«دقيقة صمت» على الواقع السوري.. حقيقة وليست مسلسل!

دقيقة صمت

كيف يمكن لمسلسل أن يتحول إلى حقيقة، ذلك فقط حين يكون الواقع أبشع بمرات مما تخيله فكر الكاتب سامر رضوان، وبعد عام على المسلسل الذي شغل الرأي العام في سوريا وكشف عن صفحة فساد متورمة في بطانة النظام السوري، تعرض بطل المسلسل نفسه إلى صدمة أكثر واقعية من المشهد الدرامي بعد أن عاد في طائرة الحجر الصحي من الإمارات إلى دمشق وكانت الطامة الكبرى

الممثل خالد القيش الذي غادر الجولان المحتل إلى دمشق كي يحقق حلمه في دراسة التمثيل استقر في ضاحية جرمانا بريف دمشق وقرر البقاء في سوريا كي يتابع شغفه على أن يعود إلى الجولان.

وفي رحلة العودة إلى البلاد من الإمارات في زمن كورونا، تشارك خالد الطائرة مع المخرج تامر إسحاق ونحو 251 سورياً عائدين من الشارقة إلى دمشق، حيث كاد خالد القيش وتامر إسحاق يذرفان الدمع من بشاعة ما عاشاه من تفاصيل اتسمت بالفوضى وغياب التنظيم والإجراءات الصحية الاحترازية فـ”التعقيم كذبة كبيرة.

فقد تم فصل الذكور عن الإناث رغم وجود عائلات كثيرة بين العائدين من الشارقة إلى دمشق، ليل الثلاثاء الماضي، وعددهم قرابة 271. وتم حشرهم في الباصات، وانتظروا لساعات طويلة قبل سوقهم إلى مراكز الحجر الصحي، دون إبلاغهم عن اسمها أو موقعها.

واعتبر المخرج تامر إسحاق أن الرحلة الأولى التي عاد بها الممثلون سوسن ميخائيل وفاروق الجمعات وبلال مارتيني، كانت عبارة عن مصيدة أو فخ بحسب تصريح هاتفي لإسحاق مع إذاعة المدينة إف إم. وقال: “لقد تشجعنا على العودة، وكنا مشتاقين للبلد والأهل؛ لكن الصدمة الكبرى كانت في مركز الحجر الصحي: حمام مشترك لأكثر من 75 شخص”.

وقال إن لديه صوراً رهيبة لغياب النظافة، ومشاهد لنساء مسنات ونساء حوامل ينتظرن دورهن لدخول التواليت” واصفاً ازدحامهم في مركز الحجر بأنهم “مكبوسون كالمخلل” مؤكداً أن العودة إلى سوريا “بهدلة” كاشفاً عن وجود عشرات العائدين من السودان وروسيا في الحجر منذ أيام، دون أن يجرى لهم كشف صحي.

وتابع: “الحظر الذي قمت به خلال شهرين خسرته خلال ساعات”.

إقرأ أيضاً: بالصور: السفارة السورية في أبوظبي تخدع مواطنيها.. المدينة الجامعية بدل الفندق!!

وتأتي الرحلة الأولى من عشر رحلات قررت الحكومة في دمشق تنظيمها لإعادة الراغبين من السوريين العالقين في الخارج بسبب إغلاق المطارات عالمياً، وصلت في الرابع من الشهر الحالي، وقد رافقتها تغطية إعلامية رسمية، لوصول المسافرين إلى المطار، واستقبالهم بمودة وترحاب منقطع النظير، قبل نقلهم إلى “مجمع صحارى السياحي” بريف دمشق، الذي طبقت فيه كافة الإجراءات الاحترازية أمام الكاميرات.

ولكن بعد انتهاء الزفة الإعلامية الرسمية للعائدين في الرحلة الأولى، وانسحاب الكاميرات، جاءت منشورات وصور ومقاطع فيديو بثها عائدون في الرحلات اللاحقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاءت صور نشرها المخرج تامر اسحاق على حسابه في (فيسبوك)، وظهر في الصور تامر إسحاق مع الممثل خالد القيش في محجرهما في المدينة الجامعية بدمشق، وعلق إسحاق:”من داخل غرفتنا في الحجر الصحي، مع وجود عدد هائل من جميع أنواع الحشرات الزاحفة والطائرة والمتسلق، كلمة حجر هي عنوان فقط. الوضع أسوأ من الصور ومن الوصف”.

فهل تغير النظام من أحداث المسلسل الذي جرت أحداثه عام 2010 أم ما زال مكانه، لعله تحول للأسوء، وباتت دقيقة الصمت على روح الماضي كما قالت شارة العمل هي نزيف السوريين اليومي مما يعانونه من نظام ما زال يتعامل معهم كصنف غير بشري رغم حجم التضحيات الهائل الذي قدمه الشعب لاقتلاع هذا النظام.

السابق
لبنان يتجه الى تعويم الليرة وخفض عدد المصارف!
التالي
عادل إمام يشيد بأداء نيللي كريم: هايلة وعظيمة!