نصرالله..خطاب التحولات الأخطر منذ عقد.. «تبرير وترهيب» الحلفاء قبل الخصوم!

حسن نصرالله
الخطاب الاخير للسيد حسن نصرالله والذي بدا فيه ضعيف الحجة والاقناع حفل بتوجهات خطيرة تجاه الحلفاء والخصوم لينبىء بمرحلة جديدة لم تتضح معالمها بعد.

لم يعهد لامين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله ان، يظهر منكسراً في خطاب متلفز، كالذي ظهر به منذ يومين وانه بعيد كل هذه المسافة عن جمهوره الذي ذهل عندما سمع بإطلاق سراح  العميل عامر الياس الفاخوري، عندما قال ان ” بعد هالشيبة، من نكد الدهر ان يأتي يوم أضطر فيه للدفاع عن موقف المقاومة من عميل قتل وعذب أهلنا وإخوتنا”. وهذا يعني حجم الضيق والغضب والاحراج الذي يعاني منه “حزب الله” جراء تهريبة الفاخوري تحت انظار قيادتي “حزب الله” و”حركة امل” واتهام جمهوري الحزبين، قيادتهما بالتستر على هذا الامر، وشعور جمهور الحزب انه يشتري وييبع في شهدائهم واسراهم.

ووفق اوساط متابعة، فان خطاب نصرالله هذا، من اخطر الخطابات التي اطلقها نصرالله منذ 5 ايار 2008، اي تاريخ اعلان الحرب على الحكومة و14 آذار بفعل قراراتها بخصوص شبكة الحزب الارضية.

نصرالله في خطابه كان ضعيفاً نفسياً وغاضباً لانه يعتبر نفسه والمقاومة قد مستا بالاتهامات كما بدا ضعيفاً في الحجة والاقناع ولكي يغطي هذا الضعف ذهب الى الجانب الاخطر من الخطاب وهو فرز الحلفاء

وبعد وصفه 7 ايار لاحقاً باليوم المجيد وما تركه هذا الحدث (اي 7 ايار) والوصف اي “يوم مجيد”، من شرخ داخلي ردود سلبية محلية وعربية، لم يرتفع بعدها “اصبع نصرالله”، مهدداً الا فيما ندر ومن باب الحماسة الخطابية وتحفيز الجماهير لا اكثر.

فرز الحلفاء

اما الخطاب الاخير فقد كان نصرالله ضعيفاً نفسياً، وغاضباً لانه يعتبر نفسه والمقاومة قد مستا بالاتهامات، كما بدا ضعيفاً في الحجة والاقناع، ولم يستطع اقناع لا الحليف ولا الخصم، انه لم يغط او يشارك او يعلم بصفقة الفاخوري. ولكي يغطي هذا الضعف ذهب الى الجانب الاخطر من الخطاب، الا وهو فرز الحلفاء.

فبعد ان كان يفرز الخصوم ويرهبهم يهددهم، نبه نصرالله الحلفاء من الصف الثاني والثالث كجميل السيد ووئام وهاب والشيخ ماهر حمود وبعض اعلاميي “الممانعة”. ويأتي تنبيه نصرالله بقطع هذه الصداقة والاخوة اي سياسياً ومالياً رغم ان الجانب المالي محدود اليوم عند الحزب وكل الموازنات للحلفاء تقلصت بنسبة 70 في المئة وباتوا اليوم عبئاً سياسياً ومالياً عليه.

إقرأ أيضاً: يوم أخرج نصرالله «إبليس» من «جنّة».. «حزب الله»!

ولكن ليس هذا سبب غضب نصرالله الوحيد بل لانهم “عملو اساتذة” على المقاومة، حيث لم يعتد نصرالله و”حزب الله” ان يتلقيا ارشادات او تعليمات من احد بل هما من يعطيان الاوامر للجميع.

البصم او الطرد

رسالة نصرالله الى الحلفاء منذ اليوم وصاعداً وفق المصادر، ان ممنوع بعد اليوم الا “البصم” ببصمة الاصبع وحتى رفعه ممنوع اعتراضاَ، والا فالبطاقة الحمراء جاهزة مالياً وسياسياً، وربما تركيب ملفات لاحقاً كما كان يجري من يدري؟

اما للخصوم وخصوصاً ممن يدعون السيادة والاستقلال، فكان نصرالله حاداً معهم بالقول من اليوم وصاعداً لن نسكت لكم وللاميركيين. واوحى لمن سمعه، ان الرد على الاميركيين سيكون من خلال حلفائهم في لبنان وهذا تهديد مبطن ولا يقل خطورة عن تهديد الحلفاء ايضاً!

اما بالنسبة للحكومة والقضاء فقد كان نصرالله وفق المصادر صريحاً، فلا وجود للحكومة وذكرها في ادبياته ولم يعترف بها، عندما أكد ان المفاوضات من الحليف الآخر اي جبران باسيل لم تحرجه او تكبله، كما كان لافتاً عدم تحميله الحكومة هذه المسوؤلية، ولم يأت على ذكر الرئيس عون ولا باسيل لا من قريب ولا من بعيد.

سبب غضب نصرالله الوحيد لان حلفاءه المقصودين “عملو اساتذة” على المقاومة حيث لم يعتد نصرالله و”حزب الله” ان يتلقيا ارشادات او تعليمات من احد بل هما من يعطيان الاوامر للجميع

وفي مفارقة لافتة أكد نصرالله ايضاً ان الدولة ليست دولته والحكومة والرؤساء والقضاء كلهم خارج سيطرته وكل كلام معاكس هو اتهام.

في المحصلة وفق المصادر، بدا نصرالله في خطابه التبريري الضعيف والتهديدي والتخويني للحلفاء والخصوم اشبه ببدء مرحلة جديدة هو اعلنها: للجمهور وبيئته اولاً ان عليهم الطاعة العمياء فقط، ولمن يريد صداقته ان يخضع بالكامل و لا “نفس” وللمعارضين ان “إنضبوا” لانكم حلفاء الاميركيين و “جايي دوركن”.

السابق
فلسطينية تتبرع للبنان بمبلغ.. مليون دولار!
التالي
بعد مقتل أنطوان الحايك.. جعجع غاضب: طعنة بالصميم!