حكومة دياب «3 بواحد»..جوع ودم وقمع!

رئيس الحكومة حسان دياب
رئيس الحكومة حسان دياب يقود البلد وحكومته الى منعطف خطير على خط قمع الشارع والتخبط بخطط مالية، لن ترى النور قبل اشهر ولن توقف الانهيار السريع الحاصل.

من سمع رئيس الحكومة حسان دياب يتحدث امس قبيل جلسة مجلس الوزراء في السراي، واليوم بعد جلسة الحكومة في بعبدا وانتقاله الى السراي مجدداً، ليتحدث مع اللبنانيين وحوله الوزراء، عن “اليوم التاريخي” للبنان بحصوله على اول “خطة مالية واقتصادية” في تاريخه، يعتقد انه في سويسرا وان الدنيا بألف خير، وأنه سيصل الى العام 2024  وفي ميزانيته فائضاً، والاقتصاد متعاف وكل شيء وردي وجميل.

إستسلام لـ”صندوق النقد”

وفي ملخص مداخلته المالية للخطة التي اقرت بالاجماع، وفق ما قال والتي لم توزع بعد الى العلن، فيها وفق متابعين الكثير من الغموض، بقدر ما فيها من الوضوح وهي استسلام دياب وحلفاؤه الى صندوق النقد الدولي وان مبلغ الـ10 مليارات دولار المستدان، مرهون بإصلاحات وزيادة في الضرائب، بالاضافة الى دمج القطاع المصرفي وهيكلته مع مصرف لبنان.

كما تحدث دياب عن اموال مهربة ومنهوبة وفي الخارج رغم ان هناك معلومات تفيد بأن سوريا لوحدها استفادت خلال الـ5 سنوات الماضية من 20 مليار دولار، وخرجت من لبنان اليها رغم الحاجة اليها ولم تستخدم للاستيراد وللاصناف المدعومة كالنفط والدواء والقمح والمواد الغذائية.

إنفصال عن الواقع

الانفصال عن الواقع يكاد سمة دياب وحكومته طيلة الـ100 يوم من ولايتها، ففي عهدها تدهور سعر صرف الليرة الى ادنى مستوى لم يشهد له لبنان مثيلاً وارتفع  سعر صرف الدولار الى حدود الـ4500 ليرة وهذا الامر اشعل الاسعار والمواد الغذائية والهب قلوب اللبنانيين وحرق احشائهم بنار الغلاء والاستغلال والجشع.

إقرأ أيضاً: السلطة البائسة «تؤدب» حارسة الثورة.. «عسكريا»!

وبين الامس واليوم يختصر حسان دياب حالة 5 ملايين لبناني جائع بسبب فشل حكومته الاقتصادية وعدم ادارك عواقب الحجر من دون تأمين موارد الصمود للناس في بيوتهم، بأن هناك جهات تريد التخريب وهز الاستقرار لاسقاط حكومته، وهو يعتبر  ان كم “ازعر” او “قاطع طريق” او “مجموعة مسلحة” مدعومة من السفارات حركوا في الشارع لتخرب الاستقرار، للاصطدم مع الجيش وتؤدي الى فتنة وحرب اهلية.

توهمات دياب

توهمات دياب هذه، وفق مصادر متابعة كادت تمر مرور الكرام، لو كان لبنان في وضع طبيعي، والدولار ما زال 1500 ليرة وكل شيء متوفراً، ولا “كورونا” في البلد ولا جياع في الشارع، ممن لا يجدون قوت يومهم او ربطة الخبز ولم  يسبق ان شهد ثورة 17 تشرين الاول.

ومن سوء حظ دياب وحسن حظ الشارع، ان كل الظروف لا تخدم حكومة الانفصال عن الواقع وحكومة الفشل، فدياب ومعه الاكثرية التي تدعمه، يشكل واجهة وستاراً يخفي حقيقة نواياها واهدافها للسيطرة على البلد واخضاعه كما يريد هذا العهد اخضاع المعارضين له من السياسيين ومن الجائعين في الشارع.

أمس خرج دياب من السراي بلهجة عسكرية ايضاً لـ”يزف” للناس كأنه اعاد الدولار من 4500 ليرة الى 1500 ليرة بعد القبض على الصرافين ونزلت الاسعار بعد القبض على التجار!

في إطلالة اولى من بعبدا، ظهر “الجنرال” دياب بلهجة عسكرية وربطة عنق “صفراء-برتقالية”، ليهتك تجاوزات رياض سلامة الشنيعة في حق المال العام واموال المودعين، لكنه ترك المرفأ والمعابر غير الشرعية والتهريب على انواعه والهدر في الكهرباء والتهرب الضريبي واوهم الجميع ان “ليلة القبض على سلامة” هي الحل.

وأمس خرج دياب من السراي بلهجة عسكرية ايضاً لـ”يزف” للناس انه اعاد الدولار من 4500 ليرة الى 1500 ليرة بعد القبض على الصرافين ونزلت الاسعار بعد القبض على التجار، وكل شيئ على احسن ما يرام وان سبب التظاهرات هو مجموعات خارجة عن القانون تتسلى في الشارع لاحداث فتنة ومستعدة للموت هكذا عبثياً، كما حصل مع فواز السمان في طرابلس منذ ايام!

واليوم ظهر دياب للمرة الثالثة وكأن بيده عصا الخلاص السحري، وقدم خطة مرهونة باستجابة الجهة المانحة والوحيدة حتى الآن وهو صندوق النقد الدولي اذا وافق على “تديين” لبنان ووفق شروطه.

ارتكاب الاخطاء مستمر

ويبدو ان هذه الاكثرية ولا سيما “حزب الله” ومعه الرئيس ميشال عون والوزير السابق جبران باسيل لا يتعلمون من اخطاء وارتكابات الماضي، ففي الايام العشرة الاولى من حراك 17 تشرين الاول اصروا على الانكار ووصموا الحراك بالعمالة والتخوين وان السفارات تديره. فتزخمت الثورة واستقال الرئيس سعد الحريري ليدخلوا في دوامة مواجهة الناس في الشارع وكلفوا دياب بتأليف هذه الحكومة والتي لم ترض عنها الناس والثورة.

ما يجري اليوم في طرابلس وكل لبنان هو مقدمة لثورة لن تبقي ولن تذر وستكون هي بوابة التغيير الحقيقي بعد اسقاط هذا النظام المترنح والمثقل بكل ثقوب الفساد والهدر والعقم السياسي

ومنذ اللحظة الاولى وضع دياب نفسه قبالة الشارع الذي رفض مقابلته والتحاور معه، وصولاً الى لا ثقة كبيرة بحقه وبحق حكومته والتي اثبتت بعد 100 يوم هذا الفشل الذريع. وايضاً وضع دياب نفسه في وجه ثورة الجياع والرغيف ولقمة الايتام والاطفال وفوقهم جميعاً الدماء التي تسيل من جراء القمع المفرط للثورة وعسكرة الشارع وكأن هناك ساحة حرب بين جيشين مؤللين.

ما يجري اليوم في طرابلس وكل لبنان هو مقدمة لثورة لن تبقي ولن تذر، وستكون هي بوابة التغيير الحقيقي بعد اسقاط هذا النظام المترنح والمثقل بكل ثقوب الفساد والهدر والعقم السياسي.     

السابق
بعد حظر «حزب الله».. هذا هو المركز الشيعي الذي داهمته الشرطة الالمانية!
التالي
اعلامي يكشف عن لقاء بين الحريري والخليل.. كيف كان الردّ؟