بين صواريخ «حزب الله» وانهاء «اليونيفل».. هل باتت الحرب وشيكة؟!

تتسارع التطورات السياسية والأمنية على الجبهة اللبنانية الاسرائيلية، بما يخشى ان تكون عملية إحماء لجولة عسكرية جديدة، خصوصا بعد اعلان حزب الله انه لن يستسلم لحصاره، واعلان المسؤولين الاميركيين في اكثر من مناسبة انهم ضاقوا ذرعا بهيمنة حزب الله على لبنان وتدخله في الشؤون الاقليمية لدول الجوار، مطالبين بنزع سلاحه.

نشرت وسائل اعلام اسرائيلية امس تقريرا مدعما بصور اقمار معلومات عن 28 موقعا لإطلاق الصواريخ وتخزينها تابعة لحزب الله، تتركز بشكل رئيسي في ضواحي بيروت والجنوب والبقاع، وتابعت أنه يمكن من خلال هذه النقاط إطلاق وتخزين صواريخ دقيقة من نوع “فاتح 110 / M600” ومداه 300 كلم اي قادر على اصابة تل ابيب والمراكز الحيوية فيها.

اقرأ أيضاً: بالصور: تقرير اسرائيلي صادم يزعم وجود منصات صورايخ سرية لـ «حزب الله» في بيروت وضواحيها!

ترافق هذا التقرير مع معلومات نقلتها قناة i24 الاسرائيلية الناطق باللغة الفرنسية أمس تتحدث عن حرب وشيكة  قد تشنّها ” إسرائيل ” على لبنان إثر اكتشاف ٢٨ منصة صواريخ لـ”حزب الله” في المناطق السكنية في بيروت وضواحيها.

انسداد الافق

ويبدو ان انسداد الأفق السياسي الذي تعاني منه المنطقة اثر ركود “صفقة القرن” وعدم استجابة ايران للطلب الاميركي الانسحاب من سوريا، وتشبثها بالمليشيات الشيعية المسلحة في العراق اضافة الى فصائل الحشد الشعبي كقوى مسلحة خارج سلطة الدولة، وكذلك اطباق حزب الله على لبنان عبر هيمنته على حكومة حسان دياب بشكل مطلق وعدم السماح للتدخلات الدولية الاقتصادية او السياسية ان تمس سلاحه او تمنعه من تدخلاته في سوريا ودول الجوار، كل هذه العوامل سوف تؤدي حسب مراقبين الى زيادة التوترات بما يجعل اسهم الموجهة العسكرية ترتفع، ولو على شكل حرب محدودة تضمن تراجع حزب الله وتدمير صواريخة الذكية، لا حربا شاملة على شكل اجتياح لبنان عام 1982، لانتفاء حاجة اسرائيل الى هدف القضاء على حزب الله عسكريا، اذ ستتكفل الاتفاقات القادمة حول سوريا في السنوات المقبلة باضعاف حزب الله وتلاشيه، مع وصول نظام حكم جديد خارج محور الممانعة، وذلك حسب تسريبات الاتفاق الاميركي الروسي النهائي حول سوريا.

انهاء مهمة اليونيفل

في سياق متصل، قالت قناة العربية مساء امس ان الإدارة الأميركية تبدأ مناقشات مع أعضاء مجلس الأمن استعدادا للتصويت على إنهاء مهمة “يونيفيل” في جنوب لبنان، وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قال امس ايضا، أن “الولايات المتحدة تعيد النظر في موقفها من قوة حفظ السلام في لبنان، اليونيفيل”، وقال: “نحن قلقون جداً من منع اليونيفيل من الدخول إلى مواقع مثيرة للشكوك في منطقة مسؤولياتها بما يمنع القوة الدولية من تطبيق انتدابها”.

وأضاف المتحدث ان “الولايات المتحدة قلقة جداً من التجاهل الواضح للقرار 1701 من قبل حزب الله، فالأخير يعرض أسلحته ويعيق تحركات قوة اليونيفيل”: وأضاف: “نحن متأكدون أن قوة حفظ السلام في لبنان ممنوعة من تنفيذ أجزاء أساسية من مهمتها، وهذا يتكرر في وجه ظل الوضع القائم الذي يفرضه حزب الله المسلح بشكل أفضل، وهذا يزيده حزب الله جسارة وهذا غير مقبول”.

وختم المتحدث باسم الخارجية بجملة مفصلية لها ابعاد خطيرة وهي إنه “علينا العمل على نقل مهمة حماية لبنان وسيادته إلى مؤسسات الدولة اللبنانية التي لديها مصداقية وقدرات”!

وبنظر مراقبين ان انهاء مهمة اليونيفل في لبنان معناها التمهيد لحرب جديدة بين حزب الله واسرائيل لان القوتين سوف تقفان وجها لوجه كما كان الوضع قبل حرب تموز 2006، وكذلك فان تصريح الخارجية الاميركية اعلاه عن عزم واشنطن على نقل مهمة حماية لبنان الى مؤسسات الدولة، اي من مقاومة حزب الله الى الجيش اللبناني، فان ذلك لن يكون حكماً الا بعد قيام الحرب.

السابق
الرواية الكاملة لرحلة قاسم تاج الدين من سيراليون إلى ماريلاند: الرجل الذي موّل حزب الله من جيوب الأميركيين
التالي
بعد انتقاده للعهد والحكومة.. الراعي يوضح لعون: بكركي لا تسير لا مع معارضة ولا مع موالاة