«حزب الله» هم «المترفون»؟!

دولار
انهيار اقتصادي عام في لبنان مع هبوط قيمة الليرة اللبنانية اكثر من خمسة اضعاف امام الدولار، يقابله طفرة مالية تعم جزءا لا بأس به من اللبنانيين القاطنين في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع، او ما يعرف باسم بيئة حزب الله.

حسّان مدير محاسبة في إحدى الشركات الخاصة الكبرى في لبنان راتبه تخطى قبل عامين مبلغ 3 ملايين ليرة لبنانية اي ما يعادل ألفي دولار حتى نهاية الشهر العاشر من العام الماضي، وهو كان يعدّ من رواتب الميسورين في لبنان خصوصا لمن يمتلك مسكنا فلا يدفع ايجارا لسكنه، وغني عن القول ان متطلبات الحياة في لبنان واسلوب العيش المترف الذي اعتاده ابناؤه لا يسمح لحسّان بإدخار المال من راتبه الوافر، خصوصا اذا علمنا ان المعلم الثانوي في المدارس الرسمية اصبح يتقاضى راتبا مماثلا بعد اقرار سلسلة الرتب والرواتب قبل 5 أعوام، وبالتالي فان راتب ال 2000 دولار اصبح بمتناول الطبقة المتوسطة الميسورة في لبنان، اما رواتب المدراء العامين والقضاة وكبار ضباط الجيش فقد اصبحت ضعف هذا المبلغ ويفوق لتصل رواتب الأقدمين منهم الى حدود 6000 دولار، وهو ما ساهم باستنزاف خزينة الدولة حسب خبراء، معتبرين ان تلك الرواتب كانت فسادا مقنعا لارضاء كبار الموظفين ورشوتهم بشكل غير مباشر لقاء سكوتهم على الفساد الاكبر للمسؤولين الكبار.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» يفتتح معبراً جديداً لتهريب.. المدنيين!

أما الشاب علي وهو نسيب حسّان فراتبه الذي يقبضه نقدا من حزب الله لقاء تفرغه في اعلام الحزب كان وما زال 800 دولارا فقط، وعلي الذي تزوّج حديثا ورزق بطفل قبل عامين، أصبح مغلوبا على أمره خصوصا ان المنزل الصغير الذي استأجره في الضاحية الجنوبيه يلزمه اقتطاع مبلغ 300 دولار شهريا حسب عقد الايجار مع المالك، فلا يبقى من راتبه سوى مبلغ 500 دولار بقيمة 750 الف ليرة لبنانية في ذلك الوقت، ما يحتّم عليه ان يعيش عيشة الزهاد المتقشفين حتى اخر الشهر.

حال القريبين حسان وعلي  تختصر حالة الاف العائلات الشيعية اللبنانية من بيئة حزب الله التي انتعشت فجأة واغتنت بالرواتب التي ما زالت تقبضها نقدا بالدولار الاميركي رغم انها لا تزيد عن مئات

وبحكم فرق السنّ والعمل بين حسان ونسيبه الشاب، فقد كان الاخير يحظى بالعطف من الاول الذي كان يتحيّن الفرص والمناسبات الخاصة والاعياد لمدّ يد العون للعريس الشاب الحزبي، حال العائلات اللبنانية المتماسكة التي نعمت في العقود الاخيرة منذ عام 1992 برخاء نسبي مع اتساع الطبقة الوسطى التي شملت حتى العمال وموظفي الفئات الرابعة من محررين وكتبة في القطاعين العام والخاص.

انقلاب الصورة!

اليوم، وبعد الانهيار الاقتصادي الذي بدأ مطلع العام الحالي وما زال، وبعد ان انحدرت قيمة العملة من 1500 ليرة لتصل الى 9000 ليرة للدولار الواحد، انقلبت الصورة بشكل كامل، ليتحوّل الشاب علي المنتسب في حزب الله الذي كان يعيش على حافة الفقر الى ميسور مترف بفترة اشهر وجيزة، لأن راتبه الذي ما زال يقبضه نقدا بالدولار الأميركي ما زال 800 دولار تضخمت قيمته اضعافا مضاعفة اكثر من 7 ملايين ليرة، في حين ان قريبه حسان الذي افتقر فجأة، أصبح معاشه 330 دولار اميركي فقط لا غير، يزيد بـ 80 دولار فقط عن راتب العاملة الاثيوبية التي تقيم في منزله لخدمته وعائلته!!

يدفع اليوم ابن حزب الله علي إيجار شقته حسب القانون بالليرة اللبنانية حسب التعرفة القديمة أي  450 الف ليرة من راتبه الذي تضخم واصبح يتجاوز الـ 7 ملايين ليرة، مستفيدا من قانون الايجارات الذي يحاسب بالعملة اللبنانية فقط، وكذلك من ثبات سعر المحروقات والاتصالات، ومن زيادة سعر المواد الغذائية الأبطء والأقل نسبيا من قفزات الدولار المفاجئة، ويتحين علي الفرصة لشراء سيارة مستعملة حديثا من الاف السيارات المستوردة والمكدسة منذ شهور بفعل الأزمة.

 حال القريبين حسان وعلي  تختصر حالة الاف العائلات الشيعية اللبنانية من بيئة حزب الله التي انتعشت فجأة واغتنت بالرواتب التي ما زالت تقبضها نقدا بالدولار الاميركي، في حين ان باقي اللبنانيين الذين كانت رواتبهم في العملة اللبنانية تقدر بآلاف الدولارات حتى وقت قريب، اصبحت قيمتها اقل من نصف قيمة رواتب المتفرغين بحزب الله، وتبقى المأساة الحقيقية التي يعيشها صغار الموظفين الجدد من الشباب الذين توظفوا بالحدّ الادنى اي 700 الف ليرة فأصبحت قيمتها الان حوالي 90 دولار فقط لا غير!!

اقرأ أيضاً: مجاعة في لبنان… من جمال باشا الى نصرالله

حزب الله يعلن انتصاره اقتصاديا

ويتفاخر حزب الله هذه الايام بانتصاره على مؤامرة الحصار الاميركي، ونجاته من الازمة التي اصابت جميع اللبنانيين عدا عناصره، وهو يعد بيئته الشيعية الحاضنة انه سوف ينجيها من هذه الجائحة الاقتصادية التي اصابت لبنان بفعل العقوبات الاميركية والفساد الذي لا دخل له فيه كما يدعي، وذلك عن طريق المساعدات الايرانية القادمة بعد شهور رغم كل اشكال الحصار كما يقول مسؤولو الحزب لأنصارهم وأبناء طائفتهم.

السابق
جعجع ينتقد تعيينات «الكهرباء»: إعوجاج في البداية سيؤدي حكما إلى اعوجاج في النتائج
التالي
اللعنة تُلاحق إيران.. إنفجار جديد يوقع قتيلين و3 جرحى!