الفرق كبير بين إيران ولبنان الكبير!

الاستراتيجية الدفاعية
سلاح حزب الله كما سلاح الحرس الثوري والحشد الشعبي يجب ان يبقى خارج السيطرة بحماية النظام في طهران.

في إيران هنالك ما يطلق عليه إسم الحرس الثوري الاسلامي مهمته الاساس حماية النظام في الخارج كما في داخل ويتركز دوره وبشكل منفصل عن الجيش النظامي بمنع التدخلات الاجنبية والحؤول دون حصول انقلابات. وبالمناسبة اسم ايران غير موجود في شعاره، حرس الثورة هذا يتكون عديده من أكثر من 125000 مقاتل بحسب المعلن عنه، مهمته الحفاظ على الارض وهو معد أيضاً لمهام جوفضائية ويتم تطويره ليخوض البحار والمحيطات. حرسٌ يسيطر على الباسيج القوة الشبه عسكرية  التي لا تعد هي الأخرى جزءا من القوات المسلحة النظامية، دوره إيديولوجي بكل ما للكلمة من معنى وقيادته متصلة مباشرة بالولي الفقيه. كذلك هو الحال مع قوات الحشد الشعبي في العراق المنفصلة تماما عن القوات النظامية، وكذا حركة أنصار الله في اليمن التي تسعى ولاية الفقيه في إيران إلى أدلجتها لحماية النظام الأساس الذي مقره في طهران، لواء الفاطميين في افغانستان والحركة الإسلامية في كل من نيجيريا وبكستان وإلى حداً ما الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين والخليج الفارسي مهمتها إسترداد الحق المغتصب من قبل ملوك العرب وأمراءهم و رؤساءهم العملاء.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» يهرب من أزمات الداخل بقرع طبول حروب الخارج!

السلاح مرتبط بمقام الولي الفقيه

على ما هو ظاهر فإن سلاح حزب الله في لبنان كما الحرس الثوري وغيره من التنظيمات التابعة وجب ان يبقى بيد ميليشيات غير نظامية في كل الأقطار ومرتبط مباشرة بمقام الولي الفقيه في طهران، وما هو موجود في ايران ومباح يجب أن يعمم على كل الأوطان التي تتواجد فيها تلك المنظمات.  

غريب أمر هذا الحزب الذي يقبل بالوظيفة في مؤسسات الدولة، ولا يقبل بإستراتيجية دفاعية تعيده إذا ما اضطر البلد لذلك إلى زمن المقاومة الوطنية المشروعة والمشرعة

لا يوجد عاقل على وجه المستديرة التي دحاها الله بمقدوره الدعوة إلى نزع سلاح شعب مقاوم معتدٍ عليه، خصوصاً إذا كانت دولته غائبة أو مُغيبة، عاجزة أو متقاعسة عن القيام بهذه المهمة، أو لربما هي لا تريد بقصر نظراً تتمتع به أن تقوم بذلك لإعتبارات عدة، منها حجة عدم قدرتها على تهيئة البيئة الصالحة لهذه المهمة أمنياً ولوجستياً و إقتصادياً وإجتماعيا ومالياً وحتى فكرياً، فاستغنت عن ذلك  لصالح شعبها، فكان أن إحتكرها بعناية موجهة طرف فيها، أملت الظروف ومنها الجغرافيا المحتلة أن يقودها هذا الواحد الاحد بدعم وتوجيه من قوى إقليمية تسعى إلى أهداف كانت قد بداتها توسعية، تؤمن لها نفوذ وقوة إستراتيجية إضافية في صراعاتها  مع دول منافسة لها عدوة.

الفرق بين إيران ولبنان الكبير

ولكن….
 الفرق بين ايران ولبنان كبير، ايران الـ97 تمتلك اقتصاد حرب، بيئتها مهيئة حتى اللحظة ومعبئة لتخدم سياسة المواجهة المتبعة، حتى سياحتها بجزئها الأكبر دينية اثني عشرية، صناعتها منسجمة مع طموحها الحربي، تجارتها مقسمة ومسيطر عليها بحسب إحتياجاتها، الغنائم تلعب دور كبير في تعزيز قدراتها المالية. أما حزب الله اللبناني فمهامه مقتصرة على دعم مصالح راعيه من دون تردد ويحق له فقط إقتطاع مخصصاته وتكاليف التشغل.عملية الشفط والضخ التي يمارسها هذا الحزب بعدما سحبت من صفاته كلمة مقاومة جراء الإنسحاب الإسرائيلي في العام 2000 م، بدأت تنعكس سلباً على حياة  اللبنانيين سواء منهم المؤيدين له أو المعترضين، لقد نصب حزب الله نفسه مؤخراً وصياً أوحد على اللبنانيين.

اقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: نقاش قيادي «وجودي» داخل «حزب الله» لكسر مركزية القرار!

غريب أمر هذا الحزب الذي يقبل بالوظيفة في مؤسسات الدولة، بل ويقيناً هو يدفع بأتباعها إليها، يسلم جنوده مراكز حساسة في إدارات الدولة، يقبل بأن يكون مقاتليه من موظفي الفئة الأولى والثانية والثالثة والرابعة وحتى العاشرة، يوجه ناسه ويحثهم على الإنخراط بالمؤسسات الوطنية العسكرية والامنية والجمركية، يخوض الحياة التشاركية التمثيلية، يسيطر بشكل شبه كامل على مراكز الحكم الثلاثة الأولى في الدولة بالإتفاق و بالتوئمة أو بالتعين، وعبثاً لا يقبل بإستراتيجية دفاعية تعيده إذا ما اضطر البلد لذلك إلى زمن المقاومة الوطنية المشروعة والمشرعة، السلاح عنده مقدس وعلى ما سمعنا من أمينه العام هو أهم من الجوع في الأولوية وللمطالب بنزعه منه وعد له بالثلاثة أن يموت فيه.

السابق
دراسة لمياه الصرف الصحي: «كورونا» ظهر في إيطاليا في كانون الأول!
التالي
السيد محمد حسن الأمين يدعو إلى عزل دعاة الفتنة بين المسلمين