«السعودية والإمارات ومصر».. مخدرات سورية إلى العالم العربي برعاية «حزب الله»

حبوب مخدرة
حزب الله والنظام السوري تحولا الى مصدر رئيسي لتهريب المخدرات الى دول العالم.

يبدو أن العقوبات على حزب الله اللبناني والضائقة المالية التي يعاني منها جراء تجفيف مصادر تمويله في إيران، بدأت تظهر بشكل مختلف وهذه المرة بالتنسيق مع شريكه، النظام السوري، الذي تحول إلى مصدر رئيسي لتهرب المخدرات إلى دول العالم، وخصوصا العربية منها في محاولة لإغراقها بهذه الأصناف.

ومنذ يومين أعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات السعودية إحباط واحدة من أكبر عمليات تهريب المخدرات المتجهة إلى البلاد، مشيرة إلى أن هذه العملية “الإجرامية” كانت تحتوي أكثر من 19 مليون قرص من “إمفيتامين” المخدر حيث أُخفيت في عبوات مشروب عشبة “المتة”.

وفي هذه العملية النوعية تم إلقاء القبض على 4 متورطين وهم: مواطن سعودي، ومواطن من بنغلادش، وشخصان يحملان الجنسية السورية يقيمان في المملكة العربية السعودية، وذلك بحسب بيان المديرية.

ورغم أن المديرية العامة والجهات الرسمية السعودية لم تذكر صراحة مصدر الشحنة، إلا أن النظر إلى عبوات “المتة”، توضح أنها من ماركة “خارطة الخضراء” التي تمتلكها عائلة كبور السورية، والتي بحسب موقع “زمان الوصل” المعارض، تستحوذ على معظم سوق المتة السورية ومالكها يعد واحدا من داعمي النظام ومموليه.

اقرأ أيضاً: الجنوب السوري إلى الواجهة.. اشتباكات محلية بتواجد روسي والنظام غير معني!

الإمارات

إلى الإمارات، ففي تاريخ 26 فبراير الماضي أعلنت شرطة دبي إحباط أكبر عملية من نوعها لتهريب مخدر الكبتاغون في العالم، حيث بلغت قيمتها 1.8 مليار درهم إماراتي (حوالي نصف مليون دولار أميركي) وزادت كمية المضبوطات على خمسة أطنان أي ما يعادل أكثر من 35 مليون حبة كبتاغون تم تهريبها من ميناء اللاذقية في سورية. وكانت الكمية مخبأة بحرفية داخل أسلاك معدنية ضخمة.

وأكد القائد العام لشرطة دبي حينها إلقاء القبض على 4 أشخاص عرب ينتمون لعصابة دولية متمرسة بتهريب المخدرات.

مصر

هذه المحاولة لتهريب المخدرات إلى دول عربية من سوريا ليست يتيمة، بالعودة إلى تاريخ 12 أبريل من هذا العام، فقد أحبطت السلطات المصرية محاولة تهريب كمية كبيرة من مخدرات “الحشيش” مخبأة داخل علب الحليب على متن باخرة قادمة من سوريا ومتوجهة إلى ليبيا عبر مصر.

وبلغت حمولة الشحنة 4 أطنان من مادة الحشيش مخبأة داخل علب حليب مغلقة تحمل علامة شركة “ميلك مان” المملوكة لرجل الأعمال السوري، وقريب آل الأسد، رامي مخلوف، الذي أصدر حينها بيانا تبرأ فيه من هذه الشحنة، واستنكر “لجوء تجّار مخدرات إلى استخدام منتجات شركته للقيام بهذه الأعمال”، وقال إن “من يشوّه هذا العمل التنمويّ من خلال تفريغ هذه اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت وتعبئتها بالمواد المخدّرة هو جبان حقير يحمل قمّة الإساءة لعملنا وشركتنا”. 

وفي مصر أيضا، وتحديدا في تاريخ 19 يناير تمكنت الإدارة العامة لجمارك شرق التفريعة ببورسعيد، من إحباط محاولة تهريب، لكمية من المخدرات تضم أكثر من نصف طن من الحشيش موضبة في 2700 قطعة ومخبأة في 1128 قفص تفاح قادمة من سوريا لميناء شرق بورسعيد باسم شركة للاستيراد والتصدير. 

ويبدو أن تهريب المخدرات من سوريا لا يقتصر فقط على الدول العربية، حيث صادرت السلطات اليونانية في 5 يوليو 2019 ما وصفته بـ”أكبر كمية مخدرات من نوعها يتم ضبطها في العالم” قادمة من سوريا.

اليونان

وقالت وحدة الجرائم المالية، إن خفر السواحل وضباط مكافحة المخدرات صادروا ثلاث حاويات مليئة بمادة بالأمفيتامينات، تتضمن 33 مليون قرص كبتاغون، تبلغ قيمتها حوالي 660 مليون دولار.

وفي اليونان أيضا، وتحديدا في منتصف ديسمبر 2018 ضبط حرس السواحل سفينة محملة بالمخدرات ترفع العلم السوري وكانت في طريقها إلى ليبيا، وذكرت وكالة “رويترز” حينها، أن السلطات اليونانية عثرت على ستة أطنان من الحشيش، وثلاثة ملايين قرص مخدر على متن السفينة.

وأضافت “رويترز” أن السفينة خرجت من ميناء اللاذقية وكانت متجهة إلى مدينة بنغازي عندما اعترضتها السلطات اليونانية قبالة سواحل جزيرة كريت.

حزب الله والمخدرات

كل هذه المضبوطات المتعلقة بمكافحة الدول للمخدرات تظهر حجم التهريب الكبير من مناطق يسيطر عليها النظام السوري، ولكن الأبرز هو إدارة حزب الله لهذه المنظومة، حيث توصلت دراسة أعدها مركز الدراسات في مؤسسة “أنا إنسان” السوري المعارض أن حزب الله بالتعاون مع عناصر النظام في “الفرقة الرابعة” أدخل معدات لتصنيع حبوب الكبتاغون المخدرة تعرف باسم المكابس إلى ريف درعا الغربي.

وتقول الدراسة إن تلك الحبوب المخدرة يتم تصنيعها وتوزيعها على فئة الشباب داخل سوريا، وكذلك تقديمها للعناصر المتطوعين في صفوف قوات النظام السوري وعناصر حزب الله بالإضافة إلى تهريبها للخارج.


وفي آواخر عام 2017 كشفت مجلة “بوليتيكو” الأميركية في تحقيق مكون من 3 أجزاء عن أنشطة حزب الله المتعلقة بالمخدرات بدعم إيراني، ويتطرق التقرير الى عرقلة من إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لمجريات التحقيق بهدف التوصل إلى الاتفاق النووي مع طهران. 

وعرف التحقيق حينها باسم “مشروع كساندرا” وكانت ويشير إلى نشاط حزب الله في تجارة السلاح والمخدرات وتبييض الأموال وغيرها.

السابق
المرحلة الثانية من إعادة المغتربين.. 3 إصابات «كورونا» على متن رحلات الثلاثاء!
التالي
إقالة حاكم مصرف لبنان