مصدر دبلوماسي تركي لـ«جنوبية»: مستاؤون من «قيصر».. ومن «عابثين» بالعلاقات مع لبنان

طرابلس
تثار الكثير من التساؤلات حول حقيقة الدور التركي في لبنان. فتركيا بقيادتها الاسلامية الحالية اعادت قبل نحو عقدين من الزمن الوجه العثماني لدى الكثير من المسلمين في المنطقة العربية، فمنهم من نظر الى ذلك بنظرة ايجابية، ترى في هذا الاستحضار، استعادة لمفهوم الخلافة الاسلامية التي انهارت بعد الحرب العالمية الاولى، وآخرون نظروا اليها بعين القلق والحذر وحتى العداء، لما اعتبروه من استعادة لنموذج السيطرة والنفوذ الذي رمز الى التراجع والانكفاء الحضاري للمنطقة وشعوبها.

الحديث عن الدور التركي قديم متجدد في السنوات الأخيرة، وهو اثار جدلا مع انفجار الثورة السورية في العام 2011 مع تنامي الدور التركي الذي احتضن لاجئين سوريين وقسما من المعارضين السوريين، ومنهم قيادات في تنظيم الاخوان المسلمين، الذين تجمعهم بحزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب اردوغان، علاقات وثيقة، كانت المؤثر في اساس علاقات تركيا مع الدول العربية سلبا وايجاباً.

الإعلام التركي في مدينة طرابلس

في هذا السياق كان لبنان ساحة من ساحات المنطقة العربية، التي شهدت جدلا ولا تزال حول هذا الدور، واخيرا برزت العديد من الاحداث التي فرضت مثل هذا الجدل، لا سيما في شمال لبنان ومنها رفع بعض المجموعات في الحراك الشعبي الاخير الاعلام التركية في مدينة طرابلس، ومجاهرة البعض الآخر بالعثمانية، في محاولة للتبشير بالنموذج العثماني الذي مثل لديه النموذج للحكم الذي يريده للمنطقة العربية والاسلامية اليوم.

اقرأ أيضاً: «قيصر» يسطع بغضبه على الحكومة «المغضوب عليها»!

القيادة التركية ليست في هذا الوارد وتدرك ان العالم تغيّر، وان ما كان قائما في زمن العثمانيين مرحلة انتهت، وان الدولة التركية اليوم ليست السلطنة العثمانية، كما اكد لـ”جنوبية” مصدر دبلوماسي تركي، الذي شدد على انه ليس لدى تركيا مشروعا سياسيا في لبنان، وهي لا تتدخل في الشأن اللبناني، واشار الدبلوماسي انه لم يسمع في لقاءاته مع اي مسؤول في الدولة اللبنانية، ما يعبر عن شكوى او انتقاد في هذا السياق، بل كل ما يقال في هذا الصدد مقولات لا اساس لها من الصحة وجهات تريد العبث بالعلاقة التركية-اللبنانية، رافضا تسمية الجهات التي تسعى الى هذا العبث.

ليس لدى تركيا مشروعا سياسيا في لبنان، وهي لا تتدخل في الشأن اللبناني

وفي سؤال حول اسماء يتم تداولها كافراد وجهات ناشطة سياسيا في الشمال وفي البيئة السنية تقدم نفسها بطريقة تجعل نسبها الى نشاط تركي في بلد كلبنان امرا مالوفاً، مثل الجماعة الاسلامية، او الوزير السابق اشرف ريفي، وحتى الناشط ربيع الزين الذي لوّح في احدى ساحات الشمال بالعلم التركي، واخيرا وليس آخرا المحامي نبيل الحلبي الموجود منذ اشهر في تركيا وغيرهم من شخصيات شمالية وبعض الجمعيات..

لا دعم

“لا دعم تركي لأي من هؤلاء” قال المصدر الدبلوماسي التركي”، وتابع” لا نستطيع ان نمنع احدا من رفع العلم التركي، واضاف ربيع الزين لا نعرفه، وهو موجود لدى الأجهزة الامنية، واذا كان من اي تدخل تركي في ما قام به، فيفترض ان تسأل او تحتج وزارة الخارجية، وهذا لم يحصل. اما الجماعة الاسلامية، فقد شدد المصدر، ان “لا علاقة دعم او تنسيق معها، مشيرا الى وجود جمعيات لبنانية لها علاقات مع جمعيات تركية تدعم اغاثيا، و هذه علاقات معروفة ولكن ليس لها علاقة بدور تركي خارج الاطر القانونية بين لبنان وتركيا”. وأردف” كذلك اللواء اشرف ريفي هو كأي شخصية سياسية لبنانية، لا صلة خارج العلاقة التي نحرص على ان تكون مع مختلف الاطراف، من حزب الله الى حركة امل، وتيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي”.

ينفي المصدر وجود “اي علاقة مع بهاء رفيق الحريري”، شارحاُ” لسنا معنيين باي نشاط يقوم به، وهذا ما يعرفه الرئيس سعد الحريري، الذي نحرص على افضل العلاقات معه ومع تياره”.

ونفى وجود اي دور تركي في هذا الشأن، مشيرا الى “ان المحامي نبيل الحلبي موجود في تركيا بسبب جائحة الكورونا التي سببت اغلاق المطارات، وهو سيعود الى لبنان بعد فتحها”.

قانون قيصر

بشأن قانون قيصر الاميركي بدا الموقف التركي متشائما من تداعياته على سوريا، ووصف المصدر هذا القانون بالسيء” اقتصاديا” على الشعب السوري”، معتبرا ان هذا القانون “لن يقرب الحلول السياسية في سوريا، بل يزيد من تعقيداتها”، لافتاً الى انه “من الصعب توقع بقاء بشار الاسد على رأس النظام او مغادرته السلطة، وليس معروفا ان كان سيبقى في العام 2021 او سيأتي بديلا منه”، مستبعداً “اي مؤشرات تدلل على نضوج اي تسوية في سوريا”.

لا علاقة تركية مع اللواء أشرف ريفي هو كأي شخصية سياسية لبنانية، لا صلة خارج العلاقة التي نحرص على ان تكون مع مختلف الاطراف، من حزب الله الى حركة امل، وتيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي”.

اقرأ أيضاً: لبنان ليس بمنأى عن «قيصر».. عجاقة لـ«جنوبية»: العلاقات مع النظام مهددة بالقطيعة!

واشار المصدر الدبلوماسي التركي، الى ان “تركيا تقوم بنشاط خيري يطال كل اللبنانيين، اما التركيز في بعض مناطق الشمال فذلك باعتبارها مناطق الاكثر فقرا، وليس بسبب الانتماء الديني”، مشيرا الى ان “المساعدات التركية في الشمال تطال مختلف الطوائف، وليست حكرا على فئة، متسائلا” عن مصير المستشفى التركي، الذي قامت تركيا ببنائه في صيدا ولم يزل مغلقا، رغم انه مجهز ولا ينتظر الا قرار مباشرته العمل”.

وفي شأن العلاقة مع “حزب الله” ومدى انعكاس المواجهات السورية على العلاقة معه، اكد المصدر الدبلوماسي التركي ان “الأزمة السورية لم تؤثر سلبا على العلاقة التركية مع “حزب الله”، وان التواصل مستمر وغير منقطع، والعلاقة طبيعية”.

وفي شأن استمرار معاناة اللبنانيين بسبب حزب الله الذي حول العقوبة عليه وعلى الاسد الى عقوبة على مجمل الشعب اللبناني.

السابق
لبيروت.. عروس وعرّابة في موسم واحد!
التالي
دريان يستنكر ويرفع سقف المواجهة: لن نسكت بعد الان!