«كورونا» يتمدد: أكثر من «تعبئة» وأقل من طوارئ..رفض بقاعي وجنوبي للحصص المتلفزة!

الطرق في البقاع سالكة ومزدحمة
مظاهر سقوط التعبئة العامة بدأت تتجلى بقاعاً وجنوباً ومعظم المناطق اللبنانية بخروج الناس نهاراً لقضاء اشغالهم والبحث عن لقمة العيش، في حين لم تنصف الحكومة "الشعب المحجور" حتى الان مما ينبىء بعواقب كارثية "كورونية" ومعيشية. (بالتعاون مع "جنوبية" و"مناشير" و"تيروس")

على خطوط ثلاثة تسير يوميات فيروس “كورونا” اللبنانية، الخط الاول وزارة الصحة وعدادها “الشغال” يومياً باصابات جديدة، وقد بلغت اليوم 520 ووفيات صارت 18 والحبل على الجرار.

الخط الثاني هو حالة “التعبئة العامة”، والتي تلفظ انفاسها نهاراً، وتعود لتحيا من جديد ليلاً مع حلول حظر التجول من السابعة ليلاً وحتى الخامسة صباحاً، لتعود الحياة الى طبيعتها وسلّم على “كورونا” وتوابعه!

الخط الثالث هو الجوع والفقر واليأس الذي ضرب اطنابه من عكار الى طرابلس، فالناقورة مروراً ببيروت وضواحيها الى صيدا وصور.

حكومة رصيف الاهمال

وبين هذه الخطوط الثلاثة، تقف حكومة حسان دياب على رصيف الاهمال والتقصير، فلا هي تملك خطة لمواجهة نصف “التعبئة”، ولا نية لديها لخوض تجربة العزل القسري الشامل واعلان حالة الطوارىء الشاملة. وهي ايضاً عاجزة عن تأمين رغيف خبز لكل لبناني ولاجىء فلسطيني ونازح سوري. فما في الخزينة سرقوه. وما يجنونه لا يكفي رواتبهم، وما تبرع به اهل الخير يطبب بجزء منه المرضى “الكورونيين” حتى ينتهي والسلام.

الجهود الاغاثية و”الاعاشية” اكانت عبر الدولة فالانتظار سيد كشوفات البلديات والشؤون الاجتماعية واذا كانت حزبية فسلّم على كرامات الناس وانسانيتهم

اما الجهود الاغاثية و”الاعاشية” اكانت عبر الدولة، فالانتظار سيد كشوفات البلديات والشؤون الاجتماعية، واذا كانت حزبية فسلّم على كرامات الناس وانسانيتهم. فهذه الحصص رشوة مسبقة قبل الانتخابات المقبلة و”صورني عم اعطيه”.

وفي ما خص الجمعيات الخاصة والمجتمع المدني، فمن سُمح له بالعمل، يقع في فخ التصوير والاعلان والاعلام، فتتحول القضية الى مجرد حفلة علاقات عامة.     

كسر التعبئة بقاعاً

ميدانياً ومن البقاع، كسر البقاعيون الحجر المناطقي، وتحولوا الى اعمالهم دون منة من أحد، فيما استمرت شكليات العزل عند مداخل القرى بأخذ الحرارة أما داخل القرية او المدينة الحياة عادية زحمة وحركة “وكزدرة” ولا كأن اللبنانيين يتهددهم وباء سريع الانتشار لا ينتظر اشارة من احد.

وخلال جولة سريعة ل”مناشر” كشف أن القوى الأمنية والعسكرية لم ترفع من حالة الاجراءات الملزمة على اعتبار أن “التعبئة العامة” اقتصرت فقط على النقل العام واقفال جميع المؤسسات المحال باستثناء بعض العاملين في بيع المواد الغذائية والطبية والافران، وغير ذلك كحركة على الطرقات لم تعط القوى الامنية صلاحيات ضبط مخالفات التنقل، لأن التنقل يفتح المجال بزيارات منزلية واختلاط الناس وهذا كله يهدد بانتشار الوباء.

بعلبك الهرمل

وشهدت منطقتي بعلبك الهرمل حالة هروب جماعية لمواطنين من المنازل الى الاماكن الجبلية للتنزه، كما شهدت حركة غير اعتيادية خلال فترة الحجر داخل القرى والبلدات. فيما استمرت حالة العزل التي تنفذها البلديات بتوجيه من “الثنائي الشيعي”، والذي كل منهما عمل على تَوزيع مساعدات عينية على مناصريه، والذين اعربوا عن انتقاداتهم للكميات الموجودة في كل “كرتونة”، َبحسب عباس احد مناصري حزب الله لم يخف استهزائه “كرتونة ما بتكفي شخصين ليومين فيها ب٥٠ الف ونحن شعب علمونا على الانتاج”

البقاع الاوسط

وفي اطار توزيع المساعدات، رفض اهالي بلدتي سعدنايل وتعلبايا استلام حصص عينية، من فريق “قناة الجديد”، لطريقة التوزيع امام الكاميرا، فتم اعتبارها اهانة للعائلات المحتاجة.

إقرأ أيضاً: لبنان يقايض الأرواح بالأموال ونيويورك تهوي في جحيم كورونا

من جهته رئيس بلدية سعدنايل حسين الشوباصي أكد لـ” مناشير”  ان الاهالي رفضوا الاهانة بطريقة غير انسانية، وكأنها لا تهدف الى المساعدة بقدر التصويب على شكر المواطن الى المحطة. وقال للاسف ارادت الجديد توزيع 15 حصة فيما عدد الوحدات السكنية للبلدة 7 آلاف وحدة، ولذلك سنقوم بتوزيع المساعدات للعائلات التي رفضت استلام الحصص من “الجديد”.

مجدل عنجر

وأكد رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين أن “ما نشهده خلال هذه الايام لا يسمى حجر ولا يمت له بصلة، لأن الناس كفرت بالحجر في ظل ازمة اقتصادية سيئة”. وقال “كل بلدية تعمل اليوم بالتعاون مع المتمولين في البلدة وتقوم بحملة تبرعات، نحن في بلدة مجدل عنجر قمنا بجمع تبرعات من ابناء البلدة المقتدرين، وبصدد توزيع حوالي 2000 حصة غذائية للعائلات المحتاجة”.

وأكد قائمقام البقاع الغربي وسام نسبيه ل”مناشير” ، أن بعد اجتماعه ورؤساء البلديات ورئيس اتحاد بلديات البحيرة يحيى ضاهر،” توصلنا الى اعتماد فندق الخريزات في البقاع الغربي لأن  يكون مركز للحجر، من ٤٢ سريراً وبحال وافقت وزارة الصحة يتم تجهيزه على حساب اتحاد بلديات البحيرة، ولفت ان المسؤولية تقع على الجميع مناشداً الأهالي والبلديات التعاون فيما بينها والالتزام في البيوت رحمة لهم ولابنائهم وعائلاتهم”.

الحواجز البلدية لا تزال قائمة في البقاع
الحواجز البلدية لا تزال قائمة في البقاع

وقال ” بالتعاون نهزم هذه الجائحة، وتمنى على وزارة الشؤون الاجتماعية ان تعيد النظر باللوائح التي لديها لأن عدد العائلات الأكثر فقراً ازدادت اضعاف منذ ما قبل” كورونا” والان مع كورونا اصبح العدد كبير جدا”.ً

اشتباه باصابة نازح سوري

وإنقلبت بلدة غزة البقاع الغربي رأساً على عقب بعدما اشتبه باصابة نازح سوري بكورونا، حيث وقع الاهالي في اشكالية عدم موافقة مستشفى الحريري على نقله اليها من مستشفى حامد في جب جنين، وبعدها نقل الى مستشفى دار الامل على ان يتم نقل عينة من الدم لفحصها في مستشفى الحريري، على اثرها طلب من رئيس بلدية غزة محمد المجذوب حجر كامل سكان البناية التي يقطن بها المريض على ان تؤمن  ال UNHCR وجبات طعام وطيلة فترة الحجر، واشارت مصادر أن النتيجة النهائية للفحص ستظهر يوم الاثنين.

الجنوب

وفي الجنوب، كسرت حالة “التعبئة العامة” بشكل كبير، وعاد الناس إلى ممارسة أعمالهم و لكن بخجل. والموظفون يمارسون رياضة المشي او التنزه بحكم انّ مؤسسات الدولة مقفلة و الطقس يساعدهم. وعمَّال غبّ الطلب من مياومين وسائقي سيارات و فعَّالة يتواجدون على مداخل المدن و القرى يطلبون رزقاً من الله.

وقال رئيس بلدية جنوبية أسبق لموقع “تيروس” :” أن قرار التعبئة العامة في لبنان يلزم الناس بإقفال مصادر رزقهم والبقاء في بيوتهم، يجب أن يشمل هذا القرار التوقف عن دفع الرواتب الشهرية لكل موظفي مؤسسات الدولة الذين توقفوا بسبب القرار عن تأدية واجباتهم للمواطنين، من كبيرهم إلى صغيرهم.

 فأي حق لمن اتخذ هكذا قرار أن يمنع الناس من العمل والإسترزاق بينما يستمر واجب دفع الضرائب على الناس للدولة قائما ويستمر الموظفون الحكوميون بنيل رواتبهم كاملة من جيوب الناس الممنوعة من العمل والكسب؟

كفر من الجوع

وعن الإعاشات و السياسيين قال علي شنبورة من بلدة الخرايب: ” في أزمة الكورونا بدأ الشعب الفقير يجمع تبرعات لتقديمها للشعب الفقير، ولكن السؤال من سيقطف الثمار بعد الأزمة الفقراء أم الزعيم كالعادة؟

المخيمات الفلسطينية في الجنوب

ومن مخيم عين الحلوة وبحضور لجان الأحياء في المخيم أطلقت حركة “حماس” المبادرة الأغاثية تحت عنوان ” حماس حدك” التي أعلن عنها رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية من أجل تخفيف المعاناة الإجتماعية والإقتصادية عن المخيمات والتجمعات الفلسطينية”

و عن هذه الحملة قال سعيد عبيد من عين الحلوة: “الناس ليسوا مع حماس و لا مع “فتح” و لا حتى مع الدولة اللبنانية. الناس مع لقمة عيشها و إن بقي الوضع هكذا حيث لا عمل و لا مال و سنعتمد كالعادة على الكرتونة فسننسى فلسطين والقدس خلال شهر واحد”.

السابق
لبنان «يستنجد» بمجموعة الدعم الدولية لمواجهة «كورونا» والانهيار المالي
التالي
أكثر من 300 ألف حالة.. الولايات المتحدة تضم ربع مصابي «كورونا» في العالم!