لبنان أمام سيناريو كارثي.. سامر سلامة لـ «جنوبية»: الليرة انتهت والدولار ينذر بأرقام موجعة!

سامر سلامة خبير اقتصادي
على نحو غير مسبوق تخنق الأزمة الاقتصادية اللبنانيين، الليرة في أدنى مستوياتها والدولار يحلّق مسجلا اليوم 4000 ليرة للدولار الواحد. مؤسسات وشركات كبرى أفلست، عشرات المحل تقفل أبوابها يوميا، والآلاف يُطرَدون من وظائفهم لتبدو القائمة وكأنها لا تريد أن تنتهي. غلاء فاحش بالأسعار، مصارف تضع يدها على أموال المودعين، وتقطع منها لسدّ خسائرها، بينما تُحَوَّل مئات ملايين الدولار إلى الخارج للسياسيين والمتنفذين.

إمعاناً في سياسة إفقار المواطنين، تواصل الحكومة خطواتها العشوائية من دون أي ‏خطة إنقاذية واضحة حتى اللحظة سوى أنها منذ أن سحبت مشروع “الكابيتال ‏كونترول”، عمدت إلى سياسة التلطّي خلف تعاميم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، التي تصدر بين حين وآخر لتنظيم “هيركات مقنّع” على الودائع في سرقة موصوفة لأموال المودعين. وهو ما سينتج عنه حتما انهيار كبير بسعر صرف الليرة التي ستفقد قيمتها يوما بعد يوم لتتخطى بعد عام عتبة الـ 20 ألف، وذلك بحسب الدكتور سامر سلامة الخبير في شؤون الشركات المتعثرة، الذي أكّد لـ “جنوبية” لبنان أمام سيناريوهات كارثية، والانهيار الكبير لن يرحم أحد.  

اقرأ أيضاً: دولاراتكم لشطب خسائر مصرف لبنان.. وليرات جديدة تغزو السوق اللبناني!

فقد ساعد القرار الذي أصدره حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تحت الرقم 13221، والمتعلق بتطبيق “اجراءات استثنائية حول السحوبات النقدية بالعملات الأجنبية”، في قفز سعر الدولار بسرعة إلى مستويات قياسية، مع تسجيله 4000 ليرة، اليوم (الخميس)، ما فجّر حالة من الغضب العارم في مختلف المناطق اللبنانية احتجاجا على ارتفاع سعر الصرف والتردي الاقتصادي.

ويبدو إذاً أن لبنان يسير بوتيرة سريعة نحو تعويم عملته المحلية، الليرة، وتحرير سعر الصرف الأجنبي الثابت منذ سنوات، وهو ما سيتبعه، بالطبع، حدوث موجة تضخمية لأسعار السلع والخدمات ربما لم تشهدها البلاد من قبل، في ظل الانهيار الحاصل بالليرة.

تشريع سرقة المودعين

في هذا السياق، أكّد سامر سلامة، لـ “جنوبية”، أن لبنان أمام سيناريوهات خطيرة، ولبنان بعد عام لن يكون الذي نعرفه اليوم.

ورأى سلامة أن ثمة لعبتين متناقضتين ففي وقت تعمل حكومة حسان دياب على خطة “لازار”، يتصرف مصرف لبنان كما يحلو له وكأن الدولة غير موجودة، لا سيما بعد اصداره التعميمات الثلاث مؤخرا بوقف السحوبات بالعملة الأجنبية والدفع للمودعين بالليرة اللبنانية، علما ان المصارف تقوم بهذا الاجراء من قبل، الا ان الخطورة تكمن في تشريع السرقة من قبل مصرف لبنان”.

انهيار الاقتصاد ونسب الفقر الى 90%

كذلك أكد سلامة أن “انهيار الليرة أصبح بشكل شرعي، ويمكن القول الليرة انتهت إذا تم المضي بهذه الخطة”، مشيرا انه “حتى لو تم معالجة خسارة المصارف الا انه لن يعد هناك اقتصادا في لبنان وستفرغ جيوب المواطنين، باستثناء الذين لم يقوموا بسحب دولاراتهم من المصارف هم مستفيدون في المستقبل، عبر إعادة سيناريو عام 1994 الذي استفاد منه السياسيين والأغنياء فيما هلك الشعب”.

وقال سلامة، “صحيح ان لبنان بعد عامين سيتخطى هذه الأزمة، بفعل الخطة التي يتبعها حاكم مصرف لبنان اليوم، ولكن لن يكون لبنان الذي نعرفه اليوم، مع اندثار الطبقة الوسطى وزيادة نسبة الفقر من 50% اليوم الى 90% ليصبح بذلك أشبه بأميركا اللاتينية، مؤكدا ان “الخطة المتبعة اليوم ليست بخطة انما هي “اغتصاب””.

الخطة المتبعة اليوم ليست بخطة انما “اغتصاب”

خطة “المركزي”

كما أوضح سلامة ان “تعميم مصرف لبنان والخطة المتبعة يضرّ بالدرجة الأولى بالطبقة المتوسطة والفقيرة، اما كبار المودعين لن يتضرروا بقدر هؤلاء الذين سيفقدون مدخراتهم مع مرور الوقت بعد ان يتم اقتطاع قسما منها، مشيرا انه “في كل وقت يقوم المودع بسحب جزء من دولاراته بالليرة على السعر الذي يحدده المصرف (علما بأنه مغاير لقيمته الحقيقي في السوق الموازي)، يأخذ مصرف لبنان هذه الدولارات ليغطي فيها عجزه وعجز المصارف بالدولار والمقدر بـ 60 مليار دولار من جيب المواطن، مشيرا انه في الوقت نفسه يقوم مصرف لبنان بضخ كميات كبيرة من الليرة في السوق في ظل وضع اقتصادي مهترئ ما يعني تلقائيا ان الليرة اللبنانية سوف تنهار وتفقد قيمتها وهو ما يسمى بعلم الاقتصاد “basic economics 101″، مشيرا انه ستصل الى عتبة الـ 5000 ليرة في الصيف.

اقرأ أيضاً: لبنان لن يصمد كثيرا امام جائحة «كورونا»: انهيار الدولة آت وشبح المجاعة قريب!

تحميل صغار ومتوسطي الودائع خسائر المصارف

وشدد سلامة أن “الخسارة الكبرى هي على صغار ومتوسطي الودائع مع الاقتطاع من أموالهم لتصل إلى 50 و60% في ظل الانهيار الحاصل بالليرة”، لافتا أن “كبار المودعين والذين معظمهم من السياسيين لن يتأثروا بهذه الخطة”.

 والخلاصة بحسب سلامة ان هذه الخطة هي من مصلحة مصرف لبنان والمصارف، بينما تضرب الشعب والليرة والأكثر من ذلك انها لن تعالج أزمة العجز العام”، مؤكدا انه في ظل هذه الخطة لم يعد هناك ضرورة لـ “هيركات” لأنه بذلك سوف يتم حلّ المشكلة ويتم تعويض خسارة الـ 60 مليار دولار بعد ما يقارب عام ونصف عام.

50 الى 60% من قيمة الودائع ستتبخر

الليرة ستتخطى الـ 20 ألف

 وأشار سلامة ان “في لبنان مليونين و700 ألف حساب، من بينها مليون حساب لديه بين 3000 دولار وما فوق، فاذا كل مودع قام بعملية سحب ألف دولار في الشهر على مدى 12 شهر، هذا يعني 12 مليار دولار خلال عام، وبالتالي في حال تم ضخ كل عام هذه المبالغ بالليرة في السوق فهذا يعني ان الدولار سيتخطى العام المقبل عتبة الـ 20 ألف.

من هو سامر سلامة

وسلامة هو خبير في شؤون الشركات المتعثرة ويعمل في إدارة الأعمال الدولية. عين سابقاً مديراً لشركة الفا، إحدى شركتي الاتصالات الخلوية في لبنان. ينشط في مجال شرح أفكاره ومشاريعه لحل الأزمة الاقتصادية المالية في لبنان مستنداً إلى خبرة واسعة ومعرفة اخصائية.

وأثار سلامة ضجة كبيرة مؤخرا بعدما توقع ان يستمر ارتفاع سعر صرف الدولار ليتجاوز الـ 20 الف للدولار الواحد في المستقب، كما قدم سلامة خارطة طريق للخروج من الأزمة الاقتصادية  لرئيس الجمهورية ميشال عون.

السابق
احتجاجا على سعر صرف الدولار.. الصرافون يتوقفون عن العمل!
التالي
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية لليوم 24/4/2020