روسيا تصفع الأسد ثانية: علينا إعادة التفكير بمصير قيادات النظام!

بشار الأسد بوتين
بعد كثرة التصريحات الروسية ضد نظام الأسد، يبدو أن موسم الود تلوح علامات انتهائه في زمن التباعد الاجتماعي، فهل قرر بوتين بدء التخطيط لمستقبل سوريا دون الأسد؟!

ماذا حدث حتى رفعت روسيا صوتها في وجه النظام، فوسط أزمة كورونا العالمية والتجاذبات الدولية حول أسعار النفط، تفرد كلٌّ من روسيا وإيران عضلاتهما في دمشق للاستفراد برؤية القرار السياسي في مستقبل سوريا.

هكذا جاءت الصفعة الثانية من قبل روسيا لنظام الأسد في أقل من أسبوع، حيث وجه السفير الروسي السابق في سوريا انتقادات كبيرة لنظام بشار الأسد وتصرفاته من عدة جوانب أبرزها ما يتعلق بالناحية العسكرية والاقتصادية.

وقال السفير الروسي ألكسندر أكسينينوك، في ندوة نشر محتواها مركز الأبحاث الروسي”آر أي اسي” المتخص بالشؤون الدولية: يجب علينا أن نعيد التفكير بمستقبل سوريا وتحديدا في مصير قيادات النظام، فدمشق ليست مهتمة بإظهار منهج بعيد المدى ومرن بل تراهن على الحلول العسكرية فقط”.

ليس الهجوم الأول

وكانت وكالة “الأنباء الفيدرالية” الروسية قد شنّت هجوماً لاذعاً على بشار الأسد ووصفت حكومته بالفاشلة واتهمتها بتعقيد مشكلات سوريا الاقتصادية، كما وصفت بشار الأسد بـ”الضعيف” وتحدثت عن عدم قدرته على محاربة الفساد المستشري في إدارته واتهمت مسؤوليه باستغلال المساعدات الروسية لأغراضهم الشخصية.

وكأن روسيا اكتشفت اليوم حجم العنف الذي يمارسه النظام ضد الشعب أو كأنها لم تكن شريكة فيه، حيث اتهم السفير الروسي نظام الأسد ولأول مرة بارتكاب أعمال عنف ضد معارضيه، حيث قال: “أحيانا يصعب التفريق بين الصراع ضد الإرهاب والعنف الذي تقوم به الحكومة تجاه معارضيها في سوريا” على حد تعبيره.

أثارت التصريحات الروسية وتوقيتها الجدل حول احتمال سعي روسيا لتغيير الأسد

وتابع السفير كلامه مستشهداً بالتوترات الحاصلة بالجنوب السوري، فأكدّ أن تصرفات مخابرات النظام أعاد التوتر لجنوب سورية، الأمر الذي آذى سمعة ما أسماه المصالحات الوطنية هناك بمبادرة روسية.

إقرأ أيضاً: الأسد يُضحّي بأقاربه.. هل تحترق إمبراطورية مخلوف؟!

وتحدث السفير عن حجم الخسائر التي منيت بها قوات النظام خلال السنوات الماضية مما أصابه بالضعف على مستوى العتاد والعناصر بالرغم من مساهمة موسكو في إنعاشه.

النظام عرقل المساعي

كما تحدث عن الوضع في الشمال السوري بشكل عام بقوله إن “اتفاقيات أستانا كانت سقف ما يمكن أن تقوم به روسيا لدمشق، من خلال إعادة 3 مناطق خارجة عن سيطرة دمشق إليها، من خلال القوة والاتفاقيات المؤقتة، وكان ثمن ذلك إنشاء بؤرة قوية للإرهابيين في إدلب ممن لم يصالحوا دمشق “حسب قوله.

وتابع أن “روسيا حاولت القضاء على الإرهاب هناك ولكنها اصطدمت بخطط تركيا الاستراتيجية لإنشاء منطقة عازلة طويلة في شمال سوريا، ولا يمكن لنظام الأسد تجاوز هذا الخط، كما لا يمكن له تجاوز الخط الأمريكي شرق الفرات، خاصة بعد التهديدات التركية والأمريكية”.

الوضع الاقتصادي أسوء من سنوات الحرب

وفي الندوة ذكر السفير أن “الوضع الاقتصادي سيء للغاية حيث أن الناتج المحلي هبط من 55 مليار دولار عام 2011 الى 22 عام 2018، أي أن نفقات إعادة تعافي الاقتصاد (250 مليار دولار) تحتاج الى 12 ضعفاً من الناتج المحلي الحالي، مع وجود 80% من السوريين تحت خط الفقر، ونقص شديد في الموارد البشرية المؤهلة”.

مخابرات النظام عرقلت الخطط الروسية لإعادة التهدئة إلى الجنوب السوري

وأكد “أن الوضع الاقتصادي الآن اسوأ من سنوات الحرب، وهذا لا يعود للحرب وللعقوبات الامريكية فحسب، بل لعدم قدرة النظام على تطوير نظام حوكمة يتصدى للفساد والجريمة، ويحول البلد من تجارة واقتصاد الحرب إلى تجارة واقتصاد عاديين”.

وعلل ذلك بأن “الاقتصاد والتجارة يتم التحكم بها من خلال وحدات عسكرية نافذة، ومخابرات ووسطاء تجاريون، وموالون مقربون لعائلة بشار الأسد، وهم ممن أصبحوا أغنياء خلال الحرب، وهؤلاء أصبحوا مراكز نفوذ ومنظمات الظل، ولا يهمها التطور السلمي، ولن يقبلوا بعودة سوريا كما كانت”.

كما ربط الوضع الاقتصادي بأزمة لبنان الأخيرة وقيود المصارف، وقانون سيزر الذي يضغط على الليرة السورية وحتى كورونا وتأثيره الاجتماعي يضع نظام الأسد في مأزق واضح.

السابق
أميركا تطالب الصين بـ «فتح مختبراتها أمام العالم»
التالي
«النقل البري» يتمرّد على قرار التعبئة.. إلى العمل اعتباراً من الغد!