في وقت يعاني اللبنانيون الامرين بسبب الكارثة المالية والانهيار الاقتصادي، يصر المسؤولون اللبنانييون على تجاهل اوجاع الناس والاستخفاف بمعاناته اليومية، عبر ابتكار حلول لا تسمن ولا تغني من جوع والتهرب من واجباتهم والمطالب الدولية لانقاذ لبنان.
وفي هذا السياق كتب د. احمد بيضون عبر صفحته الخاصة على “فيسبوك”: أشَدُّ ما يُثيرُ الغَضَبَ في الدعواتِ التي تُحاصِرُنا إلى التَقَشُّفِ وإعدادِ حَجَرٍ ثَقيلٍ لِوَضْعِهِ على المَعِدةِ الجائعة أنّها تَنْتَهي إلى اعْتِبارِ اللصوصِ أصْحابَ حَقٍّ في التَمَتُّعِ بِما سَرَقوهُ واعْتِبارِ جُمْهورِ اللبنانيّين مُبَذِّرينَ مُفَرِّطينَ حَصَلوا على أَمْوالِهم بِغَيْرِ حَقٍّ وبَدَّدوها بالإنْفاقِ الطائشِ، فَلا بُدَّ مِنْ تَوْبيخِهِم ورَدِّهِم إلى التِزامِ الحِكْمة والقَناعة واتّباعِ طُرُقِ الإنتاجِ المَشْروع.
اقرأ أيضاً: هكذا يخرج لبنان من نفق الأزمة!
هذا هو المَعْنى الفِعْلِيِّ لدَعْوةِ البِلادِ، في هذا الظَرْفِ، إلى العَيْشِ على قَدْرِ طاقَتِها ودَعْوةِ المَنْكوبين بالنِظامِ القائمِ وأَهْلِهِ إلى حِراثَةِ الشُرُفاتِ أو إلى السِياحةِ الداخليّةِ أو إلى الاعتِدالِ في اسْتِهْلاكِ اللحوم!
مَعْناها أنّنا سَرَقْناكُم وعَفا اللهُ عَمّا مَضى… أو أيْضاً أنّنا سَرَقْناكُم وسنُواصِلُ السَرقةَ فَلا تَحْلُموا بأن نَرُدَّ شيئاً سَلَبْناهُ ولا بأنْ نَعِفَّ عن شَيْءٍ نستطيعُ سَلْبَهُ بَلْ تَدَبَّروا عَيْشَكُم بِما قد يَتَبَقّى.
تلكَ هي قِسْمَةُ العَمَلِ المُقْتَرَحةُ عَلَيْنا إذَنْ: المُتْعةُ الحُرّةُ للسُرّاقِ وإماتةُ النَفْسِ والإقْبالُ على الكَدْحِ المَريرِ للمَنْهوبين.
ماذا لو انّنا نُريدُ أمْوالَنا أوّلاً ولا نُطيقُ سَماعَ النَصائحِ قَبْلَ اسْتِرْدادِها؟ ماذا لو انّنا نَرى أنْفُسَنا ذَوي حَقٍّ في تَحْديدِ ما نَسْتَثْمِرُ فِيهِ، عَمَلاً أو مُلْكاً، وأَحْراراً في ما نُنْفِقُ عليهِ مِنْ ضَرورِيٍّ أو كَماليّ؟ ماذا لو انّنا نَرى اللصوصَ لُصوصاً ونَرى حَقّاً لنا دُونَهُم ما يَرونَهُ حِكْراً عَلَيهم؟
