كباش التعيينات.. الحكومة تترنحّ وفرنجية على موقفه!

الحكومة اللبنانية

في عزّ جائحة وباء تهدّد لبنان والعالم، وقعت حكومة ما بعد 17 تشرين الأول ضحيّة تنازع الحصص ‏وجشع الأطراف التي شكّلتها،اذ أحدث ملف التعيينات المصرفية انفجارا مدويا في الحكومة اللبنانية التي بدأت تترنّح في ظل اشتداد الخلافات بين القوى السياسية حول تقاسم الحصص، اذ قرر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رفع السقف المواجهة عاليا، اذ سيغيب وزيرا التيار اليوم عن جلسة مجلس الوزراء، اعتراضاً على ‏ما يراه المردة “استئثاراً” من النائب جبران باسيل بالحصة المسيحية في ‏التعيينات المالية المقترحة.

ورغم ما احدثته ثورة “17 تشرين”، يصرّالنائب جبران باسيل على سياسته السابقة في الإمساك بالمواقع ‏الرسمية المسيحية في الدولة ضمن المحاصصة، وإصراره على رفض تمثيل الآخرين ضمن حصة الطائفة ‏الواحدة، وخصوصاً سليمان فرنجية، هذه المرّة بذريعة نزع السلطة المطلقة من يد رياض سلامة. في المقابل، ‏يصرّ رئيس المردة على تمثيله في موقعين اثنين من هذه المواقع السبعة، بعدما اشتكى طويلاً من احتكار باسيل، ‏مهدّداً بالانسحاب من الحكومة.

فرنجية الذي نجح في انتزاع مقعدين وزاريين قبيل تشكيل الحكومة مقابل دعم ‏كتلته لها، لم ينجح أمس في دفع عون وباسيل لإعطائه ما يريد، إذ بقيا حتى ليل أمس مصرّين على الأسماء ‏المطروحة من دون أي تعديل. حتى ان مساعي حزب الله لم تفلح في إقناع عون وباسيل بالقبول بالشراكة، ولا فرنجية في ‏التراجع عن موقفه. ويرى رئيس المردة أن “باسيل لم ولن يتغيّر وهو يريد الاستئثار”، وهو طالب حزب الله بأن ‏‏”يعفيه من مهمّة البقاء في هذه الحكومة، فأنا قدّمت ما لديّ وأعطيت دعم كتلتي لكي تتشكّل حكومة ولا يقع البلد في ‏الفوضى”، فيما ردّ ممثّلو الحزب بأن “الوقت ليس مناسباً لفرط الحكومة والظروف دقيقة”. وبحسب معلومات ‏‏”الأخبار”، أن قرار انسحاب فرنجية من الحكومة سيترجم اليوم بشكل أوّلي بغياب وزيريه عن الجلسة التي من ‏المفترض أن تطرح فيها التعيينات. من جهتها، أكّدت مصادر بارزة في قوى 8 آذار، لـ”الأخبار”، أن “كل ‏الجهود فشلت، للأسف، والمعارك لا معنى لها. وفي ظلّ كورونا وكل ما يحصل تُخاض معركة رئاسة ‏الجمهورية‎”.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» يضع بري وفرنجية بمواجهة دياب وباسيل..لا العهد!

إقتراح بري

 واشارت “نداء الوطن” الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يسعى إلى دفع مجلس ‏الوزراء نحو إرجاء البتّ بالتعيينات اليوم “لمزيد من الشرح حول الأسماء المقترحة من قبل ‏وزير المالية‎”.‎
‎ ‎
هذا المخرج الذي عمل بري على تأمين التوافق عليه أمس، إنما يهدف من خلاله إلى ‏الحؤول من جهة دون الاستفراد برئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية داخل الحكومة، ودون ‏الإمعان في استفزاز رئيس الحكومة السابق سعد الحريري خارجها، حسبما أوضحت مصادر ‏مواكبة للاتصالات التي تكثفت ليلاً على أكثر من خط إزاء ملف التعيينات المالية، مؤكدةً ‏لـ”نداء الوطن” أنّ بري حريص على “عدم كسر فرنجية مسيحياً وعلى عدم إقرار سلة ‏تعيينات تستهدف الحريري والمكوّن السني في التركيبة الوطنية”، كاشفةً في المقابل أنّ ‏‏”التيار الوطني الحر” بمؤازرة من الرئاسة الأولى كان حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية ‏يرفض منح “المردة” مقعدين مسيحيين في التعيينات المالية وحاول عبر خطوط التوسّط ‏والتواصل مع فرنجية “إقناعه بالقبول بعضو واحد في المصرف المركزي مقابل وعود ‏بالتعويض عليه في تعيينات أخرى يجري التحضير لها في المستقبل القريب‎”.‎
‎ ‎وإذ بدا من أجوبة “المردة” على هذا الطرح أن فرنجية مصمم على مطلبه بنيل عضوين من ‏الحصة المسيحية في سلة التعيينات المالية المزمع إقرارها، كشفت المصادر أنّ الأمور ‏تسارعت لتدارك الأسوأ حكومياً لا سيما في ضوء تهديد رئيس “المردة” بمقاطعة وزيريه ‏جلسة بعبدا اليوم ما لم تتم الاستجابة إلى مطلبه أسوةً برضوخ دياب لمطالب “التيار ‏الوطني”، لافتةً إلى أن هذا التهديد قد يدفع باتجاه تأجيل البت بالتعيينات حتى الأسبوع ‏المقبل‎.‎

‎التصويت على التعيينات! 

ورغم التشنج الظاهر في الأجواء الحكومية، غير أنّ مصادر قصر بعبدا أبدت إصرار رئيس ‏الجمهورية على إقرار التعيينات اليوم، معربةً لـ”نداء الوطن” عن تفاؤلها بأن “تسير الأمور ‏بإيجابية”، وهو ما أكدت عليه مصادر رئيس الحكومة بالقول لـ”نداء الوطن”: “التعيينات ‏ستطرح على طاولة الجلسة (اليوم) وستبتّ إذا لم يكن بالتوافق فلتطرح على التصويت ‏وقد تمرّ بالأكثرية وقد تسقط إذا صوّت ضدها 7 وزراء”، مشيرةً إلى أنّ “تعديلات حصلت ‏على الأسماء فتم شطب بعضها وإدخال أخرى”، ومشددةً في الوقت عينه على أنّ دياب ‏‏”لم يُجر أي اتصال بأي من الاطراف السياسية لإقناعه بالسير في التعيينات بدليل عدم ‏الاتفاق الحاصل على كل المناصب‎”.‎

‎انتخابات نيابية مُبكرة! 

أما على مقلب قوى المعارضة السنيّة التي يتزعمها الحريري بالتكافل والتضامن مع رؤساء ‏الحكومات السابقين، فأكدت مصادر مواكبة لـ”نداء الوطن” أنّ ما تردد عن التهديد باستقالة ‏كتلة “المستقبل” النيابية رداً على السياسات الكيدية التي تنتهجها الحكومة “لم يكن من باب ‏المناورة إنما هو أمر مطروح على بساط البحث وقد يتطور بحسب المستجدات إلى مطالبة ‏الحريري بإجراء انتخابات نيابية مبكرة إذا ما تم تجاوز تمثيل المكون السنّي ومحاولة تهميشه ‏في المعادلة الوطنية‎”.‎

السابق
خبير مصرفي يكشف.. 6 مصارف لا تتمتّع بوضع مالي سليم!
التالي
بعد إصابتها بـ«كورونا».. وفاة سفيرة الفلبين لدى لبنان!