هل يُجنب: «حزب الله» لبنان النموذج «الكوروني» الإيطالي؟!

كورونا
زادت مخاوف الخبراء الصحيين والأطباء المتخصصين والجهات الرسمية في لبنان من سرعة انتشار وباء ڤايروس كورونا المستجد.

 بعد الارتفاع الملحوظ في عدد الإصابات بفيروس كورونا في لبنان، وبشكل فاق معدلات ما كان عليه من وتيرة في الشهر الماضي بنسبة كبيرة، اضطر رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور حسان الدياب للدعوة إلى تحرك الجيش والقوى الأمنية لمنع مظاهر الحياة الطبيعية والتجمعات في المدن والمناطق اللبنانية بالقوة، إلى جانب التشدد على المنافذ الحدودية البرية والجوية والبحرية الذي كانت قد حُسمت خطته الأسبوع الماضي..

يأتي ذلك في ظل انضباط ملحوظ في مناطق نفوذ الثنائي الشيعي ضاحيةً وجنوباً وبقاعاً، في خطة يحاول حزب الله من طرفه تكفير خطيئة تهاون ممثليه في السلطة الحالية والتي ارتكبت منذ الأيام الأولى لانتشار الوباء في العالم، حيث لم يتشدد ممثلوه في السلطة في محاصرة الوباء عبر حجر جميع الوافدين من خارج البلاد منذ أيام ظهوره على الخريطة العالمية، اكراما للأم الحنون إيران!

اقرأ أيضاً: فيروس “متحوّل” وتحوّلات إنسانية بلا حدود

ولعل النموذج الفلسطيني في غزَّة اليوم يمكن اعتباره نموذجاً واعداً، فقد أُلزِم 2000 وافدٍ بالحجر المنزلي من قبل السلطة الفلسطينية للحؤول دون انتشار الوباء في غزَّة الفلسطينية وليبقى الوباء فيها في مرحلة الاحتواء، وهذا ما لم يفعله ممثلو حزب الله في السلطة اللبنانية الحالية منذ اللحظة الأولى!

ولعل النموذج الفلسطيني في غزَّة اليوم يمكن اعتباره نموذجاً واعداً، فقد أُلزِم 2000 وافدٍ بالحجر المنزلي من قبل السلطة الفلسطينية للحؤول دون انتشار الوباء، وليبقى الوباء فيها في مرحلة الاحتواء

“حزب الله” يجتهد متأخراً

ولكن بعد وقوع الواقعة، بدأ حزب الله بقوة ومواكبه تحرك خجول لحركة أمل، بدأ باستنفار كل طاقاته وفعالياته البلدية والصحية والكشفية في مختلف المناطق لمحاصرة سرعة انتشار الوباء في القرى والبلدات الخاضعة لنفوذه، وقد أفلح حتى الآن في الحد من تنقل المواطنين من وإلى العديد من القرى والبلدات عبر نشر الحواجز والمراقبين الصحيين على أبوابها ، وذلك في ورشة عمل متكاملة..

ويبقى موضوع آلية المعونات الاجتماعية الخطوة التالية التي ستجعل حزب الله على محك اختبار جديد لعدالته الاجتماعية لجهة امتحانه مرة جديدة في امتحان سوء توزيع الثروة الذي ما كان وما زال حزب الله يعاني منه في الخدمات الاجتماعية والصحية التي كان وما زال يقدمها لأبناء بيئته الشيعية منذ تأسيسها قبل أربعة عقود من الزمن!

الهرب من النموذج الايطالي

والامتحان الأكبر هو للدولة اللبنانية بمختلف أجهزتها وللأحزاب اللبنانية بمختلف مسمَّياتها، وهو أن يبادر الجميع لاتخاذ التدابير اللازمة مما يحول دون تحول النموذج اللبناني إلى نموذج إيطالي جديد، خصوصا بعد تصريح رئيس الوزراء البريطاني أمس، والذي أظهر مخاوفه من إمكان تحول بريطانيا إلى النموذج الإيطالي التالي في غضون ثلاثة أسابيع إذا ما استمرت متابعة الأزمة بنفس الوتيرة المتبعة اليوم في المملكة المتحدة!

“حزب الله” ومحاصرة خصومه

وكي لا يتحول لبنان الى نموذج ايطالي فاشل في مكافحة فيروس كورونا ويتوحد اللبنانيون باكراً بمجابهة هذا المرض الفتاك، هل سيقفز حزب الله فوق الخلافات القديمة مع من أسماهم أمينه العام بالأمس خصوماً لا أعداءً لينفتح الحزب بعد اليوم على كل شرائح المجتمع الشيعي خصوصاً بمن فيهم من يخالفونه الرؤية السياسية والفكرية والذين تنقصهم الإمكانات المادية لتأمين الغذاء والدواء لمواجهة تداعيات الحجر المنزلي والصحي وحالة الطوارئ في بيوتهم في لبنان تماماً كما هو حزب الله والإيرانيون في مطالبتهم لأمريكا بتخفيف عقوباتها لكي تتمكن إيران وحلفاؤها من مواجهة انتشار الڤايروس؟

هل سيبادر حزب الله بالعفو عن خصومه في لبنان ليصمدوا في مواجهة الوباء اليوم وهم الذين كانوا وما زالوا يعانون الحصار الاجتماعي والاقتصادي والإعلامي والسياسي من الحزب وأجهزته الأمنية التي كانت وما تزال تلاحقهم منذ عقود لتدمر مستقبلهم وحياتهم الاجتماعية

اقرأ أيضاً: عندما يتحول «الاختباء» إلى واجب إنساني!

 فهل سيبادر حزب الله بالعفو عن خصومه في لبنان ليصمدوا في مواجهة الوباء اليوم وهم الذين كانوا وما زالوا يعانون الحصار الاجتماعي والاقتصادي والإعلامي والسياسي من الحزب وأجهزته الأمنية التي كانت وما تزال تلاحقهم منذ عقود لتدمر مستقبلهم وحياتهم الاجتماعية! فهل سيبادر الحزب والإيرانيون ليفعلوا مع هؤلاء ما يطلبونه من أمريكا اليوم؟

ولنتمكن بذلك في لبنان من الحد من سرعة انتشار الوباء حتى لا يصبح لبنان نموذجاً إيطالياً جديداً؟

السابق
إقفال الطريق عند مجمع سيّد الشهداء.. «كورونا» في المنطقة!؟
التالي
في عهد «الكورونا».. الحكومة تطلب من اللبنانيين «التكافل إجتماعياً»!