عندما تتنبه الشيعة..!

يأتي اتهام وكلام البعض لانهم غير قادرين ان يحافظوا على المرونة الدماغية-الذهنية مع تقدمهم في العمر، مما يجعلهم يستسهلون بمتعة اعادة ما اختزنته ذاكرتهم في عملية اجترار ذهنية على ان يثبّتوا في ذاكرتهم كل ما هو جديد، لأن ذلك يتطلب جهدا ذهنيا متعبا واحيانا عقلانية مؤلمة.

هؤلاء لا يحبون قراءة كلام مخالف لتطلعاتهم ويخالف ما في ذاكرتهم من معلومات متراكمة، هؤلاء مبرمجون ذهنيا من حيث لا يدرون وهم تحت تأثير إيحاءات فكرية من ماضي ذاكرتهم السحيق، الأسهل لهؤلاء اتهام الآخرين بالخيانة وبالعمالة وبالقلم المأجور ان شعروا ان من هو أمامهم قد خرج عن خط مسيرة أفكاره او عن خط مسير القطيع، فكيف ان كانت الذاكرة مشبعة بأفكار الهية مقدسة ومشبعة بأفكار وطنية شبه مقدسة و بتعاليم خاصة لهم، تتحرك وفق الأهواء والمصالح الذاتية الضيقة لاعتبارات مهنية او لاعتبارات عاطفية او لاعتبارات مادية.

هؤلاء أخطر عباد الله لانهم يشرّعون بسهولة قتل الآخر المتمرّد او نفيه او عزله او التشكيك به لأنه خارج وفق رأيهم عن الخط العام للقطيع…

اقرأ أيضاً: خيبة الممانعين.. إيران و«حزب الله» يتنازلان لأميركا بالمجان!

أهل القطيع

جرأة وصراحة أحدهم تفضح جبن وخساسة أهل القطيع ما يجعلهم يسارعون لعقابه.
نحن في قطيع من حيث لا ندري، واحيانا من حيث ندري وندرك، ونحن مسرورون بقطيعنا لأن السيّر وسط القطيع يشعرنا بالأمان ويبعدنا عن المجازفة والمغامرة أي يبعدنا عن احتمالات الخسارة ويريحنا من احتمالاً التضحية المجانية… تؤلم المنحرفين الخبيثين استقامة غيرهم لان استقامة غيرهم تذكرهم بجرائمهم.

نحن في قطيع من حيث لا ندري واحيانا من حيث ندري وندرك ونحن مسرورون بقطيعنا لأن السير وسط القطيع يشعرنا بالأمان

أفكار أخلاقية

نبدأ حياتنا ونحن نسعى لتوحيد الدنيا والبشرية اجمع على أفكار أخلاقية سمحاء واممية نستلطف فيها كل الناس، ثم يخف حماسنا لننتبّه أننا قوميون امام الآخرين الغرباء المختلفين عنا باللغة واللون والتقاليد ،ثم ننتبه اننا مسلمون امام مسيحيين وبوذيين وهندوس ويهود، ثم نننبه اننا شيعة امام اهل السنّة والجماعة ،ثم ننتبه اننا شيعة تقدميون وشيعة رجعيون وشيعة متزمتون وشيعة منفتحون، ثم ننتبه اننا شيعة بقاع وشيعة جبيل وشيعة ضاحية وبيروت وشيعة جنوب، ونتخلف أكثر ونتراجع اكثر مع العمر لننتبه اننا من عائلة سياد ومن عائلة عوام، ثم ننتبه اننا شيعة فقراء وشيعة من البرجوازية الحديثة النعمة، وشيعة من الاثرياء القدامى وشيعة أحزاب الطائفة، ثم ننتبه أن أفضل شيء نعمله أن نعيش في بيتنا مع عائلتنا الصغيرة بعد بناء سور عال حول أرضناً بعيداً عن جارنا، ثم ننتبه ان أولادنا كبروا ونسونا وصرنا لوحدنا، ثم ننتبه اننا لوحدنا مع صحة معتلة ومال محدود وهمّة ثقيلة وان لا احد لأحد وأن الاغلبية منافقون انانيون بارعون في الكذب والرياء ونموت لوحدنا لنعود لوحدنا…

اقرأ أيضاً: الفاخوري قنبلة «العهد السامة»..«حزب الله» يتنصل: لم أكن أعلم!

لا يهم ان اتهموك بالاختلاف وبالعدوان، سامحهم انهم يكررون انفسهم وانهم قتلة انفسهم في عالم ما عاد فيه صح وقانون. وحدهم الأخلاقيون الانسانيون يحافظون على جوهرهم الألماسي ولا يتطورون نحو الخلف.

الحقيقة الوحيدة التي أؤمن فيها هي ان لا وجود للحقيقة في هذا الكون، وان كل شيء قابل للنقاش وللمساءلة. ان لم تصدق ما كتبناه إسأل جارك، اين اخطأت قيادة تنظيمه ولسوف يدهشك بانفعاله المرضي.

السابق
هلع من تسلّل «كورونا» إلى السجون.. نزلاء في رومية يعلنون الاضراب عن الطعام حتى تحقيق العفو العام!
التالي
ما هو جهاز «ECMO» الذي يمكنه إنقاذ غالبية مرضى فيروس كورونا!