خمس أسباب وراء انهيار الليرة السورية.. كورونا وأزمة لبنان من بينها!

الليرة السورية
ينذر تدهور سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي بكارثة اقتصادية مقبلة على الاقتصاد تفاعلت فيها عدة عوامل ليس آخرها أزمة "مخلوف-أسد"

ينام السوريون يومياً على سعر للدولار ويستفيقون على آخر، حالة من الصدمة تصيب الجميع وسقوط متهاوِ لليرة دفع بسعر الدولار لتجاوز الـ1700 ليرة لاول مرة في تاريخ البلاد.

عوامل مجتمعة تساهم في زيادة الانهيار وتجعل المواطن في حالة ضيق أكبر مع اكتفاء النظام بإقالة وزير التجارة الداخلية وتجاهله لأزمة رئيس النظام مع ابن خاله والتي تزيد من تخبط السوق المحلية.

ورغم كثرة الأسباب إلا أن خمسة عوامل مباشرة سببت الانهيار المتزايد لليرة في الأيام الأخيرة وهي:

أسباب انهيار الليرة

أزمة الاسد-مخلوف

الأزمة التي أخذت تطورات عديدة في الشهر الفائت جاءت نتيجة لضغوط النظام المتزايدة على رامي مخلوف لدعم خزينة الدولة بملايين الليرات، لكن تمنع مخلوف وردات الفعل المتلاحقة سارعت من انهيار سعر صرف الليرة السورية، خاصة مع تخوف أصحاب الثروة وأمراء الحرب من الصراع الدائر بين الأسد، وقريبة مخلوف.

وكان مخلوف قد أشار في ثالث فيديو نشره أن انهيار شركته “سيرتيل” سينعكس سلباً على الاقتصاد السوري وقطاعات أخرى محذراً بشكل ضمني من التمادي في هذا الإطار

انهارت الليرة السورية بشكل مدوٍ دون وجود سياسات إنقاذية من النظام تحول جون استمرار الانهيار

وجاءت أزمة مخلوف بالتزامن مع دخول إيران كذلك إلى ساحة الاستثمار النفطي في البلاد، ما زاد من مخاوف الصراع بين طهران وموسكو على المكاسب الاقتصادية في سوريا، وأدى إلى نشوء أجنحة اقتصادية متصارعة داخل بنية النظام.

بشار الأسد رامي مخلوف
تشكل ازمة مخلوف أحدث أسباب انهيار الليرة السورية

كورونا واقتصاد لبنان

هذا ولا يلغي الفيروس المستجد في العالم أثره على الأزمة فإن لانتشار فيروس كورونا، والأثر النفسي الذي أحدثه، دور بارز وراء انخفاض سعر صرف الليرة السورية.

فالفيروس بحسب محللين اقتصاديين ضرب آخر مقومات الاقتصاد السوري وأوصلته إلى حافة الانهيار، مشيرين في هذا الصدد إلى تدهور الليرة اللبنانية الذي يعد من بين الأسباب التي أثرت على قيمة الليرة السورية.

وبالتالي يعاني النظام ومصرفه المركزي حالياً بالفعل من نقص كبير في السيولة، يرافقها ازدياد المضاربات في السوق السوداء، ومصير مجهول يلف الأرصدة السورية في البنوك اللبنانية.

إقرأ أيضاَ: مخلوف في فيديو ثالث يحذّر من «الأثرياء الجدد» ويربط تدهور اقتصاد سوريا بانهيار شركته!

قانون “قيصر”

ومع اقتراب شهر حزيران يزداد قلق النظم من اقتراب دخول قانون “قيصر” لحماية المدنيين في سوريا، وهذا ما ضاعف من الأعباء الاقتصادية على النظام.

وكانت الإدارة الأمريكية قد حددت مطلع حزيران القادم، كموعد لدخول القانون حيز التنفيذ، حيث بات من الواضح أن القانون الذي سيضع عراقيل على تدفق الأموال لسوريا، وتحديدا القطع الأجنبي وهذا ما سيودي إلى ضربة جديدة للاقتصاد السوري.

شكلت أزمة لبنان عاملاً زاد من انهيار الليرة لتوقف سوق الاستيراد وتجمد أموال السوريين في المصارف اللبنانية

فغالبية المتعاملين مع النظام السوري باتوا يراجعون حساباتهم، خوفا من أن تطالهم العقوبات الأمريكية، وهذا ما سيؤدي حتما إلى مزيد من انهيار قيمة الليرة السورية. وهذا ما آخر بالمقابل دخول سوريا في شكل من أشكال إعادة الإعمار عبر حلفاء الأسد لعدم تمكنهم من دخول السوق السورية بسبب العقوبات وعجزهم عن دفعهم فواتير تكلفة إعادة الإعمار بمفردهم.

إقرا أيضاً: «ظُلم عِبادك قد فاقَ طاقة عيالك».. رامي مخلوف يتجه للدعاء بعد خذلان الأسد!

غياب الاستقرار الأمني

ورغم انشغال العالم بأزمة كورونا، لكن ما يجري من توتر في الجنوب السوري، وكذلك عدم ثبات الهدوء في جبهات إدلب، وتعرض قوات النظام لهجمات مباغتة من قبل خلايا عناصر تنظيم الدولة في شرق البلاد، وغيرها من الأسباب المرتبطة بالوضع الأمني، تجعل من الليرة متأرجحة.

فنظام الأسد لازال يمارس سياسات ارتجالية في الشق الأمني والاقتصادي وهو ما ينم عن تخبط في إدارة اقتصاد البلاد وعدم القدرة على ضبط أسواق التهريب وخطوط التجارة غير الشرعية.

الليرة السورية
فقدت الليرة السورية المزيد من قيمتها بمعدل 500 ليرة أمام الدولار خلال عدة أيام

تجارة المخدرات

وبالطبع لا يمكن إغفال تجارة المخدرات كخط اقتصاد رئيسي للنظام تضررّ في الآونة الأخيرة بعد مصادرة شحنات كبيرة من الحبوب المخدرة التي مصدرها مناطق النظام السوري، من قبل السلطات في مصر والمملكة العربية السعودية.

حيث أن هذه الشحنات كان من المفترض أن يتم استلام ثمنها بالدولار الأمريكي، وهي أموال ضخمة، لكن الذي حدث أن هذه الشحنات تمت مصادرتها، وكان لذلك تأثير سلبي، فلم يتم تعويض هذه المبالغ (ثمن الشحنات) لا بالعملة الصعبة، ولا بالمواد المستوردة.

كشفت المخدرات عن صفقات فاسدة للنظام زاد الحديث عنها بعد تصدر أزمة “مخلوف-أسد” الواجهة

وكانت السلطات المصرية والسعودية قد أعلنتا عن ضبط شحنات من المواد المخدرة، مصدرها الأراضي السورية بعضها مهرب في علب الحليب وشحنة أخرى في علب متة.

كل ما سبق يعني ان ازمة انهيار الليرة ليست بطارئة في سوريا بل هي نتيجة لتصرفات النظام وسياساته الخاطئة مع تحقيق الحلفاء مصالحهم دون دعمه المباشر ما يعني ضرر أكبر على بنية الاقتصاد ودمار أكبر في الطبقة الوسطى مع ازدياد نسبة الفقر وتصدرت سوريا قائمة الدول الأكثر فقرا بالعالم، بنسبة بلغت 82.5 في المئة، بحسب بيانات موقع “World By Map”العالم

السابق
حالات إلزامية لارتداء الكمامات.. اليكم ما أوصت به قوى الأمن!
التالي
مستشفى الحريري: 11 إصابة بالكورونا.. و15 حالة مشتبه بها!