زمن تصفية الحسابات: لوحة بـ 23 مليون تقلب القصر الجمهوري في دمشق رأساً على عقب!

أسماء الأسد
لماذا اليوم؟ وفي هذا التوقيت المعقد في مستقبل سوريا السياسي تُذكى نار الخلاف مجدداً بين أسماء الأسد ورامي مخلوف وبفعل الحليف الروسي قبل غيره!

مرة جديدة من موسكو، وعبر وكالة أنباء روسية وبعد أيام على اعتراف وكالة روسية بضعف الأسد وعدم هيمنته على البلاد، صفعة جديدة لم تكن أقل من الأولى أظهرت مدى الانقسام في القرار السيادي السوري وأعادت للواجهة خلافات أسماء الأسد زوجة بشار الأسد وابن خالته رامي مخلوف، فماذا في جديد فصول الحكاية؟!

اللوحة اللغز

تداولت عدد من المواقع الإخبارية في الأيام الفائتة ونقلاً عن وكالة “GOSNOVOSTI” الروسية  تقريراً لها عن أن الرئيس السوري بشار الأسد اشترى لوحة فنية للفنان العالمي ديفيد هوكني، من مزاد بريطاني، وأهداها لزوجته أسماء الأسد، مقابل مبلغ وصل إلى 23 مليون ليرة سورية، فى الوقت الذي يعاني فيه الشعب السوري ما يعاني من ويلات وجحيم اقتصادي مستمر.

إقرأ أيضاً: من يحرّك سوريا.. حجز على أموال عائلة أسماء الأسد

وأشارت الصحيفة إلى أن شراء قطعة فنية معاصرة، باهظة الثمن من أحد مزادات لندن، كانت مؤشراً على فساد كبار القادة السوريين، منوهة فى الوقت ذاته الصيحفة إلى أن أقارب الأسد يمتلكون معظم الأصول السورية، وأن أحد أقاربه من رجال الأعمال زادت ثروة عائلته بشكل كبير، وتمكنت عشيرة الأسد من القضاء على المنافسين.

الأرقام تضاربت بين 23 مليون ليرة سورية أو 23 مليون جنيه إسترليني.. أو حتى 23 مليون دولار!

إلا أن عدداً من المواقع السورية أكدت أنه بالبحث تبين أن اللوحة لفنان البوب آرت البريطانى الشهير ديفيد هوكني، وقد بيعت مقابل 23.1 مليون جنيه أسترليني فى مزاد فى لندن، وأكدت أن الخبر نسب لموقع روسي مغمور هو (com.gosnovosti) وبالدخول إليه تجد أنه حصل على معلوماته من خلال تغريدة لحساب سوري جديد مجهول، يتابعه 47 شخصاً.

خطة التعرية

لم يمر خبر اللوحة مرور الكرام، مع خلافات طغت على السطح مجدداً بين أسماء ومخلوف، على إثر فضح” شركة اسمها “تكامل”، وتعود ملكيتها لابن خالة أسماء، مهند الدباغ، الأمر الذي دفع وزير التجارة السوري، عاطف النداف، إلى أن يعلن الأسبوع الماضي منع “تكامل” المصدرة للبطاقة الذكية في سوريا من التدخل بتوزيع الخبز بحجة استغلالها السوريين.

إقرأ أيضاً: «سِرْ» كبير خلف ظهور أسماء الأسد المكثّف عام 2019!

وهو ما ينذر بعقاب مخلوف لأسماء كجزء من الانتقام لما سبّبه تدخل أسماء في توزيع ثروات الاقتصاد السوري منذ تعافيها من مرض السرطان العام الماضي، ووضع يدها على استثمارات رامي مخلوف، وفي مقدمتها جمعية “البستان الخيرية”، والوصاية على شركتي الاستثمار الخلوي في سوريا “سيرتيل” و”أم تي أن”، وتعيين مديرين من قبلها، بعد مصادرة الوثائق والدفاتر المحاسبية والحواسب من مقرّ شركة “راماك” بالمنطقة الحرة في دمشق.

تكامل.. أذكت الخلاف

برز اسم شركة “تكامل” بعد تعاقدها مع حكومة الأسد، عام 2016، وقد حصلت من خلاله الشركة على مبلغ 400 ليرة سورية مقابل البطاقة الذكية الواحدة التي اعتُمدَت لتوزيع المحروقات والسكر والأرز والشاي، وأخيراً الخبز.

مصادر من داخل سوريا قالت أن “تكامل” وزعت نحو 3 ملايين بطاقة ذكية، بعد تجربتها الأولى في توزيع المحروقات العام الماضي في مدينة اللاذقية، ومن ثم بدمشق.

سبق وتحدثت تقارير عديدة عن ثراء أسماء الأسد وتسوقها الباهض للسلع وخاصة المستوردة خصيصاً من أوروبا

وأضافت أن “تكامل” تجني مبلغ 3 ليرات سورية عن كل ليتر بنزين للسيارات العامة، و5 ليرات للسيارات الخاصة. وكذلك تحصل الشركة على مبلغ 100 ليرة سورية في كل مرة تُستخدَم فيها البطاقة الذكية في تعبئة مخصصات الأسرة من مادة المازوت والغاز المنزلي والمواد التموينية.

ما دور روسيا؟!

روسيا نفسها التي عملت على تصدير صورة أسماء في العام الماضي كوجه سياسي غير متورط في النزاع وفي نيتها القضاء على الفساد حسبما تحدثت تقارير روسية، يبدو أنها قلبت الكفة ضد أسماء بعدما تدخلت السيدة الأولى في حساب الحصص الروسية من مقدرت الاقتصاد السوري من النفط والغاز، وهذا ما استدعى أن تذكر وكالة روسية مقربة من بوتين في تقريرها الأسبوع الفائت بأن النظام السوري يكذب على شعبه حول عدم امتلاكه للغاز والنفط الذي عاد بفضل روسيا حسب التقرير.

الخلافات حول نسبة روسيا من الغاز السوري وعدم دفعها بالدولار، تتعلق بدور أسماء الجديد، بعد تغييب رجال أعمال واقتصاديين كثر عن المشهد السوري وهذا ما جرى ربطه بقضية فضح بشار وأسماء حول اللوحة لتغيير المزاج الشعبي ضدهما وإظهارهما مرة جديدة كمنفصلين على الواقع غير آبهين بالوضع المزري للشعب.

السابق
ارتفاع عدّاد «كورونا» في لبنان.. كم بلغ عدد المصابين اليوم؟
التالي
هكذا يُحرر الذكاء من سطوة السلطة!