منذ صدور بيان المصرف المركزي بشأن تحرير أموال المودعين الصغار، ثمة اسئلة حول خلفية هذا القرار وابعاده، فضلا عن نتائجه وتداعياته على مختلف الصعد، وابرز التساؤلات يتوقف عندها الناشط السياسي الدكتور حارث سليمان وخبير اقتصادي لـ”جنوبية”.
ويحذر سليمان من ان هذا “الاجراء سيمكن من اقفال 1715000 حساب فيها 344 مليون $ اضافة اليه رصيد بالعملة اللبنانية يوازي 452 مليون $ ليصبح المجموع 795 مليون دولار.
ويؤكد الخبير ان “كل هذه الاجراءات هي مقدمة لكابيتال كونترول لا مفرّ منه رضي الرئيس نبيه بري بري او لم يرضى”!
حارث سليمان
ويرى الناشط السياسي الدكتور حارث سليمان لـ”جنوبية”، ان “الاجراء الذي اطلقه مصرف لبنان، يخلص المصارف من عدد كبير من الزبائن الذين لا يشكلون باب ربح لهم وشطب حساباتهم بكلفة تدفعها خزينة الدولة ومصرف لبنان، بينما تستولي المصارف على دولارات صغار المودعين بسعر 1500 ل ل، وتدفع الدولة لصاحب الوديعة الفارق بين سعر الدولار الرسمي وسعره بالسوق.
سليمان: اذا كان مصرف لبنان سيدفع الفارق! لماذ لا يشتري البنك المركزي كل حسابات الزبائن ودفع ثمنها فيعزز رصيده بالدولار؟
واذا كان مصرف لبنان سيدفع الفارق! لماذ لا يشتري البنك المركزي كل حسابات الزبائن ودفع ثمنها، فيعزز رصيده بالدولار؟
ويشير سليمان الى ان “الاجراء سيمكن من اقفال 1715000 حساب فيها 344 مليون $ اضافة اليه رصيد بالعملة اللبنانية يوازي 452 مليون $ ليصبح المجموع 795 مليون دولار.
ويقول :”نتيجة الاجراء، ان مصرف لبنان سيضخ سيولة بالليرة اللبنانية تصل الى حدود الف مليار ليرة لبنانية، وستستولي المصارف على 344 مليون دولار من ودائع صغار اللبنانيين”.
خبير اقتصادي
ويقول الخبير الاقتصادي لـ”جنوبية” ان ” تحييد 61 في المئة من المودعين في المصارف اللبنانية والتي لا تتخطى 5 ملايين ليرة لبنانية و 3 آلاف دولار، مثير للاهتمام وهذه الشريحة الكبرى تعتبر من صغار المودعين وهي نبض الشارع و الركن الأساس للمطالب الشعبية”.
إقرأ أيضاً: بعد تعميمي سلامة.. الدولار مستمر بالتحليق!
ويرى ان “قرار التحييد هذا، الأرجح هو تحسبا لقرارات لاحقة”.
ويعتبر ان” سياسة الهندسة المالية اليوم المعدة لتبنيج صغار المودعين قد تكون مفهومة بشقها الأول بتحويل حسابات الـ 3 آلاف دولار و دون إلى قيمتها بسعر السوق”.
لكن الخبير يستغرب “في هذه الهندسة هو “الرضى” بتحويل الحسابات ما دون 5 ملايين ليرة، إلى دولار دفتري بقيمة سعر الصرف المثبّت من مصرف لبنان اي1500 ليرة! و”القبول” بتحويلها بعدئذِ إلى العملة اللبنانية بسعر السوق؟
خبير اقتصادي: هل يكون هذان التعميمان، فعلا طلب استجابة لتهويل المصرف المركزي و المصارف لآخر كلام تهديدي جاء على لسان نصرالله لتشليح نصرالله 61 في المئة من المودعين؟
ويسأل عن “سعر صرف السوق المعتمد من الوحدة المنوي انشاؤها من المصرف المركزي و المصارف و شركات صيرفة “منتقاة”، والتي ستصبح مركزاً لتقرير سعر صرف السوق بما يتعلق بتحويلات العملة الخاص بالهندسة”.
في السياسة
ويسأل الخبير ان “في السياسة هل يكون هذان التعميمان، فعلا طلب استجابة لتهويل المصرف المركزي و المصارف لآخر كلام تهديدي جاء على لسان نصرالله ام هو، و على ما يبدو، تشليح نصرالله 61 في المئة من المودعين الذي قسم كبير منه جاهز للاصطفاف معه”؟
ويستوضح: “هل هي قرارات عادلة؟ او متساوية للجميع؟ فما هو وضع الحسابات التي تتخطى اسقفها الأرقام التي ذكرت؟
ويتابع :”هل هي قرارات نقدية اساسا؟ مالية؟ و ما تأثيرها على الاقتصاد اللبناني الذي سيزيد من تدهور حكما لليرة اللبنانية وشحّ و طلب إضافي على الدولار؟
ويسأل عن “دور وزارة المالية عامةَ في هكذا إجراء، بغض النظر عن الحكومة الحالية ربطاً بتأثير هذه القرارات على المزيد من التدهور الاقتصادي و المالي؟
ويضيف: “اليست هذه الهندسة الجديدة مبتورة و مجتزأة وكان يجب أن تصدر ضمن رؤية متكاملة لكافة أموال المودعين، ولو أنّ الرؤية قد تكون موجودة، ولكن تجزئتها تضعف هذه الهندسة لحدّ كبير لحرمانها من العدل والمساواة والتفرقة بين المودعين، وكان من الاجدى ان تصدر بشكل متكامل إن وجدت”.
في المحصلة يختم الخبير الاقتصادي: “ان كل هذه الاجراءات هي مقدمة لكابيتال كونترول لا مفرّ منه رضي الرئيس نبيه بري بري او لم يرضى”!
