بالفيديو: رامي مخلوف يستنجد ببشار الأسد.. الحكاية الكاملة لصعود حوت الاقتصاد السوري!

رامي مخلوف
لم تكن مفاجآة السوريين يوم أمس بأقوال مخلوف التي يعرفها الجميع سلفاً، بل بحالة التخبط لدى نظام الأسد وما وصل إليه أفراد العائلة الحاكمة من خلافات وصلت نيرانها إلى مواقع التواصل الاجتماعي

عشرون عام فقط هي المدة التي استغرقها رامي مخلوف للظهور إلى السوريين بشكل علني والحديث معهم عبر الفيديو، سبق ذلك سير وقصص عن رجل الاقتصاد السوري الذي تزعم مافيا نهبت البلاد منذ استلام ابن عمته بشار الأسد السلطة وضد فسادها وتعنتها ثار الشعب وطالبوا بنداءاتهم الأولى بإسقاط “إمبراطورية آل مخلوف”.

من الاتصالات إلى النفط فالإنتاج الفني والإعلامي والأدوية والنسيج والغذاء وحتى “التشبيح” مجالات احترفها مخلوف وتمكنّ من الحصول على امتيازات صدرته أمام الشعب كحوت الاقتصاد السوري، ومع عزلة النظام في سنوات الثورة والعزلة الدولية التي وجدها، كان الخيار عن واجهة جديدة للاقتصاد السوري بمخ أكثر انفتاحاً وخارج الدائرة المقربة للنظام فوقع الاختيار على سامر الفوز.

ومن حينها بدأت أسهم رامي مخلوف لدى القصر الجمهوري تنخفض، وأعادت للذاكرة خلاف الأسد الأب مع آل زوجته حول تواجد مراكز للحزب القومي السوري في سوريا، وهو ما همّش حضور آل مخلوف خلال حكم الأسد الأب.

الانقلاب العائلي

لكن الأشهر الماضية كشفت عن تغيير جذري على صعيد القرار السياسي في سوريا، بعدما صدرت مذكرات حجز احتياطي على أموال مخلوف، وحدث تبدلات في إدارات شركاته داخل دمشق وكأنها عملية انقلاب داخلي على إمبراطورية مخلوف لصالح اقتصاد بديل قيل أن واجهته هي أسماء الأسد والمحيطين بها.

اسم “مخلوف” شكلّ حالة سخرية لدى الشارع السوري الذي وقف رامي بالحوت الذي لا يشبع

وهذا ما دفع رد رامي مخلوف للرد بشكل مفاجئ على الإجراءات التي اتخذها نظام الأسد ضده في الأشهر الماضية، مشيرا إلى تمسكه بالأعمال الخيرية، حيث ظهر مخلوف بثوب التقي في شهر رمضان وبشكل مثير للسخرية.

بوست صادم

وكانت البداية مع بوست كتبه رامي مخلوف على صفحته في الفايسبوك قال فيه: “بعدما نُشِر منذ أيام بخصوص التبرع بهذا الشهر المبارك الكريم لمساعدة أهلنا، قامت الدنيا وما قعدت وبدأت التهديدات بإيقاف جميع أعمالنا لكوننا تجرأنا بإظهار تقديم المساعدة للمحتاجين بشكل عَلَني إضافة إلى ظهورنا بتمويل جمعية البستان. ويبقى السؤال: لماذا كلما زاد العطاء، زادت النقمة؟”.

وتابع: “كنّا منذ عدة سنوات وما زلنا ندفع وبشكل شهري مليار ونصف مليار ليرة سورية وكلها يذهب للعمل الخيري لدعم أهلنا وخدمة الجرحى ورعاية ذوي القتلى”.

إقرأ أيضاً: رامي مخلوف.. وقصة «عالي المقام» المُنهار على سواحل مصر!

قرارات المعاقبة

وكانت “جمعية البستان” تعرضت لإجراءات ضمن سلسلة من الخطوات التي اتخذتها دمشق ضد شركات مخلوف وشبكاته، بينها شركة “سيريتل” للهاتف النقال وشركة السوق الحرة.

كما أن الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد الحكومي أنذرت شركتي “سيريتل”و “إم تي إن” للهاتف النقال بسداد نحو 234 مليار ليرة سورية لخزينة الدولة تحت طائلة “اتخاذ الإجراءات القانونية” بحقهما، وذلك لإعادة التوازن إلى الترخيص الممنوح لكلتا الشركتين.

دفعت مدينة “دوما” في غوطة دمشق الثمن غالياً لأنها تمردت ضد مخلوف في المظاهرات

وقالت الهيئة: “في حال عدم الالتزام بالسداد ضمن المهلة المحددة والتي تنتهي في 5 أيار ستقوم الهيئة باتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لضمان حقوق الخزينة العامة”.

وكانت مواقع إلكترونية سورية ذكرت قبل أيام أن وزارة المالية قررت حجز أموال شركة تابعة لمخلوف، هي “آبار بتروليوم سيرفيس” المسجلة في بيروت، وتعمل في مجال صفقات نقل الوقود والمواد النفطية، وقد ورد اسمها في وقت سابق ضمن قائمة العقوبات الأميركية.

وجاء الحجز الاحتياطي حسب القرار ضماناً لحقوق خزينة الدولة من الرسوم والغرامات المتوجبة في قضية تعود لعام 2019. وتتعلق بمخالفة في حكم الاستيراد تهريباً لبضاعة ناجية من الحجز، قدرت قيمتها بنحو ملياري ليرة سورية، ورسوم تتجاوز 200 مليون، وغرامات تصل إلى أكثر من 8 مليارات ليرة سوري».

أثار اسم جمعية “البستان” حفيظة السوريين لتحولها من العمل الخيري إلى تدريب الميليشيات ودعم المقاتلين

وكان مخلوف قد نفى ارتباطه بشركة “آبار بتروليوم سيرفيس”، لكنه قال إنه دفع 7 مليارات ليرة نيابة عنها في قضية الاستيراد تهريباً. وقال الموقع: “قرار الحجز الجديد يظهر أنه لا تزال هناك رسوم وغرامات لم يتم تسديدها، ما استدعى الحجز على أموال الشركات والأشخاص الواردة أسماؤهم في القضية ذاتها”. وهذا ما دفع المديرية العامة للجمارك السورية قراراً بالحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة لمخلوف وزوجته.

استجداء عبر الفيديو

مع تسارع الاقتراب من تاريخ تطبيق القرار، وكثرة التقارير التي تكشف عن فساد مخلوف وليس آخرها تقرير جمارك بورسعيد المصرية عن ضبط شحنة مخدرات معبأة في علب حليب تعود لشركة يملكها مخلوف، اندفع رامي لتحرك جديد فتوجه مباشرة لابن عمته رأس النظام عبر “لايف” في حسابه الشخصي يشكو خلاله المضايقات التي تعرّض لها خلال الفترة الماضية، بعنوان “كن مع الله ولا تبالي”.

وأكثر ما ركّز عليه مخلوف في الشريط، هو الشكوى من زيادة “العبء المادي” الذي يفرضه النظام على شركاته، وأوضح أنّ النظام يطالبه بدفع ضرائب إضافية من شركة مشغل الخليوي “سيرتيل” التي يتولى رئاسة مجلس إدارتها، مدعياً أنه قام بدفعها العام الماضي.

وأشار مخلوف إلى أن المطالبة بدفعات إضافية لا تتطابق مع بنود العقد بين الشركة والنظام، ولا تتناسب مع دخل ومصاريف الشركة، ورغم ذلك، أعرب عن “استعداده لدفع المبلغ الجديد رغم أنه مجحف”، لكنه طلب في الوقت ذاته جدولة حسابات وفرض الضريبة بحيث لا تنهار الشركة ولا يتضرر المشتركون.

وأقرّ مخلوف في الفيديو أنّه يتشارك “مع الدولة” الأرباح مناصفةً، قائلا إن شركته تقاسم عائداتها والأرباح مع الدولة بالمناصفة هذا بخلاف دفع الضرائب، وأضاف “كنّا منذ عدة سنوات وما زلنا ندفع وبشكل شهري مليار ونصف مليار ليرة سورية وكلها يذهب للعمل الخيري لدعم أهلنا وخدمة الجرحى ورعاية ذوي القتلى”.

يشكل ظهور مخلوف سابقة نوعية في سوريا ويذكر بزمن خلافات القصر الجمهوري في عهد رفعت الأسد وخلال فترة انشقاق عبد الحليم خدام

وبدا واضحا أن مخلوف منزعج من الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها ضده حكومة النظام من إجبار على الدفع وضغوطات بدأت منذ مدّة، وامتدّت حتى اليوم دون أن تكشف رسميا أسبابها.

إقرأ أيضاً: الأسد يُضحّي بأقاربه.. هل تحترق إمبراطورية مخلوف؟!

بداية النهاية؟!

ويأخذ تصعيد الأسد ضد مخلوف أهميّة خاصّة، بعد الانتقادات الروسية غير المسبوق ضد الأسد واتهامه بالفساد، على خلفية الصراع على المساعدات الدولية الوافدة إلى سورية.

في حين أشارت مصادر دبلوماسية أنّ “حرب تصفية حسابات” بدأت بين خال بشار الأسد المقيم في روسيا، محمد مخلوف، وابنه المقيم في دمشق رامي، من جهة، وبين أسماء الأسد زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، من جهة ثانية، فهل بدأت تتساقط أحجار الدومينو في القصر الجمهوري المخبأ الأسرار منذ عقود!

السابق
بالصورة.. هذا ما فعلته مصارف صيدا للتصدي للحجارة والمولوتوف!
التالي
قانون قيصر إلى الواجهة.. تلويح أميركي لخطورة وضع إدلب!