«عرض مصفى جديد» لنظرية الإسلام القرءانيّ والسّنّة النّبويّة

غلاف كتاب نظرية الاسلام

الدّين الإسلاميّ الحنيف، يقدمه الباحث العراقيّ : الدكتور عبد القادر جليل محمد الصالحي، على أنه نظرية هدفها تفسير وجود الإنسان ووظيفته، وتفسير الوجود بشكل عام،  في كتابه الصادر تحت عنوان “نظرية الاسلام”، (وفي طبعة أولى 2019 ) (عن “دار التقريب بين المذاهب الاسلامية”، وهذه الدار هي دمغة تابعة لـ” شركة المطبوعات” في بيروت .

اقرأ أيضاً: المحاكم الجعفرية.. لا فقهاء ولا من يجتهدون!

الدين كنظرية 

وفي هذا الكتاب الذي تَجمع محتوياتُه (417 صفحة من القطع الكبير)، يوضح المؤلٍّف قائلاً في ملاحظة ختامية: “… فقد حاولت أن أعرض نظرية الإسلام ، كما هي ممثّلة بما في القرءان وسنة النبي (ص) “. فنحن في هذا الكتاب، إذاً، أمام نظرية الإسلام القرءانيّ والسّنّة النّبويّة. وذلك من خلال عرضٍ جديدٍ للإسلام، يرِد بين دفتي هذا الكتاب، بحيث جاء هذا العرض، عرضاً مجارياً لعصر العلم والتكنولوجيا ، وكأنه نظرية، فإن اقتنع المرء به، قبِله، فلكل نظريةٍ (أو دِين) مؤمنون (مقتنعون) ومنكرون (رافضون).

الله هو خالق الكون 

وفي نص تقديمه يوضح الكاتب، أنّ فكرة هذا الكتاب نشأت في أعقاب نشر كتاب “التصميم العظيم” لعالِمَي الفيزياء المعروفيَن هوكنج وملودينوف، اللذين ادّعيا فيه أن خلق الكون لا يحتاج إلى خالق خارجي مثل الله. ثمّ ما تلا ذلك من انتشار ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في المنطقة، حيث لُبِّس الإسلام ذاك الإرهاب.

جاء عرض نظرية الإسلام في هذا الكتاب كما هي ممثلة في القرءان الكريم وسنة النبي (ص)

هذا الكتاب مبنيّ على أنّ لهذا الكون، خالقا، وإن كان غَيْبا لا يمكن رؤيته . فنحن مغمورون في مجال الجاذبية العامة، الذي يؤثر في كل الكتل والاجسام في الكون، ومع ذلك لا نراه ولا نحس به. ولكن علماء الفيزياء والكوسمولوجيا، بمن فيهم هوكنج وملودينوف يؤكدون وجوده. هذا الخالق ، العظيم ، الغَيْبي، الموجود، له رسالة الى البشر. رسالة الخالق إلى البشر تجيب عن كثير من تساؤلاتنا. في متناول بني البشر نظرية متكاملة شاملة، وهي نظرية الإسلام، وهي نظرية تفسر الوجود، وتأخذ بيد الإنسان نحو رؤية أفضل، ومستقبل أفضل، للفرد، وللمجتمع ككل.

طموح الكتاب 

كما ويشير الصالحي، إلى أن كتابه هذا يطمح إلى تحقيق هدفين رئيسيين: الأول: تقديم الإسلام إلى الإنسان المعاصر بمفاهيم ولغة العصر، بما في ذلك اعتماد الأسلوب العلميِّ. والثاني: تقديم النسخة الأصلية للإسلام، أي الإسلام قبل الإنشقاق الشيعي – السني، والإنشقاق السلفي – الصوفي، الإسلام كما كان أيام النبي محمد (ص)، وكما هو معروض على الإنسان في القرءان الكريم. ويضيف الكاتب: إنّ عرض نظرية الإسلام بهذه الطريقة، يعيننا على فَهْم أفضل لروح الإسلام ولجوهر الإسلام، الذي يسعى إلى تحقيق السلام مع خالق الكون ومالكه ومدبّره أولا، ثم مع الذات، ثم مع المجتمع، ثم العالم، ثم الكون أجمع، ألا بذكر الله تطمئن القلوب.

خدمة الله وخدمة الإنسان 

ومما يتضمنه نص التقديم أيضا: قول الكاتب: أرجو الله عزّ وجلّ أن يكون قد وفّقني للقيام بخدمة الإسلام وخدمة القرءان المجيد من جهة، وخدمة الحقيقة، وخدمة الله عزّ وجلّ، وخدمة الإنسان المعاصر الذي يواجه فيضاً مستمراً من الأفكار والآراء والنظريات والمفاهيم الدينية، في ما يعرف ، بعصر المعلوماتية، وبالذات جيل الشباب منهم من جهة اخرى، لاشاركهم سعيهم، وهمومهم في معرفة الحقيقة، ومعرفة الطريق، الذي يقودنا إلى الخلاص من القيود بكل أنواعها، إلا قيداً واحداً يربطنا بخالق الوجود، لأن معرفة طريق التقدم إلى الأمام تحقق طمانينة النفس والسلام.

“نظرية الإسلام” إلى المسلمين وسواهم

ويقول الكاتب أيضا: إنّ كتاب ” نظرية الإسلام ” موجه إلى المسلمين وإلى غير المسلمين على السواء. هو موجه إلى غير المسلمين لفَهم الإسلام الحقيقي الذي دعا إليه الرسول النبي محمد (ص)، ويدعو إليه القرءان الكريم مصفّى من التّشوّهات التاريخية التي حدثت في أثناء الممارسة، ومن الإنشقاقات التي أصابت صفوف المسلمين عبر التاريخ، وليبّين لهم أن الإسلام إسلامهم أيضا، فهو ليس بدين المسلمين وحدهم، وليكون عوناً لغير المسلمين لاتخاذ القرار الصائب، بشأن مستقبلهم ومستقبل البشرية ومستقبل الأرض. وهو موجه إلى المسلمين ليؤكد لهم أن خلافاتهم التي أصبحت حرباً بلا هوادة، هي خلافات غير موجودة في أصل الإسلام فيمكنهم الرجوع إلى أصل الإسلام لتجاوز معاناتهم، الإسلام الذي دعا اليه الرسول النبي محمد (ص) ومارسه هو وأصحابه، في حياتهم ويدعو إليه القرءان الكريم ولكي يأخذوا دورهم في المساهمة في الحضارة الحديثة بالمساعدة على إنقاذ الإنسان من الشقاء. فدين الإسلام الحنيف، يؤهلهم لهذا الدور، ولكنّ سوء ممارستهم للدين جعلهم خارج الحلبة.

فالكتاب يشرح طريق العودة إلى أصل الإسلام الحقيقي، وبذلك يكون رجوعهم إلى داخل حلقة الحضارة الإنسانية ممهدَّا، ويمكنهم، ليس فقط خلاص أنفسهم، بل مساعدة الغرب وغيرهم على ضمان مستقبل أفضل للإنسان والبشرية والأرض. والكتاب موجه أيضا إلى الذين تحيروا، بين الإلحاد الذي تزيّنه أقوال بعض علماء الطبيعة، الفيزياء، وعلم الأحياء…الخ، وممارسات الإرهاب التي تمارَس بإسم الدين وباسم الله عزّ وجلّ. فالكتاب “يبرّئ” العلوم الطبيعية من تهمة تأييد الإلحاد من جهة، ومن جهة أخرى ” يبرّئ ” الإسلام الأصيل دين الله الحق، من تهمة الإعتداء بالقتل والتدمير والإرهاب. فالإسلام دين السلام، ودين الحق، ودين العدالة.

لهذا الكتاب هدفان هما: تقديم الإسلام بمفاهيم ولغة العصر وبالإسلوب العلمي ؛ وتقديم الإسلام المصفىَّ من التّشوّهات التاريخية … 

اقرأ أيضاً: «مقاوم» يتلو فعل «التحول» عن «حزب الله».. من ولاية الفقية إلى مظلة الثورة!

نظرية شاملة 

وينهي المؤلف مقدمة الكتاب مؤكدا بالبراهين الدامغة، الدّالة على أن الإسلام، هو “نظرية” شاملة للوجود زمانياً ومكانياً. ولقد عالج الكاتب موضوعه على مدار أربعة أبواب، اقتضت تفصيليّتها أن تكون موزعة على اثني عشر فصلا، تلتها الخاتمة التي تلتها تسعة ملاحق .ونورد هنا العناوين الرئيسة للأبواب والفصول: الباب الأول: يحمل عنوان: “الأساسيات” وهو من خمسة فصول وعناوينها هي: الوجود؛ الله؛ الرسالة: القرءان؛ الرسول: محمد رسول الله وخاتم النبيين؛ الإنسان: الحياة والموت  والحياة الآخرة. والباب الثاني بعنوان: “الوظائف الأساسية”: ويضم فصلين يحملان عنوان الصلاة وعنوان الصوم والزكاة والحج. والباب الثالث: بعنوان: “المحيط الإجتماعي” وهو من فصلين : وعنوانيهما : العائلة : المرأة والرجل؛ الدولة ونظام الحكم؛ والباب الرابع والأخير عنوانه هو: “في التطبيق العملي”: ويضم ثلاثة فصول وعناوينها هي : توضيح بعض المصطلحات؛ الإساءة إلى الإسلام؛ والمسلمون والإسلام.

السابق
غضب أميركي من «اليونيفيل».. فشلت بمنع «حزب الله» من تكديس الأسلحة!
التالي
بالصور.. الجيش يُشيّع الشهيد العفي: الوطن يولد ويتجدد بشهدائه!