سفينة لبنان تغرق مع رياض سلامة.. ومن دونه!

رياض سلامة

يبدو أن الطغمة الحاكمة وصلت إلى الدرك الأخطر من الإختلال البنيوي الذي يؤدي الى الإنتحار السياسي الجماعي، على قاعدة عليّ و على أعدائي يا رب” مضافاً إليها وأصدقائي هذه المرة، وما التصويب على حاكم مصرف لبنان من دون مشغليه من اطراف السلطة، إلا النموذج الصارخ لهذه “النوبة” التي تشبه إلى حد بعيد محاولة قائد السفينة التي تواجه الغرق التخفيف من أحمالها، برمي ما يمكن الاستغناء عنه منها.

اقرأ أيضاً: السيناريو الكامل لفيلم..«ليلة القبض على سلامة»!

الحلقة الأضعف

تدرك السلطة التي يقودها “حزب الله”، أن التضحية ببعض عناصر السلطة، هو امر لا مفر منه، في سبيل تحميله تبعات احوال الدولة التي وصلت اليه.

الغضب الشعبي حقيقي وصارخ، ازاء تهاوي سعر صرف الليرة، وبسبب كل ما يحيط الاقتصاد من كوارث ومعيشة المواطن من خطر الجوع الذي لم تشهدها الحروب في هذا الوطن.
رياض سلامة او الحكومة هما الحلقتان الأضعف في مركب السلطة، وبين الحكومة التي يرأسها حسان دياب وحاكم مصرف لبنان، فان الاختيار وقع على رياص سلامة، الذي وان كانت شروط اقالته شبه مستحيلة، فان ترهيبه والضغوط المتصاعدة قد تدفعه للاستقالة.

الحكومة باقية وتطيير رياض سلامة باستقالته مرغما، هو الخيار الذي تتجه نحوه السلطة

حكومات الهدر

لكن دون ذلك مخاطر، ليست على المودعين او عموم الشعب اللبناني، بل على السلطة نفسها، التي طالما كان رياض سلامة الممول من اموال اللبنانيين كل سياسات السلطة المالية التي اتسمت بالفساد، بل بوقاحة نهب المال العام.
المستفيدون من رياض سلامة طيلة السنوات الماضية، هم اقطاب السلطة ورأسها، ولا مرة قال سلامة لا لتمويل حكومات الهدر، استجاب دائما لهم من دون اي اعتراض جدي او موقف تاريخي يعتد به، حتى حين جرى التمديد له، كان سلامة يوعز بتمرير صفقة الهندسة المالية لبنك سيدر المعروف الصلة والادارة.

اقرأ أيضاً: لبنان أمام سيناريو كارثي.. سامر سلامة لـ «جنوبية»: الليرة انتهت والدولار ينذر بأرقام موجعة!

الحكومة باقية وتطيير رياض سلامة باستقالته مرغما، هو الخيار الذي تتجه نحوه السلطة، ولكن ان بقي رياض سلامة اوتمت اقالته فان السفينة ستغرق، طالما ان السلطة الحالية باقية وان احدا في العالم ليس في وارد دعم لبنان طالما أن الدولة غائبة ومغيبة والميليشيا هي من يحكم ويقرر. 
 “قرعة” الإستغتاء عن “حمل” سلامة سيئة الطالع.. من التالي؟!

السابق
السيناريو الكامل لفيلم..«ليلة القبض على سلامة»!
التالي
أسرار الصحف المحلية ليوم الجمعة 24 نيسان 2020