سوريا.. من لم يمت بالنظام مات بالكورونا!

كورونا في سوريا

لغاية صباح الأحد 22/3/2020؛ لم تعترف وزارة صحة النظام السوري بأية إصابة كورونا في البلاد، رغم أن الدول العالم جميعها،بمن فيها التي تدعم النظام، كانت قد حظرت دخول السوريين إلى أراضيها، حتى فترة ما قبل إقفال المطارات.

اقرأ أيضاً: أهل إدلب إلى العالم: نحن نعاني «الحجِر» منذ تسع سنوات!

الخيانة العظمى

وبما أن إشهار أصحاب العلاقة، لحدوث أية إصابة؛ يعادل الخيانة العظمى في بلادهم؛ فان تقارير تقصي الحقائق؛ تؤكد وجود آلاف الحالات في مناطق مختلفة من سوريا، فيما مراكز الحجر الصحي “السرية” أقرب إلى مراكز حجر الدواب منها إلى البشر!

وفقا لوزير الصحة نزار يازجي؛ فإن السبب في هذه الحالة المبهرة؛ يرجع إلى أسباب عسكرية وليس طبية، “لأن الجيش السوري طهّر البلاد من الجراثيم كلها – يقصد المعارضين -” (13/3/2020).

بدوره؛ يروّج الإعلام الرسمي على لسان “المختصين” من وزارة الصحة؛ أن “منظمة الصحة العالمية؛ أقرت بأن الإجراءات السورية فعالة، وأن دول العالم طلبت الخبرة السورية في التعاطي مع الوباء، وأن سوريا صارت مرجعية في هذا المجال” (التلفزيون الرسمي 21/3/2020)، فيما الحقيقة أن بيان منظمة الصحة العالمية؛ أشار إلى وجود دول؛ تخفي حالات الإصابة (يقصد سوريا)، وذلك قبل أن يصرح مصدر مسؤول في منظمة الصحة العالمية أن “انفجارا في أعداد المصابين سيحدث في سوريا واليمن عاجلا أم أجلا” (20/3/2020).

بيان منظمة الصحة العالمية؛ أشار إلى وجود دول؛ تخفي حالات الإصابة (يقصد سوريا)

التهريج

وبما أن حالة الإنكار الرسمي هي أقرب إلى التهريج منها إلى الجدية؛ فتوقعوا تقديم الدول المتقدمة؛ بمن فيها الولايات المتحدة وأوروبا؛ تقديم طلبات عاجلة للحكومة السورية؛ لفتح مطار دمشق إمام الهاربين من الكورونا في بلادهم!

من يقتل الشعب بالسلاح الكيماوي لن يكون مهتماً إن أصاب الشعب الوباء الجرثومي.. 

في البلد التي أحرقها؛ لم يترك جهازا قادرا على كشف الكورونا، وبدلا من الندم راح يروج أن سوريا خالية من الكورونا .. علما أن سوريا البلد الوحيد الذي ثبتت في الكورونا بالعين المجردة ماثلة في شخص بشار الاسد. مع عجز الدولة عن تحقيق العدالة، وبالنظر لاكتظاظ السجون في لبنان، وأخذا بعين الاعتبار لضرورة ختم جروح أحداث أمنية ومراحل تاريخية مختلفة؛ فإن إصدار قانون عفو عام أصبح ضرورة قضائية، صحية، اجتماعية؛ إلى حد اعتبار مبررات التأخير تعادل مسوغات القتل الفردي والانتشار الجماعي للكورونا.

اقرأ أيضاً: فيروس “متحوّل” وتحوّلات إنسانية بلا حدود

النظام في سوريا استبق “الانفجار”، وأصدر عفوا عن “الجرائم المرتكبة قبل 22/3/2020 “، والنظام في إيران أطلق من سجونه 85 ألف محكوم وموقوف؛  فلا يعقل أن يكون لبنان أكثر تشددا، وأكثر استخفافا بالجائحة؛ من الدول التي توصف بالقمع وسوء العدالة أساسا!

السابق
الحياة في زمن كورونا
التالي
الكورونا تعيد أزمة المهرجانات في مصر إلى الواجهة!!