نصرالله.. صناعة وزراعة على مين!

الثورة اللبنانية

في خطابه الاخير في السابع من تموز ركز سماحة السيد حسن نصرالله على اهمية تنمية قطاعي الصناعة والزراعة. وبعيدا عن التشكيك والهزء في كل ما يطرحه حزب الله  وعن التصفيق والتعظيم لكل ما يصدر عنه، ابادر للتأكيد على صحة هذا الطرح.

اقرأ أيضاً: نصرالله «يزرع» الأرض «خطاباً مخيباً»!

النهوض بالصناعة والزراعة

ومن يراجع جميع ما صدر عن انتفاضة 17 تشرين من برامج، او برامج الاحزاب اليسارية حاضرا وماضيا يجد ان هذا المطلب كان دائم الحضور فيها. ومما لا شك فيه ان انخفاض الفوائد في المصارف ستشجع على الاستثمار في هذين القطاعين. ولكن لا بد من ايراد الملاحظات التالية:

النهوض بالصناعة يتطلب عدة عناصر وجميعها تقريبا غير متوفرة. الصناعة تتطلب وجود التيار الكهربائي وبسعر مقبول، وتتطلب بنى تحتية من نقل وتأمين للمياه والمجارير وشبكة اتصالات متطوره، ودراسة للأسواق العربية والعالمية بعد عقود من تدمير الصناعات اللبنانية. وقبل ذلك الإفراج عن أموال الصناعيين ليتمكنوا من بناء او إعادة بناء مصانعهم وشراء المعدات والمواد الاولية وخلافه. ناهيك عن التخلص من البيروقراطية و الفساد. كما أن الاستثمار بالصناعة بحاجة إلى أمن وأمان واستقرار وسنوات ليعود لبنان على خارطة الصناعات الخفيفة بعدما احتلت دولا أخرى مكانها في الأسواق التي كان لبنان يصدر اليها.

والنهوض بالقطاع الزراعي ليس أمرا سهلا. فكافة العناصر اللازمة للقطاع الزراعي من اسمدة وادوية وشبكات ري تستورد كليا او كمواد أولية من الخارج اي بالعملة الصعبة. وأمام انهيار سعر العملة اللبنانية تصبح اسعار الكلفة خيالية، وهذا ما يدفع المزارعين إلى التراجع في خدمة مزروعاتهم لتخفيض الكلفة وهذا سيؤدي إلى تراجع الإنتاج كما ونوعا. إن النهوض بالزراعة يتطلب تخفيض الكلفة وإيجاد أسواق خارجية كالسوق العراقي إضافة إلى الأسواق السورية والاردنية والخليجية والأسواق العالمية الأخرى ان توفرت.كما يتطلب التركيز على الصناعات الزراعية. وزيادة دعم الصادرات الزراعية. واذا كانت هذه المهام تتطلب وقتا لتحقيقها فعلى الاقل وكبادرة صدق النوايا فالتبدأ السلطة بتأمين مادة المازوت بالسعر الرسمي حيث بات يباع بالسوق السوداء بضعف ثمنه لصالح مافيات السلطة وعلى حساب الصناعة والزراعة ومختلف القطاعات. وجميع هذه الاقتراحات ليست جديدة وهناك غيرها الكثير والذي يعرفه الصناعيون والمزارعون تمام المعرفة. الا ان هذه الاقتراحات في هذا التوقيت الدقيق وفي ظل هذه الازمة والانهيارات تبدو مثل الذي حرق منزله وأخذ يلم المسامير من بين الرماد لعلها تلزم.

حجم الفساد والنهب

يا سماحة السيد ازمتنا الراهنة الفعلية ليست في تطوير الصناعة والزراعة، فما قد يوفره هذان القطاعان من دخل لا يقارن بحجم الفساد والنهب المستمران حتى هذه اللحظة. ولو زرعنا كل متر من ارضنا وشيدنا آلاف المصانع فلن نعوض جزءا يسيرا مما سرق وما زال يسرق حتى هذه اللحظة وأمام عينيك وأعين جميع اللبنانيين. ومهما قدمت الصناعة والزراعة من دخل سيقى بعيدا عن أرقام الهدر الحاصل في الجمارك وفي المعابر غير الشرعية وفي الكهرباء وعشرات الصناديق والوزارات والمرافق والمصالح. 

سماحتك تعلم اكثر من الجميع اننا ذاهبون نحو الافلاس التام بفضل اللصوص الذين سرقوا الدولة من حلفاء وخصوم ولكنك لم تجد غير ناشطو الانتفاضة اعداءا لك

يا سماحة السيد انت في موقع السلطة وتخاطب السلطة وكأنك جالسا معنا في موقع المعارضة الشعبية. اليوم انتم وحركة امل والتيار الوطني الحر في السلطة، وحدكم لا شريك لكم. وكل واحد منكم يتنصل من المسؤولية ويطالب الحكومة بالعمل!!! لماذا لا تصارحنا ولو لمرة واحدة بفضح من يعرقل مسيرة الحكومة؟ لماذا لا تعلنون موقفا صريحا واحدا من التعيينات ومن الكابيتال كونترول ومن الخلافات حول الكهرباء. لماذا لا تصارحنا حول نتيجة التحقيقات بالفيول المغشوش ومن المدان برأيكم ومن البريء. لماذا لم تعلقوا على قرار فخامة الرئيس بعدم المصادقة على تعيينات مجلس القضاء الأعلى؟ ما هي خطتكم لتأمين مقاعد دراسية للعام المقبل وكيف ستعالجون مشكلة تهديد أصحاب المستشفيات بالاغلاق؟ ما هو مشروعكم لاسترجاع الأموال المسروق؟ وهناك عشرات الأسئلة التي بحاجة إلى أجوبة بدل اللجوء إلى ملفات أخرى.

الإفلاس التام

سماحتك تعلم اكثر من الجميع اننا ذاهبون نحو الافلاس التام بفضل اللصوص الذين سرقوا الدولة من حلفاء وخصوم ولكنك لم تجد غير ناشطو الانتفاضة اعداءا لك. سماحة السيد، إسرائيل عدو قومي لنا ولا تريد لنا خيرا، وامريكا حليفة إسرائيل، وتضع مصالح إسرائيل في المقدمة، ولكن ليستا هما من سرق البلد ونهبها. ليستا هما من كدستا الأموال بإسم الزوجة والأولاد والاعمام والإخوال والاصهر و……. 

اقرأ أيضاً: الشرنقة تُصنع من داخلها… ولو على طريق الحرير

لا يحق لنا لوم أميركا اذا حاربتنا طالما اعتبرناها عدو. ولا يحق لنا لوم دول الخليج طالما نحاربها عسكريا واعلاميا. لا يحق لنا لوم صندوق النقد الدولي لعدم مساعدتنا لأننا فاسدون ولم نجر اي إصلاح، وسننهب اي مساعدة يقدمها لنا. كيف سننتصر وسط هذا الفساد والنهب؟ وأين أصبحت وعود قطع دابر الفساد ومحاكمة الفاسدين؟سماحة السيد، لم يعد ينفع التنصل من المسؤولية بعد خروج المستقبل والقوات والاشتراكي من الحكومة، وبعد سعي الرئيس بري والتيار لتغييرها، بتم انتم السلطة وبلا مواربة. قدموا للناس مشروعكم حول مختلف الملفات وابدأوا بتنفيذها كما تريدون، أو تحولوا إلى المعارضة لان المراوحة ستضر بكم وستدمر البلد.       

السابق
تقرير «Bank of America» يُرعب اللبنانيين.. مارديني لـ«جنوبية»: الدولار الى ٤٦.٧٥١ وثلاثة اسباب تدفع الى التشاؤم!
التالي
اللون الأخضر يغطي «مستعمرة» الليطاني!