«حزب الله» يحشد في مواجهة «كورونا».. والسيف يسبق «العزل» في الضاحية!

المشرفية
اهالي الضاحية الجنوبية في العزل المنزلي والالتزام تام بتعليمات التعبئة العامة بسبب انتشار فيروس كورونا، ومن ضاق صدره من سكانها الميسوري الحال فرّ باتجاه منزل العائلة الصيفي في الجنوب او البقاع ليجد اجراءات أشدّ صرامة بانتظاره، فالبلديات تقوم بجردة احصاءات وكل داخل اليها مرصود، التجمعات ممنوعة، والمرافق العامة والخاصة مقفلة بأمر من البلديات التي يشرف عليها مسؤولو حزب الله وانصار حركة أمل.

لا تكف مجموعات الواتس أب والفايسبوك التابعة لأنصار حزب الله من عن بث تعليمات وإرشادات الوقاية من فيروس كورونا على مشتركيها من اهالي الضاحية، مشفوعة بأدعية على نية السلامة من هذا المرض الغادر الفتاك، الذي اصاب حتى الان 177 موطنا لبنانيا توفي منهم 4 أفراد، وهي حصيلة مقبولة تظهر جهوزية عالية وبفترة قياسية للكوادر الصحية على مستوى الوطن، على الرغم من الانتقادات التي وجهت لوزارة الصحة بالتقصير في البداية بسبب التهاون الذي حصل بموضوع طائرات الركاب القادمة من ايران، والتي حملت بواكير الاصابات بالفيروس المشؤوم.

مراكز “الهيئة الصحية الاسلامية” وعياداتها شبه المجانية تضاعف نشاطها وتجد على مداخلها كمامات وجيل مطهّرمخصص لتطهير اليدين

اقرأ أيضاً: عندما يتحول «الاختباء» إلى واجب إنساني!

الشوارع في الضاحية شبه فارغة، تخلو من المارة تقريبا، ولا يعبرها الا عدد محدود من السيارات، فاغلاق المدارس الرسمية والخاصة واقفال المؤسسات العامة والخاصة وكذلك المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية، الذي فرضته الدولة طبقا لقرار “التعبئة العامة” جعل الحاجة للتنقّل والتجوّل مقتصرة على ابتياع الضرورات الغذائية او لأسباب صحيّة.

دوريات بلدية

الشرطة البلدية في بلديات الغبيري وحارة حريك في حركة دائمة، عناصرها وسياراتها تغطي جميع المفارق والشوارع، لضبط المخالفين لقرار التعبئة العامة واغلاق المحلات لعندم انتشار فيروس كورونا، المحظوظون هم اصحاب الأفران والسوبرماركت والصيادلة الذين بقيت محلاتهم مفتوحة، في حين اقفلت الشرطة البلدية ما عداها من الذين حاولوا فتح محلاتهم ومكاتبهم، وشمل هذا الاقفال مبان كاملة تحتوي على عيادات ومكاتب تجارية ومحاسبة وغيرها، كما شمل الاقفال سوق الغبيري الشهير لقطع السيارات وكذلك عشرات محلات تصليح السيارات في السوق، ما تسبب في ارباك لدى المواطنين من اصحاب المركبات المعطلة او التي تحتاج الى صيانة وتبديل مكابح وغير ذلك من اعطال.

الشرطة البلدية في بلديات الغبيري وحارة حريك في حركة دائمة، عناصرها وسياراتها تغطي جميع المفارق والشوارع، لضبط المخالفين لقرار التعبئة العامة واغلاق المحلات لعندم انتشار فيروس كورونا

تكافل اجتماعي

يحرص حزب الله على اظهار نفسه بصورة الحريص على جمهوره وأمنه الصحي والاجتماعي بالدرجة الاولى، وهو ينجح بذلك بشكل مطرد، بفضل ماكينته التنظيمية المكوّنة من آلاف العناصر التي اكتسبت خبرة عالية في العمل الاجتماعي على مدى السنوات والعقود المنصرمة، وطبقا لذلك فقد وزع الحزب عناصره المزودين بسجلات احصائية، لمساعدة البلديات التي ينقصها دعم بشري ولوجستي من اجل جمع التبرعات العينية والنقدية وتوضيب حصص غذائية للمحتاجين من العائلات الفقيرة التي فقد افرادها اعمالهم نتيجة للعزل المنزلي، وغني عن القول ان مراكز “الهيئة الصحية الاسلامية” وعياداتها شبه المجانية تضاعف نشاطها وتجد على مداخلها كمامات وجيل مطهّرمخصص لتطهير اليدين يضعه كل من يدخل الى  تلك المراكز للطبابة او للفحص في مختبراتها.

اقرأ أيضاً: إلى تجار الدين: إرحمونا في زمن الكورونا!

ويؤكد احد المسؤولين الاجتماعيين في حزب الله في مجالسه الخاصة ان الحزب امام تحدّ كبير خصوصا بعد اتهام بيئته انها نقلت فيروس كورونا من ايران الى لبنان، لذلك فان الضاحية ستكون اول بقعة خالية الـ”كورونا” في لبنان، لان اهل الضاحية يلتزمون بتعليمات العزل المنزلي اكثر من اية منطقة في لبنان، وذلك بفضل الثقافة الصحية التي يشيعها الحزب خصوصا بعد ان ظهر شخصيا امين عام الحزب السيد حسن نصرالله قبل اسبوع واكد ان الالتزام بالتعليمات الطبية لمكافحة فيروس كورونا هو “واجب شرعي”.

السابق
الكورونا يهزم «كان» السينمائي.. وفرنسا تفتح أبواب المهرجان للمشردين!
التالي
أغذية وطرق تعلم تساعدك على تجنب طول أزمة الكورونا!