«جائحة قيصر السورية» تُرنّح الليرة اللبنانية..وفقدان المازوت والغلاء يُلهبان الشارع!

الثورة اللبنانية
رعدت في دمشق فأمطرت في بيروت، هكذا هي مفاعيل "قيصر" سورياً ولبنانياً اذ فتكت العقوبات الاميركية ودولارها بلبنان وسوريا حتى تجاوز الدولار الـ4 الاف هناك و5 الاف هنا. وبين غلاء الدولار والاسعار التهب الشارع بالثوار وبفقدان المازوت لتتحول حياة اللبنانيين الى جحيم حقيقي كامل المواصفات. (بالتعاون مع "جنوبية" مناشير" "تيروس").

بعد ان هدأت فورة ارتفاع سعر الدولار لبضعة ايام كانت بمثابة بالون إختبار وتحضير السوق لموجة جديدة من الاحتكار ورفع الاسعار، سقط لبنان رسمياً اليوم في فخ الاحتمالات المجهولة والمفتوحة على كل الخيارات السيئة والكارثية مالياً وسياسياً واقتصادياً.

وان يتخطى سعر صرف الدولار الـ5 الاف ليرة لبنانية بعد كل هذا الفلكلور السياسي من حكومة حسان دياب وجيش مستشاريه وبعد ان زج عشرات الصرافين في السجون، تبين اليوم ان لبنان بشعبه وحجره وناسه لا يقوون امام “رمشة” من رمشات قانون قيصر الذي فتك بالليرة السورية ليصل الدولار صباح اليوم الى 4 الاف ليرة سورية قبل ان ينخفض بسحر ساحر خلال ساعات الظهر الاولى الى 2250 .

تؤكد  مصادر مالية سورية لـ”جنوبية” ان الدولار مفقود منذ الاول من حزيران و يعاقب بالحبس من يتعامل به علناً من التجار!

فما يجري في سوريا ينعكس على لبنان. وتؤكد  مصادر مالية سورية لـ”جنوبية” ان الدولار مفقود منذ الاول من حزيران، فمن جهة لا احد يجرؤ على التعامل به علناً من التجار ومن جهة ثانية يتعرض للحبس فوراً لذلك يعمد من يمتلك الدولار الى السوق السوداء للبيع والشراء او الى تخبئة دولاراته الى حين هدوء الازمة.

وتقول المصادر ان ازمة العملة في سوريا ولبنان مترابطة وشح العملة الخضراء في البلدين ولا احتياطات منه في مصارف الدولة.

وتؤكد المصادر ان السوق المالي السوري يتكل بكل مباشر على السوق اللبنانية ويومياً يتم تأمين مئات الاف الدولارات للعمليات التجارية، وليس هناك من منفس لسوريا الا لبنان اذ ان الهواء اصبح مقطوعاً عن السوريين.

كورونا ومازوت

كورونياً بقي عداد الاصابات ملتهباً، كما الشارع الذي خرج ثوره رفضاً لسياسات التجويع والافقار لحكومة لدياب ولغلاء الاسعار وارتفاع سعر صرف الدولار الهستيري في ادق توصيف ومشهدية لانحلال الدولة ومؤسساتها كلها وفي مقدمتها الحكومة العقيمة.

اما المازوت فقد صارت ازمته قصة لوحدها، وبات امر حرمانه للشعب اللبناني وتهريبه وبيعه والمتاجرة به فضيحة العصر، التي لم تحل بعد، ولم يحاسب مرتكبوها.

ودخل لبنان اليوم رسمياً ازمة مازوت مفتوحة، لا تكفي وعود وزير نفط العهد القوي بحله بباخرتين لا تكفيان اسبوعاً ولا تسدان عطش السوق الى المادة الملتهبة.

البقاع

بقاعاً، يستمر ارتفاع سعر الدولار بشكل جنوني حيث لامس حدود ال ٥ الاف ليرة، بعد عملية ضغط لشراء الدولار وضخ كميات كبيرة  في السوق السورية، بعدما وصل سعر صرف العملة السورية الى ٣٧٠٠ ليرة، وتهريبها الى سوريا، فانعكست تراجع سعر الصرف من ٣٧٠٠ ليرة سورية الى ٢٢٥٠ ليرة للدولار الواحد.

إقرأ أيضاً: خلاف «حزب الله» مع العشائر يُفجّر «ثورة بقاعية» !

وكأن اللبنانيين لا يكفيهم تهريب العملة الاجنبية الى سوريا، حتى يستمر بيع المازوت الى التجار السوريين وتهريبه الى سوريا، فترجم بنفاذ المازوت من محطات بعلبك الهرمل والبقاع الاوسط والغربي، بأن توقفت محطات الهاتف الخلوي عن عملها مما احدث اشكالية كبيرة في شبكات الاتصال، ولفتت مصادر ل”مناشير” الى ان  مشكلة المازوت احدثت توقُّف 5 محطات إرسال للهاتف الخلوي في الهرمل وقضائها بسبب نفاذ مادة المازوت عن مولّداتها وامتناع محطات الوقود عن بيع المازوت، بعدما اشترى المهربون من الشركات حصة البقاع من المازوت”.

تهريب الدولار الى سوريا

وأكد أحد الصرافين لـ “مناشير”، أن الارتفاع في سعر صرف الليرة اللبنانية، ناجم عن عودة الطلب القوي على الدولار وشحنه الى سوريا بسعر وصل الى ٥ الاف ليرة. مما ادى الى تدني سعر العملة السورية، بعد اعتقال رامي مخلوف ومصادرة  اموال سورية.

اعتصامات وقطع طرقات في البقاع

هذا الارتفاع الملحوظ في سعر الدولار، رافقه غلاء في اسعار المواد الغذائية، فترجمها البقاعيون اعتصامات وقطع طرقات في العديد من النقاط الاساسية والرئيسية احتجاجاً على ما آلت إليه الاوضاع المعيشية. على الاثر تدخلت قوة من الجيش وعملت على فتح الطرقات. وهدد المعتصمون انهم مستمرون في تظاهراتهم احتجاجا على الاوضاع الاقتصادية السيئة.

وامام العودة التدريجية عن “التعبئة العامة”، بدت الحياة الطبيعية بعد ثلاثة أشهر من اقفال الحدود البرية، بشكل استثنائي عند مركز المغادرة في معبر المصنع. الحدودي الرسمي، حيث انتقل  49 مواطناً أردنياً كانوا في لبنان الى الاردن عبر الحدود السورية.

ازمة مازوت في صور

وفي جولة على بعض محطات قضاء صور تبيَّن له أنَّ “محطات الأيتام” خالية نهائياً من مادة المازوت بحسب ما صرَّح موظفي محطات الأيتام في القاسمية والعباسية في حين محطة الحريري الواقعة بين بدياس و برج رحال تبيع تنكة المازوت ب 12000 ليرة و سعرها الرسمي 10300 ليرة و محطة الإسراء على مفرق معركة تبيعها ب 11500 ليرة.

توقيف صرافين

ومع ارتفاع سعر الدولار و وصوله إلى 4500 ليرة و اختفاء الصرافين المتجوِّلين من مدينة صور أوقفت دورية من المديرية العامة لامن الدولة في “شارع المصارف” في صيدا صرافَين متجَوِّلًين غير مرخصين وهما ح. ص و ع. أ.غ ، وذلك خلال قيامها بجولة في شارع المصارف وسط المدينة للتأكد من التزام الصرافين بصرف سعر الدولار وفقا للتسعيرة التي حددتها نقابتهم لهذا النهار.

وأقدم عدد من أصحاب محال الصيرفة في المدينة على اقفال محالهم وفضلوا عدم التداول بهذا السعر تحت حجة ان لا دولار لديهم للبيع.

قطع طريق احتجاجي على غلاء الدولار والاسعار في البقاع
قطع طريق احتجاجي على غلاء الدولار والاسعار في البقاع
السابق
مع تحليق الدولار.. طلب جديد من مصرف لبنان الى الصرّافين!
التالي
اليكم أسرار الصحف الصادرة اليوم 10 حزيران 2020