إنتفاضة جنوبية ذات حدّين!

تظاهرة مرجعيون كانت حاشدة

قضيت معظم الوقت عصر  اول من امس (السبت)، وأنا أراقب ردات أفعال الناس على مسيرتنا في منطقة ارتبط اسمها عند جيلي بالحرب في الشريط الحدودي بمواجهة إسرائيل وميليشياتها. هذا ما يوحي به ذكر  بلدتي مرجعيون والقليعة. بلدتان مسيحيتان كانتا في صلب دويلة الميليشيات الحدودية المعادية لحوالي ثلاثة عقود. كنا بضعة مئات من المنتفضين صبايا  وشباب ومتقدمين في السن من الجنسين. نسير من جديدة مرجعيون نحو القليعة، تسبقنا سيارة تحمل مكبرات الصوت وترافقنا قوة من الجيش اللبناني ذهابا وإيابا.

اقرأ أيضاً: مجاعة في لبنان… من جمال باشا الى نصرالله

الدهشة

الناس تراقب هذه المسيرة ببعض الدهشة، ومعظم المراقبين يقومون بالتصوير وعدد كبير منهم اعتلت وجوههم البسمة والتعبير الخجول عن التضامن والاستحسان. لم يكن حالنا مستفزا للناس، فلا اعلام ارتفعت سوى الإعلام اللبنانية، وعدد المحجبات ضئيل بالمقارنة مع عدد النساء والصبايا السافرات. الشعارات كانت جامعة ضد الطبقة السياسية جمعاء، وشعار كلن يعني كلن كان هو الطاغي.

الشعارات كانت جامعة ضد الطبقة السياسية جمعاء، وشعار كلن يعني كلن كان هو الطاغي

وعند ذكر اسم رئيس بالاسم كان يتبعة تسمية بقية الرؤساء، وهذا مختلف عن السائد في حفلات الزجل اللبنانية حيث ينحصر الهجوم على الزعيم الطائفي الآخر. كانت مسيرة جمعت إضافة إلى منتفضي منطقة مرجعيون حاصبيا، عشرات من ناشطي صور وعددا من الاقضية الجنوبية الأخرى. جرت دعوة المواطنين للمشاركة بالمسيرة، والمهم في هذه الدعوة ليس عدد المستجيبين لها، وإنما التوجه نحو من كان يدعى (الآخر) إلى الوحدة خلف المطالب المعيشية المشتركة والى أضعاف الحاجز النفسي القائم منذ عقود. وبهذا المعنى فإن مكان المسيرة كان هو المهم، والشعارات الجامعة هي الأهم، ومظهر المسيرة لم يكن تفصيلا.

اقرأ أيضاً: ليس بالفقر وحده تحيا الإنتفاضة!

هي مساهمة بسيطة بالصوت والصورة نحو إعادة تجميع ضفتي الوطن حول مصالح مشتركة إضافة، إلى التأكيد على وحدة الساحات. انها إشارة إلى حجم الطاقات التي لاتزال تتجمع في النفوس وستأتي أحداث وأجواء وانهيارات وفجور ليعيد تفجرها كما حصل في 17 تشرين، وهذا السكون ليس إشارة إلى الموت، فلا تغشكم المظاهر مهما بدت المناخات محبطة.

السابق
رائحة الفضاء قريباً للبيع
التالي
«حزب الله» يفتتح معبراً جديداً لتهريب.. المدنيين!