حكومة فاشلة وإنتفاضة «متريثة»!

حسان دياب والثورة

كشفت الطغمة الحاكمة أوراقها وقالتها بالفم الملآن: لا للاصلاحات بالجملة والمفرق. لا لكشف المستور من نهب وسمسرات وتحويلات ورفع السرية المصرفية وإجازة محاكمة النواب وسواه. وقالوا للحكومة لا أموال ولا محاسبة ولا كابيتال كونترول ولا هيركت ولا من يحزنون. واكدوا صحة مطلب الانتفاضة بضرورة تشكيل حكومة كفاءات مستقلة عن أحزاب السلطة ونظيفة الكف. والأهم هو أن تمنح هذه  الحكومة المرتجاة صلاحيات تشريعية كي لا تكون مجرد سلطة شكلية تقف على باب مجلس نيابي فاسد. مطلب المنتفضين متواضع شكلا ولكنه يهدد الطغمة الحاكمة بالصميم ولن ترضى به الا مرغمة وهذا لن يتم الا بإنحياز فئات واسعة من الشعب اللبناني للثوار وانسلاخها عن قواها الطائفية.

اقرأ أيضاً: بالفيديو: بعد إستشراسه بالدفاع عن الحكومة..«حزب الله» يُجنّد منشديه للتمجيد بدياب!

“كبش محرقة”

قد تضحي السلطة الحاكمة بحاكم مصرف لبنان تلبية لمطلب بعض مكوناتها ولمصالح خاصة وقد يلجأون إلى تشكيل حكومة جديدة واعادة القوى التي خرجت من الحكم لتقوية شعبيتها وسيلجأوون إلى تخفيض سعر صرف الدولار وربما إعادة النظر بمشروع العفو العام ليشمل الإسلامين والعملاء ليعوموا أنفسهم، ولكنهم لن يتمكنوا من حل المعضلات المالية والاقتصادية فيلجأوون إلى  القمع  والتفرقة بين المنتفضين. نقطة ضعف المنتفضون والتي يلعب عليها اهل السلطة هي التشتت والانا وغياب الدور المحوري او القائد لاحد اطراف جموع المنتفضين.

المرحلة القادمة تتطلب بناء وتطوير أطر قيادية ورفع شعارات محددة وأساليب عمل وتحرك اكثر شمولا وتنظيما

المرحلة القادمة

هذا الواقع كان من الممكن تفهمه في مرحلة ما  قبل الكورونا لأسباب مقبولة ومفهوم ومشروعة إلى حد بعيد. ولكن المرحلة القادمة تتطلب بناء وتطوير أطر قيادية ورفع شعارات محددة وأساليب عمل وتحرك اكثر شمولا وتنظيما. أشكال التحرك لا يمكن أن تبقى روتينية، فأحيانا قد يكون التحرك متواصل مع خيم في الساحات وقد يكون مسيرات  مع تحديد تواريخ وساعات للتحركات. قد نكتفي احيانا بالتجمع في أماكن مختلفة ومحددة سلفا بلا مراكز او خيم ثابتة، اذا كان احتلال الساحات سيشكل عبئا علينا.

اقرأ أيضاً: سفينة لبنان تغرق مع رياض سلامة.. ومن دونه!

فلنستفد من تجربة حكومة الرئيس دياب لتوحيد قناعاتنا، فلننسق مع نقابة المحامين ومع جميع القوى والهيئات، والأهم هو أن يكتشف كل مكون من مكونات الانتفاضة ضآلة حجمه بالمقارنة مع جموع المنتفضين، فلا يتنطح الجميع ليكون في الواجهة. هل من السهل تحقيق ذلك؟ كلا ولكن ليس لدينا طريق آخر لنسلكه وعلينا السعي.

السابق
بالفيديو: إشكال بين صرافين في الغبيري..وجريح «فرق عِملة» بسكين!
التالي
«الأعلى للدفاع» يُمدد «التعبئة» لأسبوعين..وتخفيف تدريجي لها على 5 مراحل!