مجلس الوزراء «يتذاكى» على المجتمع الدولي.. جلسات إصلاحات «صورية»!

الحكومة اللبنانية
تتخبط حكومة حسان دياب في إدعاء ورشة الإصلاحات، التي سرعان ما سقط القناع عنها محليا و خارجياً، وظهر انها "يتذاكى" على المجتمع الدولي وانها مجرد مزاعم تتلطى خلفها، تهرباً من الاصلاحات المطلوبة ومنورة للحصول على دعم صندوق النقد الدولي.

الحكومة تحاول الالتفاف على فترة السماح الدولي الجديدة، وتستخدم بنودا اصلاحية في  مجلس الوزراء في جلسة يوم الثلاثاء في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لتوحي بأنها جادة في هذه الاصلاحات،  ولتلبية متطلبات الشعب اللبناني الداعي إلى خطوات حقيقية في الإقتصاد وإصلاح الادارة العامة وتحقيق المساواة بين أفراد الشعب اللبناني بعيدا عن الزبائنية والمحاصصة. 

المراقبون لسير وسلوك الحكومة في فترة الشهور الستة الماضية غير متفائلين بنجاح الحكومة في الاختبار لا سياسيا ولا إقتصاديا

المراقبون لسير وسلوك الحكومة في فترة الشهور الستة الماضية غير متفائلين بنجاح الحكومة في الاختبار لا سياسيا ولا إقتصاديا، فمن الناحية السياسية يصف رئيس تحرير جريدة اللواء صلاح سلام ل “جنوبية” “أن الكلام عن لجوء الحكومة الحالية للإصلاح كحكاية إبريق الزيت الذي يكثر الحديث عنه صباحا و مساءا من دون خطوات عملية”، معتبرا أن هذه الخطوات “لا تتحقق في تعيينات إدارية جاءت متأخرة لسنوات وتسببت لما وصلنا إليه من إنهيارات مالية و إقتصادية”، ويرى أن “الاصلاح في الكهرباء مثلا يكون بالمحافظة على صلاحيات الهيئة الناظمة للقطاع وعدم تفريغها وتحويلها إلى صلاحيات زبائنية للوزير، والتصدي الحقيقي للإصلاح في الادارة العامة ومحاسبة من رأس الهرم وعدم الاكتفاء بمحاسبة صغار الفاسدين، وإسترداد الاموال المنهوبة التي تسببت بإفلاس الدولة وعجزها عن القيام بمسؤولياتها”.

يشدد سلام على أن “كل هذه الخطوات هي بعيدة عن جداول أعمال هذه الحكومة، فكل تعييناتها إتسمت بالزبائنية والمحاصصة والبعد عن الكفاءة والنزاهة، كما ورد في قانون تعيين الفئة الاولى والتي جرى إبطالها من خلال الطعن المقدم من رئيس الجمهورية”.

الاوروبيون والامريكيون لا يثقون بأن حكومة الرئيس دياب مستقلة!

يوافق الخبير الاقتصادي دان قزي على كلام سلام و يلفت لـ”جنوبية” ،إلى أن “الاوروبيين و الامريكيين لا يثقون بأن حكومة الرئيس دياب مستقلة أو أنها قادرة على إتخاذ قرارات تحدث تغييرات جدية على الارض”، ويشير إلى أنه “وفقا للمعلومات التي نستقيها من دبلوماسيين موجودين في لبنان فإن المجتمع الدولي ينتظر أن يقتنع لبنان بضرورة القيام بالإصلاحات  المطلوبة عندها ستكون الكلفة علينا أكبر”.

ويضيف:”هم يعرفون أن لن تقوم هذه الحكومة بأي تغيير جذري بل بخطوات “سلحفاتية” لا تتناسب مع حجم الازمة التي نتخبط بها، وأكبر دليل على ذلك عدم إقرار قانون الكابيتال كونترول الذي يمكن أن يضح حدا للإستنسابية المصارف في التعامل مع المودعين، و الذي هو موضع جدل منذ تأليف الحكومة”.

بنود ومحاولات

يقع جدول أعمال جلسة الثلاثاء في 19 بندا، و من المفروض أن يبدأ النقاش في ثلاث بنود مثيرة للجدل الداخلي والخارجي وهي برنامج الطوارئ لشبكة الامان الاجتماعي وعودة النازحين السوريين وإستقالة المدير العام لوزارة المالية آلان بيفاني، بالاضافة إلى بند حياتي ( رقم 4 الذي  دفع العاملين في شركات الترابة إلى التظاهر الاسبوع الماضي)، إذ ستعرض وزارة البيئة للإطار القانوني الذي يسمح بمقتضاه لشركات الترابة القائمة العمل، ومن شأنه تصحيح الخلل البيئي القائم و المحافظة على صحة المجتمعات المحيطة .

من البنود التي يمكن أن “تفضح” نية الحكومة عدم السير بالاصلاحات المطلوبة، مشاريع قوانين متعلقة بتصحيح القوانين المتعلقة بقطع حساب الموازنة العامة!

ومن البنود التي  يمكن أن “تفضح”  نية الحكومة عدم السير بالاصلاحات المطلوبة،  مشاريع قوانين متعلقة بتصحيح القوانين المتعلقة بقطع حساب الموازنة العامة والموازنات الملحقة للأعوام 1997 إلى العام 2003، وعلى مشاريع مراسيم إحالتها إلى مجلس النواب، ومشروع قانون يتعلق يتعلق بقطع حساب الموازنة العامة والموازنات المتعلقة لعام 2018 وعلى مرسوم إحالته الى مجلس النواب( البندين 5 و 6)، بالاضافة إلى عرض وزارة المالية لنتائج المباراة التي جرت لتعيين خفراء لصالح الضابطة الجمركية (الناجحون تظاهروا مرتين الاسبوع الماضي)، وإقتراح قانون يرمي إلى تعيين الناجحين في مباريات مجلس الخدمة المدنية فور صدور النتائج .

ومن البنود أيضا البند 16 المتعلق بإقتراح قانون يرمي إلى تعديل القانون رقم 65 بتاريخ 20/10/2017( قانون معاقبة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللانسانية أو المهينة).

السابق
كورونا المغتربين تابع.. 9 إصابات على متن 5 رحلات عائدة لبيروت!
التالي
اللبنانيون على «الأرض يا حكم».. هل يصلح الغرب ما أفسده الشرق؟!