نصر الله ينفض يديه.. ويدفع الفقراء للتصدق على الأشد فقراً!

السيد حسن نصرالله
تفاجأ اللبنانيون بالكلمة الدينية الوعظية التي القاها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله امس، التي لم ترتقِ الى مستوى آلام الناس وأوجاعهم، فلم يقدّم حلولا للأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمرّ بها اللبنانيون، ولا عرض تسوية سياسية تزيل الفرقة والانقسام السياسي في البلد.

بالرغم من كون كلمته البارحة لم تكن – إجمالاً – ذات طابع سياسي، ولا تطرَّقت مباشرة إلى شيء من مستجدات الساحة الداخلية، ولا طرحت علاجاً يُذكر للتعثر المالي والاقتصادي والنقدي في البلد والذي تبعه التعثر البرلماني عبر تطيير  نصاب الجلسة، بالرغم من كل ذلك وجَّه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله  بالأمس جُلَّ خطابه ذو الطابع الديني التوجيهي الأخلاقي إجمالاً، والذي جاء ونحن على مشارف حلول شهر رمضان المبارك، وجهه لدعوة الناس إلى التكافل الإنساني والاجتماعي والأخلاقي عبر التصدِّي لمساعدة الفقراء والمحتاجين من خلال إطعام الطعام في شهر رمضان الكريم، وعبر المساهمة  في تأمين الغذاء للأُسَر المتعففة التي أصبحت تحت خط الفقر في لبنان؛ وقد صنَّف الأمين العام ذلك في ضمن خطة الأمن الغذائي الإستراتيجية التي تضمَّنتها تعاليم الدين الحنيف وتحدَّثت عنها سنن الرسالة الإسلامية الإيمانية التي تحُثُّ على التكافل الاجتماعي ومد يد العون للمستضعفين والمحرومين.

اقرأ أيضاً: بعد فضائح «بالجملة»..صفا يوعز لجيشه الإلكتروني بـ«شيطنة» الإعلام والثورة!

بهذا الخطاب الباهت نسبياً تحوَّل الأمين العام لحزب الله من موقعه كقائد أقوى قوة عسكرية في لبنان، وكرأس أضخم تحالف سياسي في البلد، إلى واعظ على طريقة إمام مسجد ضعيف لا حول له ولا قوة!

القائد الواعظ

وبهذا الخطاب الباهت نسبياً تحوَّل الأمين العام لحزب الله من موقعه كقائد أقوى قوة عسكرية في لبنان، وكرأس أضخم تحالف سياسي في البلد، وكمالك للجزء الأخطر من قرار الدولة اللبنانية وهو قرار السلم والحرب، تحوَّل إلى واعظ على طريقة إمام مسجد ضعيف لا حول له ولا قوة!

فخطابه يوحي ويُقرأ بين سطوره أن الحل الاقتصادي عنده في المرحلة الراهنة لا يمكنه أن يزعج فيه بعض الحلفاء، كما لن يكون له مونة فيه على الأعداء، فالحل في هذه المرحلة هو بحسب ما يُفهم من كلامه بالرجوع إلى الله بالشكوى، والالتفات إلى الفقراء والمحتاجين بالمعونات الغذائية إلى أن يخلق الله ما لا تعلمون!

 ويظهر أن الأزمة الكورونية في لبنان والعالم لم تربِّ ساسة البلاد حتى الآن، ولم توقظ ضمائرهم ليتداركوا ما جنوه على الناس بضياع ما جنته الناس، ولعلهم يحتاجون إلى جرعة إضافية من البلاء والمحنة تصيبهم عن قرب حتى يستيقظوا من الغفلة.

فعلاً لن يكون الحل الاقتصادي في المدى بالمنظور في لبنان بغير الشكوى إلى الله!

 الشكوى لله

وفعلاً لن يكون الحل الاقتصادي في المدى بالمنظور في لبنان بغير الشكوى إلى الله! خصوصاً بعد تعمُّد القوى السياسية قطع الطريق على خطة اقتصادية استثنائية للنهوض بالقطاعين الزراعي والصناعي، هذه الخطة التي كادت أن تمُرَّ – ولو باللحم الحي – لولا المناكفات السياسية بين أقطاب الحكم الفعلي الذين أفشلوها لأنهم لم يحصلوا على المحاصصة التي اعتادوها في كل الخطط السابقة التي كانت تمررها الحكومات في العقود الثلاثة المنصرمة!

 ولعلَّه يأتي يوم قريب أو بعيد تستيقظ فيه ضمائر سياسيي هذا البلد، أو تتحرر من تبعية القرار الخارجي، أو يثور الشعب ثورته الحقيقية الجامعة (كلّن يعني كلّن) التي لم تُستكمل بعد.

ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود؟!

السابق
العتب على قدر «القنّب»!
التالي
عداد كورونا الى ارتفاع.. تسجيل 4 اصابات جديدة في بعلبك!