تقرير «Bank of America» يُرعب اللبنانيين.. مارديني لـ«جنوبية»: الدولار الى ٤٦.٧٥١ وثلاثة اسباب تدفع الى التشاؤم!

باتريك مارديني
فيما يستمر مسلسل انهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي، جاء تقرير ""Bank of America، ليزيد من مخاوف اللبنانيين حول مصير عملتهم، مع توقعه وصول ارتفاع سعر الصرف إلى 46,751 ليرة مع حلول نهاية العام. فما حقيقة هذا الرقم؟

تشهد الأسواق المالية اللبنانية أكثر من سعر صرف للدولار الذي لا يزال في حال من عدم الاستقرار، ما بين الارتفاع، والتراجع الطفيف، إذ يسجّل في السوق السوداء ما يقارب الـ8000 ليرة بعد ان حلق الى مستويات غير مسبوقة كاسرا حاجز العشرة آلاف ليرة قبل اسبوعين، في ظل قلق المواطنين من التقرير الأخير الذي نسب مؤخرا لـ”Bank of America” أفادت عن ارتفاع سعر الصرف للوصول إلى رقم مخيف وهو 46,751 ليرة مع حلول نهاية العام.

سعر الصرف قد يصل الى 46,751.. الا اذا

في هذا السياق، رأى الخبير الاقتصادي، الدكتور باتريك مارديني، في حديث لـ “جنوبية”، ان تدهور سعر الصرف هو رهن السياسة المتبعة من قبل الحكومة، فاذا استمر الوضع على حاله في ظل غياب الإصلاحات الحقيقية وطباعة الليرة بشكل كبير لتمويل نفقات الدولة، فانه من الممكن ان يصل سعر الصرف الى 46,751 ليرة، كما أشار تقرير “Bank of America”.
ولفت مارديني انه “اذ اتبعت الحكومة تغييرا جذريا عبر قيام صندوق مجلس نقد ” currency board” وكذلك اذا استطاعت التوصل الى اتفاق سريع مع صندوق النقد الدولي، فهي تستطيع توقيف الانهيار في غضون شهرين “.

توقعات “Bank of America”

وقد شرح مارديني، بشكل مفصل ما ورد في تقرير “Bank of America” قبل يومين، عن وصول سعر صرف الليرة الى 46,751 نهاية عام 2020، موضحا ان التقرير يتحدث ان “سعر صرف الليرة الحقيقي قبل الأزمة، كان يجب ان يكون بين 2,600 و3,300 ليرة بدلا من 1,500، وذلك استنادا الى ارقام عام 2019″، مشيرا انه لو جرى تنفيس الليرة آنذاك لربما لما كنا وصلنا الى هذا الانهيار”.

اقرأ ايضاً: غرف «السوق السوداء» تُسرّع الإنهيار.. سامر سلامة لـ«جنوبية»: لا حدود لتحليق الدولار!

وأشار مارديني انه “بعد التدهور الحاصل فان سعر الصرف الحقيقي الآن هو بين 10,234 ليرة للدولار الواحد مع اخذ في عين الاعتبار كميات الأموال التي ضخت في الأسواق فقط دون احتساب سرعة التدهور في العملة”.

حقيقة رقم 46,751

أما رقم 46,751 ليرة الذي توقعه تقرير “Bank of America” مع حلول نهاية العام، فهو بحسب ما أوضح مارديني انه “تم الأخذ بعين الاعتبار طباعة الليرة بشكل كبير وكذلك سرعة تدهور الليرة”، مشيرا انهم “اعتمدوا في تحديد سرعة التدهور عبر مقارنتها بأرقام فترة أواخر الثمنينات واوائل التسعينات حين شهدت العملة الوطنية تدهورا بقيمتها حيث قفزت سرعة تداول العملة من 4 الى 18، وبالتالي بحسب التقرير اذا بلغ سرعة تدهور العملة هذا الرقم أيضاً فسوف يصل سعر صرف الليرة الى 46751 ليرة مع حلول نهاية العام”.

3 أسباب لانهيار الليرة

وأوضح مارديني، لـ “جنوبية” أسباب تدهور العملة بحسب التقرير، مؤكدا ان الليرة تتدهور وستبقى تتدهور لثلاثة أسباب رئيسية:

  • السبب الأول، هو طباعة كميات كبيرة من العملة الوطنية وضخها في الأسواق بسبب العجز في الموازنة وذلك لتلبية نفقات الدولة وسحوبات المودعين الذين فرض عليهم سحب دولاراتهم من المصارف بالليرة اللبنانية”.
  • السبب الثاني، هو ارتفاع حجم الـ“velocity of money” (أي سرعة تداول النقد في السوق)، بسبب هروب الشعب اللبناني من عملتهم عبر تحويلها مباشرة للدولار، وهو أمر خطير وله تأثيرات كارثية على العملة، بحسب التقرير.
  • أما السبب الثالث، فهو الانكماش الاقتصادي الحاصل اذ يتوقع نمو سلبي بنسبة 12%، وهو ما يؤدي الى كساد اقتصادي كبير.

لذا، فان هذه الأسباب الثلاثة تشير ان سعر صرف الليرة سيستمر بالتدهور امام الدولار، وبالتالي الوصول الى هذا الرقم المخيف.

العجز في الميزان التجاري

وتحدث التقرير بحسب مارديني، انه ناهيك عن هذه الأسباب الثلاثة، فإن العجز بالميزان التجاري يزيد من الضغوطات على الليرة، فصحيح ان الحجم تدفق العملة الصعبة الى الخارج في وقت سابق كان كبيرا جدا لتأمين عمليات الاستيراد، الا ان ذلك كان يتم تعويضه من خلال التحويلات المالية من المغتربين اللبنانيين. اما اليوم فهذه التحويلات تراجعت بشكل كبير بسبب عدم الثقة، اضافة الى توقف المفاوضات مع صندوق النقد وبالتالي فقدان لبنان مصادر الدولار.

السابق
جديد قضية الفيول المغشوش.. الادعاء على 30 شخصاً وهذه أبرز الأسماء!
التالي
نصرالله.. صناعة وزراعة على مين!