وكأنه ينقص الحدود الشمالية في سوريا مزيداً من المعاناة، إذ جاءت الصدمة في الأمس مريبة بعدما وضعت قنبلة في شاحنة نفط ببلدة عرلبن وتفجرت فسقط جراءها ما لا يقل عن 40 مدني بينهم 11 طفل.
المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن 22 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 27 آخرون جراء تفجير عبوة ناسفة وضعت على صهريج وقود في سوق في مدينة عفرين التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل سورية موالية لها.
إقرأ أيضاً: «لواء فاطميون».. ميلشيا أفغانية تتوسع في شمال وشرق سوريا!
وتسبب الانفجار باندلاع نيران أدّت الى تفحم الجثث، وفق المرصد، الذي أكد وجود مدنيين في سجل الضحايا وستة مقاتلين سوريين موالين لأنقرة على الأقل.
وتعدّ حصيلة القتلى من بين الأعلى في المنطقة منذ سيطرة القوات التركية عليها قبل عامين أي منذ آذار عام 2018.
حيث تتميز عفرين بكونها ذات غالبية كردية، إذ كانت تُعد ثالث أقاليم الإدارة الذاتية الكردية، قبل الهجوم الواسع الذي شنّته تركيا على المقاتلين الأكراد حيث تراهم “إرهابيين”. وأجبرت العمليات العسكرية، وفق الأمم المتحدة، نصف عدد سكان المنطقة البالغ 320 ألفاً، على الفرار. ولم يتمكن العدد الأكبر منهم من العودة إلى منازلهم.
وتتعرض المنطقة بين حين وآخر لتفجيرات واغتيالات تطاول قياديين وعناصر من الفصائل الموالية لأنقرة، من دون أن تتبناها أي جهة، بينما تتحدّث منظمات حقوقية عن “انتهاكات” تلحق بالسكان الأكراد الذين لم ينزحوا منها.
ويقيم في عفرين الآلاف من سكان الغوطة الشرقية قرب دمشق، ممن تم اجلاؤهم إثر سيطرة قوات النظام على منطقتهم في ضوء هجوم واسع تلا سنوات من القصف والحصار.
