في 13 آذار الماضي خرج بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني إلى شعبه ليطلب منهم، في خطاب أقل ما يقال عنه أنه “الأكثر رعبًا” إلى الآن، أن يتجهزوا لانتشار الوباء، فالأرقام تشير إلى أنه لن يتوقف عن المضي قدمًا في إصابة المزيد منهم، موضحًا أنه ليس كالإنفلونزا بل هو أخطر تحدي يمكن لجيل ما أن يواجهه، ثم ألقى بقنبلة هائلة على الطاولة حينما أضاف: “الكثير من العائلات، الكثير جدًا من العائلات، ستفقد أحباءها قبل الموعد”.
وبعد 14 يوماً اعلن جونسون عن اصابته بالفيروس، ومساء اليوم بات جونسون ضحية ايضاً بعد تدهور حالته الصحية ووضعه في العناية المركزة. في حين ارتفع عدد الوفيات في بريطانيا الى 5 الاف مع وفاة 439 مصاباً بالفيروس اليوم.
تدهور صحة جونسون
وبعد أقل من 24 ساعة من إدخاله المستشفى مع استمرار أعراض مرض كوفيد-19، أدخل بوريس جونسون العناية المركزة، بحسب ما أعلنت الحكومة.
وقال المتحدث باسم جونسون إن “الحال الصحية لرئيس الوزراء تدهورت وبناء على توجيهات فريقه الطبي تم إدخاله قسم العناية المركزة في المستشفى”. وأوضح في بيان أن “رئيس الوزراء طلب من وزير الخارجية دومينيك راب (…) أن ينوب عنه حيثما تقتضي الضرورة”.
وبعد ساعات من إدخاله العناية المشددة، قالت وسائل إعلام بريطانية إن جونسون وضع على أجهزة التنفس الاصطناعي.
وكان جونسون أعلن في 27 أنّه مصاب بكوفيد-19 وأنّ أعراضه طفيفة، وقرّر البقاء في حجر صحّ في مقر رئاسة الحكومة لسبعة أيام.
إقرأ أيضاً: «كورونيات لبنانية»..تعقيم مستمر في المناطق وتبرعات دولية لمستشفى الحريري!
وكان مقرّرًا أن يخرج من الحجر الجمعة، إلا أنّه قال في تسجيل فيديو نشر على تويتر “لقد تحسّنت حالتي (…) لكن لا يزال لدي أحد العوارض”، مشيرًا الى أنه لا يزال يعاني “ارتفاعا في الحرارة”.
ونُقل جونسون للمستشفى يوم الأحد وخضع لفحوص يوم الاثنين بعد أن ظهرت عليه أعراض متواصلة لكوفيد-19 على مدى عشرة أيام. لكن الحكومة قالت إن معنوياته عالية ويؤدي واجبات منصبه، قبل أن يتم نقله إلى العناية المركزة.
وسُئل وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في مؤتمر صحفي إن كان تحدث إلى جونسون يوم الاثنين فقال “تحدثت إلى رئيس الوزراء مطلع الأسبوع. رأست الاجتماع الصباحي الذي عادة ما يرأسه (جونسون). أُحيط علما بكل التطورات الجارية”.
وأضاف راب لاحقا أن آخر مرة تحدث فيها إلى جونسون بشكل مباشر “كانت يوم السبت”.
حصيلة جديدة
وتخطت حصيلة وفيات فيروس كورونا المستجد في بريطانيا عتبة الخمسة آلاف، وفق ما أظهرت أرقام رسمية نشرت الإثنين، بيّنت وفاة 439 شخصا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم طفل في الخامسة من عمره.
ترامب
وتمنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، الشفاء العاجل لجونسون وهو أحد أهم المسؤولين في العالم المصابين بالمرض إنّه “واثق” من أنّ رئيس الوزراء البريطاني سيتعافى.
وصرح ترامب في مؤتمر صحافي، الأحد، “إنّه صديق لي، إنّه رجل عظيم وقائد عظيم. لقد نُقل إلى المستشفى اليوم، ولكنّني متفائل وواثق أنّه سيكون بخير”.
من هو بوريس جونسون التركي الاصل؟
ولد بوريس جونسون عام 1964 في نيويورك، وانتقل والداه إلى بريطانيا وهو طفل صغير. ويفتخر أن والده من أصول تركية، وقد درس في كلية إيتون كوليج الشهيرة، وأظهر ميلا إلى دراسة اللغة الانجليزية والآداب الكلاسيكية.
كما درس الآداب القديمة في أوكسفورد، وانتخب رئيسا لاتحاد الطلبة عام 1984. وبدأ جونسون حياته العملية صحفيا في ديلي تلغراف، ثم أصبح مراسلها للاتحاد الأوروبي، ونائبا للمدير، قبل أن يصبح مديرا لصحيفة سبيكتيتور، عام 1991.
وأصبح وزير الخارجية البريطاني السابق، بوريس جونسون، الرئيس الجديد للحكومة في بلاده بعد فوزه على منافسه وزير الخارجية الحالي، جيرمي هانت، في السباق على الظفر بزعامة حزب المحافظين.
وكانت رئيسة الحكومة السابقة، تيريزا ماي، قد عينته وزيرا للخارجية في عام 2016 غير أنه استقال في 2018 احتجاجا على سياستها في ما يتعلق بتدبير ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكان جونسون مرشحا لرئاسة الوزراء بعد ديفيد كاميرون عام 2016 لأنه القائد الأبرز في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه انسحب في آخر لحظة، بعدما تخلى عنه زميله، وزير العدل، مايكل غوف، ورشح نفسه لكنه خسر في نهاية المطاف.
