤثر فيه”. لا تعطي المصادر أهمية كبيرة لمفاعيل زيارة دياب إلى الديمان، واصفة أياها بأنها “زيارة بروتوكولية، لأن رؤية دياب السياسية في واد، والهم السياسي الذي يحمله البطريرك في واد آخر، فما يريده البطريرك بمباركة فاتيكانية وفرنسية (بمعزل عن القضية الفلسطينية وأحقيتها وإلتزام كل اللبنانيين بها) هو تغيير نهج “حزب الله” في مقاربة علاقة لبنان بأشقائه العرب وعدم التدخل في شؤونهم، إذ لا يمكن للحكومة اللبنانية والقوى المساندة لها أن يطلبوا الدعم والمساندة وفي الوقت نفسه يكون العمل على تقويض أمن وإستقرار هذه الدول مستمرا من قبل “حزب الله” المطمئن إلى دعم حليفه المسيحي أي “التيار الوطني الحر” في كل شؤونه”. وتختم المصادر:”إنها شيزوفرينيا أوإنفصام شخصية التي تعاني منها السلطة في لبنان و التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه، و البطريرك الراعي سيثبت على موقفه إلى النهاية”.

علوش يحذر ويكشف و يبدى خشيته


علوش يقول  لـ “جنوبية” انه “من موقعنا كمعارضة نتمنى من هكذا حكومة بعض الأداء، وبعض الرؤية ولكن إلى الآن لم نر شيئا الا المزيد من السوء والتخبط وغياب القرار، ولذلك نقول لايوجد قرار سياسي حتى نعلّق عليه”.

عضو كتلة المستقبل النيابية النائب السابق مصطفى علوش

يعتبر علوش أن “حكومة دياب تعاني من الخواء ورئيسها دائما ما يسرد قصة المؤامرة عليه  لاسيما من قبل الرئيس سعد الحريري”، مشددا على أن “رفيق وسعد الحريري كانا “راجح” بالنسبة للفاشلين دائما ولذلك كان تعليق الفشل على السياسات الحريرية والتصويب على سعد الحريري، لإقناع الدول الصديقة والشقيقة لمساعدة حكومة لبنان”. ويسأل:”لو أن سعد الحريري يملك كل هذه القدرات لماذا تمت المؤامرة عليه كي لا يعود لترؤس الحكومة، وأعتقد أنه كان يجب التفاهم لتكليفه ثانية طالما أنه يملك كل هذه القدرات ، فالقادر على منع المساعدات عن لبنان قادر أيضا على جلب مساعدات للبنان وهذا الامر المنطقي”. يضيف:” المنطق أيضا أن السياسة التي منعت سعد الحريري من تحقيق شيء جدي ومفيد للبنان، وأدت الى إستقالته ورفضه التكليف ثانية، لا تزال هذه السياسة منتهجة من الحكومة الحالية وتعرقل تقدم لبنان، ولذلك نرى تخبط كامل بالاصلاحات الاقتصادية والسياسية  والمراوحة حول كيفية إصلاح علاقة لبنان مع الدول العربية والصديقة”.

حكومة دياب تعاني من الخواء

ويختم علوش:”للأسف ما ينتظرنا المزيد من التدهور وقعر هذا التدهور غير واضح المعالم إلى الآن، وللأسف أي تغيير جدي لن يحصل من دون حصول كارثة كبرى أي أن تصل الامور إلى وضع كارثي أكثر، مما قد يؤدي إلى تدخل ما أو عدم التدخل وتركنا لمصيرنا المشؤوم”.

السابق
عون يخاطب اللبنانيين افتراضياً: عبثاً نحاول محاربة الفساد..
التالي
جعجع يدعم صرخة الراعي: لن نترك لبنان لتجار الهيكل!