بعد خرقه الحدود.. بيئة «حزب الله» تسأل: متى دور «تحرير» الاقتصاد من التبعية؟!

مقاتل من حزب الله
انشغل الإعلام المحلي في اليومين الماضيين بحادثة استهداف العدو الإسرائيلي لسيارة "جيب" أمني يُقل أمنيين من أجهزة حزب الله الأمنية نجوا بأعجوبة عند الحدود اللبنانية السورية بعد تدمير الجيب الذي كانوا يستقلونه بشكل شبه كامل من قبل طائرة مُسيَّرة صهيونية كانت تراقبهم من نقاط عدة لحظة دخولهم الأراضي اللبنانية داخلين من سورية، وأثارت العملية علامات استفهام عن اختراق محتمل لأجهزة حزب الله الأمنية من عملاء في الداخل والخارج سهلوا عملية رصد السيارة والعناصر المذكورين مما سمح بتنفيذ عملية الاستهداف الفاشلة التي لم تحقق أي إصابات في الأرواح .

لم يتأخر الرد العملي من قبل حزب الله على عملية الاستهداف هذه التي اعتبرها تهديد لأمنه، وتطور خطير في سيناريوهات الخطط الإسرائيلية التي لم تقم بعمل مماثل منذ أكثر من سنة ونصف بعد عملية منطقة حي ماضي الشهيرة التي اخترق فيها أمن حزب الله مرة أخرى ، وفتحت باب الجدل على مصراعيه حول إمكانية تغلغل العملاء في أجهزة حزب الله الأمنية المختلفة، ما سمح لطائرات إسرائيل المسيرة بتفيذ عملية أمنية عسكرية صاروخية في قلب ضاحية بيروت الجنوبية التي هي عمق حزب الله الأمني والقيادي !

اختراق الحدود

وقد جاء الرد على استهداف إسرائيل للسيارة الأمنية في اليومين الماضيين باختراق حزب الله للحدود الجنوبية مع المناطق المحتلة في الجانب الإسرائيلي من ثلاث نقاط فتحت من جهة أخرى باب الجدل في الجانب الإسرائيلي حول تنسيق محتمل بين أجهزة أمن حزب الله وعملاء في الجانب الإسرائيلي سهَّل هؤلاء العملاء لحزب الله عملية الخرق هذه، مع الاخذ بعين الاعتبار قوة الرقابة التنكولوجية العسكرية والأمنية الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية الحالية مع كيان الاحتلال !

إقرأ أيضاً: أحمد مطر لـ«جنوبية»: لإستقطاب الجمهور الحزبي الخارج من السلطة

وبعملية الخرق هذه يُجدد حزب الله تأكيده على ما سبق ووضعه من خطط لتحرير الجليل في فلسطين المحتلة ، هذا التحرير إن حصل سيسمح له باستعادة القرى اللبنانية والمزارع اللبنانية والأراضي اللبنانية من مشاعات وأملاك خاصة من سهول وتلال وجبال ، التي وضعت إسرائيل اليد عليها سنة 1948 عندما أقامت كيانها الغاصب، ومنها القرى السبع ومزارع شبعا وتلال كفرشوبة وقرية الغجر .

ويبدو انعملية تحرير الجليل ما زالت حاضرة بقوة في استراتيجية حزب الله العسكرية، كما أن الحرب الباردة لم تتوقف بينه وبين إسرائيل رغم انشغاله بحروبه الإقليمية من سورية إلى العراق إلى اليمن ، فقد قام ببلورة ما يُسمَّى المقاومة الإسلامية العالمية، وإن كان أسامة بن لادن قد كتب كتاباً بهذا العنوان وضع فيه تصوره لاحتلال الدول وكيفية التعامل مع شعوبها وطوائفها في إطار إقامة دولة الخلافة ونظام الدولة الإسلامية العالمية، فالحزب ما زال يفكر بقوة بالفرصة السانحة لتنفيذ عملية تحرير الجليل رغم كل انشغالاته المذكورة ورغم محاولته حاليا مؤازرة جهود وزيره للصحة الحالي في الحكومة اللبنانية في جهود مكافحة فيروس كورونا …

الاقتصاد اللبناني في الأسر

 وأمام كل هذه التطورات لم يتمكن حزب الله من تقديم أي خطة استراتيجية في داخل لبنان لتحرير الاقتصاد اللبناني اسير الزعماء واطماعهم والمرهون للبنوك المحلية والدولية، ولم يسع ولو بالحد الأدنى للوفاء بوعوده الانتخابية التي انتخبه الناس على أساسها في الجولة الانتخابية الأخيرة، وهو الذي كان مشاركا وشاهداً على كل الخطط التي قدمتها الحكومات المتعاقبة في لبنان منذ ثلاثة عقود، ولم يقم بتحرير اقتصاد البلاد من سلطة شركائه في الحكم !

فهل سيكون حزب الله جاداً وعلى جهوزية لوضع خطة لتحرير الاقتصاد اللبناني كما هو جادٌ وعلى جهوزية لتحرير الجليل في فلسطين المحتلة ؟

أليس الأقربون أولى بالمعروف لاستنقاذ مجتمع المقاومة وتحريره من التبعية الاقتصادية تماماً كما يعمل حزب الله في خططه لتحرير الارض الاسلامية؟!

السابق
أخبار «مدسوسة» تُلصق بالـ«المستقبل»: لا تحركات لمناصرينا!
التالي
جعجع على رأس حربة «14 آذار».. حلف معارض مع المستقبل والاشتراكي!