«أولادكم (وأطفالكم) ليسوا لكم»!

تربية الاطفال

المعالجة النفسية و(الإعلامية والكاتبة) البريطانية المعروفة فيليا بيري، لديها مفهومها الخاص، المتعلق بتربية الوالدين لاطفالهما. والذي قوامه أن التربية المنزلية، هي “علاقة ” تواصلية بين الاهل واطفالهم. وبيري تقدم مفهومها التربوي هذا، في كتابها الموسوم ب “الكتاب الذي تتمنى لو قراه ابواك، وسيكون اطفالك سعداء لانك قراته”.

جوهر التربية  

وهو الكتاب الذي تُسجّل فيه اعتقادها الجازم، محددة به الاطار العام لمفهومها هذا، والذي تخاطب به القارىء بقولها: “يكمن جوهر التربية في العلاقة التي تبنيها مع اطفالك”. وهذا الكتاب، الذي ترجمه الى العربية رائد الحكيم، هو من منشورات “دار الساقي” في بيروت في طبعة اولى 2020.

اقرأ أيضاً: لينا هويان الحسن: مجتمعاتنا تخاف التغيير وحقوق المرأة العربية.. شكلية

مكونات العلاقة بين الطفل ووالديه

وبما أن كل اب وام يرغبان في إسعاد أطفالهما، وتفادي افساد حياتهم، فان السبيل الى ذلك، ترشدهما اليه المؤلفة، في كتابها هذا المفيد والممتع، الذي تتناول فيه، المسائل الجوهرية في تربية الاطفال. وعوضا عن تقديم اسلوب “مثالي” في التربية، تعرض صورة شاملة عن مكونات العلاقة الصحية بين الطفل ووالديه.

إرشادات تربوية 

إذ إنّ هذا الكتاب سوف يساعدكم (يا أيها الاهلون) على:

  • فَهْمِ كيف تؤثر نشاتكم في تربية اطفالكم.
  • تَقَبّْلِ اخطائكم ومحاولة تفاديها.
  • التخلص من العادات والانماط السلوكية السلبية.
  • التعامل مع مشاعركم ومشاعر اطفالكم هذا، ولأن هذا الكتاب هو كتاب ينضح مضمونه بالحكمة والعقلانية؛ لذا فإن على جميع الآباء والامهات ان يقرؤه. وتتألف محتويات هذا الكتاب من: “تمهيد” و”تقديم” و”ستة أجزاء” و”خاتمة”.

يهدف هذا الكتاب الى التركيز على العوامل المهمة في التربية

محورية الكتاب 

ومما تقوله الكاتبة في نص التمهيد: لا يتناول هذا الكتاب موضوع تربية الاطفال بشكل مباشر. لن اخوض في تفاصيل إفطام الاطفال او تدريبهم على استخدام قعّادة الاطفال. يتحدث هذا الكتاب عن بناء العلاقات مع اطفالنا، وعوائق التواصل الجيد، والطرق الممكنة لتعزيز هذا التواصل .يناقش الكتاب طرق نشأتنا وتأثير ذلك في الطريقة التي نربي بها اطفالنا، والأخطاء التي سنرتكبها – خاصة تلك التي حاولنا جاهدين تفاديها – وكيفية معالجتها. لن تجدوا في هذا الكتاب الكثير من النصائح والخدع والالعاب المبتذلة، وربما يزعجكم ذلك احيانا او يغضبكم او ربما يجعل منكم مربين أفضل. لقد كتبت الكتاب الذي كنت أتمنى لو أنني قرأته عندما صرت أُمًّا وأتمنى من كل قلبي لو ان والديّ قد قرأه.

مصدر القوة للاطفال 

ومما جاء في نص التقديم : يهدف هذا الكتاب الى تقديم تلك الصورة الكبيرة التي تساعدك على التمييز بين الاشياء المهمة والاشياء التافهة وما يمكنك ان تفعله لتساعد اطفالك على تحقيق ذواتهم وطموحاتهم. يكمن جوهر التربية في العلاقة التي تبنيها مع أطفالك. فلو كان الناس نباتات لكانت العلاقة بمنزلة التربة. فالعلاقة تدعم وتغذي وتحض على النمو، او تقف عائقا في طريقه. فمن دون هذه العلاقة التي تحقق للطفل سندا يتكئ عليه، فان احساسه بالامان سيتزعزع. اذ يجب ان تكون هذه العلاقة مصدرا للقوة بالنسبة الى طفلك والى اطفاله في يوم من الايام ايضا. بصفتي معالجة نفسية، استمعت وتحدثت الى اشخاص يعانون من المشكلات المختلفة التي تنطوي عليها تربية الاطفال. وقد مكّنني عملي هذا من الاطلاع على الطرق التي تتدهور بها العلاقات وكيفية ترميمها ثانية. يهدف هذا الكتاب الى التركيز على الاشياء / العوامل المهمة في التربية. ويشمل ذلك مواضيع تتعلق بالطريقة التي يجب ان تتعاطى فيها مع المشاعر -مشاعرك ومشاعر اطفالك – وكيف تقترب من اطفالك في محاولة لفهمهم اكثر وتتواصل معهم بشكل حقيقي عوضا عن الانزلاق في تلك الانماط الجامدة حول النزاع والانسحاب.

غلاف كتاب
غلاف الكتاب

المناخ المناسب للتنشئة 

أعتمدُ في هذا الكتاب على مقاربة التربية من منظور طويل الامد وليس على مجموعة من النصائح والخدع . إذ إن اهتمامي ينصب على الطريقة التي نتعامل فيها مع أطفالنا، وليس على الأساليب التي تمكننا من استغلالهم والتحكم فيهم. لذلك أشجّع قرّائي على التمعّن في نشأتهم لاستخلاص الايجابيات والتخلص من السلبيات والافادة من ذلك كله في تربيتهم لاطفالهم واولادهم. لذلك ساتطرق الى الاساليب التي يمكننا من خلالها تطوير علاقاتنا وجعلها مناخا مناسبا لتنشئة اطفالنا. كما أنني سأبيّن التاثير الذي تحمله مواقفنا اثناء فترة الحمل في الرابطة التي تتشكل مع اطفالنا في المستقبل، وكيفية التعامل مع الرضيع والطفل والمراهق والاولاد في سنوات النضج الاولى بحيث ننجح في تأسيس علاقة تكون مصدرا لقوتهم وتحقق لك الرضى في الوقت نفسه. كل هذا سيؤدي بالنتيجة إلى الحد من المشكلات الناشئة عن إلباس أطفالك، واطعامهم، وغسيلهم ، ووضعهم في السرير. هذا الكتاب ليس موجها للاهالي الذين يحبون اولادهم فقط بل أيضا لاؤلئك الذين يرغبون في تقدير اولادهم والاعجاب بهم.

ينصب الاهتمام في هذا الكتاب على التعامل مع الاطفال بطرق لا استغلالية ولا تحكمية

اقرأ أيضاً: رحلة البحث عن مفكري الأحزاب اللبنانية؟!

ما تتناوله أجزاء الكتاب وما تقرره الخاتمة 

أما عن اجزاء الكتاب: فيتحدث الاول عن مدى تأثير ماضي تربية الاهل على توجيه سلوكهم في تربية أطفالهم. أما الثاني فيتمحور حول: كيف نبني بيئة عائلية مناسبة لاطفالنا. والجزء الثالث:  يوجه الاهل الى كيفية التعامل مع مشاعر اطفالهم. والجزء الرابع يسلط الضوء على بدايات الأبوة والأمومة أي عن فترة الحمل وعن فترات ما بعد الولادة في التعامل مع الاطفال وايضا مع المراهقين ومع الراشدين. والجزءان الاخيران  الخامس والسادس يقدمان ما يمكن فعله لدعم وتنمية صحة الاطفال العقلية، والميزات اللازمة للسلوك الجيد، الذي يجب ان يتمتع به الوالدان ، تجاه اطفالهما ، هذا السلوك الذي – وكما تقرر المؤلفة في خاتمة الكتاب – “يمَكّنُنَا من أن نساعد اطفالنا ونشجعهم على تحقيق ما يحلمون به، ويطمحون إليه”. 

السابق
لبنان «يُلاعِب» المجتمع الدولي في التفاوض على… إنقاذه
التالي
ما القصة التي لم تروَ لبنانياً حول رامي مخلوف؟