اغتيال الحايك بعد إطلاق الفاخوري.. «ثأر» سياسي عكس «التيار»!

عامر فاخوري
لم يمض يومان على الافراج القضائي الملتبس عن العميل عامر الفاخوري ولجوئه الى السفارة الاميركية ومغادرته لبنان عبر طوافة عسكرية نقلته من السفارة، حتى جاء الردّ سريعاً صباح أمس الاحد، عبر تصفية مساعده السابق في معتقل الخيام أنطوان الحايك، الذي عُثر عليه جثة هامدة، مصاباً بأكثر من عشر طلقات ناريّة من مسدس كاتم للصوت داخل محلّ السمانة الذي يملكه في منطقة الميّة وميّة في صيدا.

النقمة التي عمت صفوف اللبنانيين بعد افراج المحكمة العسكرية عن العميل عامر الفاخوري وخصوصا في الشارع الشيعي، لم ينجح خطاب السيد حسن نصرالله الاخير في إزالتها، حتى ان كثير من هؤلاء الانصار زاد حنقهم بسبب تحميل رئيس المحكمة العسكرية العميد حسين عبد الله المسؤولية واجباره على تقديم استقالته، في حين ان ما جرى يجب ان يتحمله المسؤولون السياسيون المحسوبون على حزب الله تحديدا بسبب الرضوخ للضغوطات الاميركية، إذ أن الحكومة الحالية (حكومة اللون الواحد)،  مؤلفة من حزب الله وحلفائه فقط لا غير.

اقرأ أيضاً: قضية العميل الفاخوري تضرب عمق «أيديولوجية» حزب الله!

خطاب أربك الحلفاء

فقد اضطر نصرالله  من اجل الدفاع عن وزراء حزبه والأجهزة الامنية والقضائية التي تأتمر بضباط وقضاة شيعة محسوبين على حزب الله، ان يفتح فيه النار على الحلفاء، فاتهمهم ضمناً بالخضوع للضغوط الأميركية، وتقديم مصلحة واشنطن على مصلحة المقاومة وتضحياتها وعلى مشاعر المعتقلين وعذاباتهم.

ان المتابعين للاحداث الاخيرة يضعون اغتيال الحايك في الخانة السياسية ايضا، بغض النظر عن الجهة المنفذة، لان من شأن هذا “الاغتيال السهل” القليل الكلفة، المساعدة على تنفيس الغضب والإحباط الذي تعدى جمهور الممانعة ليطال انصار حزب الله وكوادره

 هذا الخطاب اربك الحلفاء ونال لأول مرة من  “الأصدقاء”، في إشارة واضحة إلى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وإن من دون تسميته، فقال “إننا لا نقبل من حليف أو صديق أن يتهم أو يخوّن أو يهين أو يشتم، ومن لا يحترم هذا الأمر فليخرج من تحالفنا”.

و بعد ساعات أصدرت اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر، اعتبرت فيه أن “بعض المدافعين عن المقاومة يسيؤون إليها أكثر من أخصامها”، وذلك في إطار الرد على الكلام عن أن لباسيل، بصفته وزيرا سابقا للخارجية، دورا في إطلاق سراح الفاخوري.

توقيت اغتيال انطوان الحايك

اغتيال العميل السابق انطوان حايك اليوم الذي تمت محاكمته عام 2001 وحكمته المحكمة العسكرية بالحبس والاشغال الشاقة عشر سنوات، ليخرج بعد عام ونصف من السجن اثر تمييز الحكم في العام 2003، طرح الكثير من علامات الاستفهام حول توقيت هذا  الاغتيال، وما إذا كان مدخلاً لمرحلة جديدة من الانتقام واعادة تصفية الحسابات مع عملاء إسرائيل، مع ما حكي حينها عن تسييس الاحكام وتخفيفها لصالح الجهات والاحزاب المسيحية المنضوية في حلف مع الوصاية السورية، كما لا يمكن الفصل بين تصفية الحايك وبين حكم الافراج عن الفاخوري الذي أصدرته المحكمة.

اضطر نصرالله  من اجل الدفاع عن وزراء حزبه والأجهزة الامنية والقضائية التي تأتمر بضباط وقضاة شيعة محسوبين على حزب الله، ان يفتح فيه النار على الحلفاء، فاتهمهم ضمناً بالخضوع للضغوط الأميركية

ولأن الوصاية السورية على لبنان انتهت وحلّ حزب الله مكانها، وهو سلّف حليفه المسيحي “التيار الوطني الحر” وزعيمه الرئيس ميشال عون الكثير، سياسيا وقضائيا من دون إغفال قضية العميل العميد السابق في الجيش اللبناني فايز كرم الذي كان قياديا في التيار الوطني الحرّ، وثبتت تهمة العمالة الاسرائيلية ضده، فحوكم وتم سجنه عامين فقط، ليطلق سراحه عام 2012 رغم المعارضة الشعبية الواسعة لهذا الحكم حينها، بحجة ان العميد كرم لم يتسبب بقتل احد بشكل مباشر، وكذلك من اجل تعزيز ثقة الجمهور المسيحي  بزعامة عون وتياره السياسي.

اقرأ أيضاً: مقتل انطوان الحايك..هل بدأت تصفية عملاء لحد السابقين المرتبطين بالفاخوري؟

لذلك فان المتابعين للاحداث الاخيرة يضعون اغتيال الحايك في الخانة السياسية ايضا، بغض النظر عن الجهة المنفذة، لان من شأن هذا “الاغتيال السهل” القليل الكلفة، المساعدة على تنفيس الغضب والإحباط الذي تعدى جمهور الممانعة ليطال انصار حزب الله وكوادره، الذين اتهموا وزير الخارجية السابق رئيس التيار الحرّ جبران باسيل بالمساهمة باعادة الفاخوري وجلب العار الى لبنان، بسبب التهاون السابق لحزب الله في الاقتصاص من العملاء السابقين ومحاباة باسيل في هذا الملف في الاعوام السابقة.  

السابق
تسجيل أعلى زيادة يومية في الوفيات جراء «كورونا» في الإكوادور!
التالي
الدولار يواصل ارتفاعه.. اليكم كم بلغ سعر الصرف اليوم!