خيبة الممانعين.. إيران و«حزب الله» يتنازلان لأميركا بالمجان!

اميركا
لا يفهم جمهور المانعة في لبنان والعراق وسوريا لماذا يقدم قادتهم التنازلات في عزّ الانتصارات، وما الذي يلزمهم على وقف اطلاق النار في سوريا والموافقة على ترشيح رئيس وزراء غير موال لهم في العراق، والتراجع في لبنان امام الضغوطات الدولية.

في العراق زار الامين العام لمجلس الامن القومي الجنرال علي شمخاني بغداد الاسبوع الماضي، فتوقعت فصائل الحشد الشعبي والدعوة وبدر وعصائب اهل الحق وغيرهم، ان في تلك الزيارة معنى واضح وهو ان الأمر في العراق سيكون لهم خصوصا وانهم حلفاء ايران المخلصين، والعراق يحتاج لرئيس حكومة يملأ الفراغ السياسي الذي يعاني منه منذ شهور.

اقرأ أيضاً: العراق… تداعيات البيت الشيعي

صك الغفران

غير ان ما بادر اليه شمخاني من مسارعة زيارة رموز المعارضة والسماح بترشحهم لمنصب رئاسة الوزراء استفز الفصائل الموالية لايران حتى انهم ارسلوا رسالة لقادتهم يسألونهم عن سبب هذا التخلي الايراني مما جاء في الرسالة التي حصل عليها موقع جنوبية:

“المجاهدون استغربوا هذا التصرف من شمخاني بان يلتقي رئيس الاستخبارات مصطفى الكاظمي لانه متهم بانه أحد المخططين والمشرفين على مقتل الحاج قاسم سليماني وخصوصاان الكتائب اعلنت قبل وصول الحاج شمخاني انها تمتلك ادلة ومستعدة ان تقدمها الى الجهات الرسمية، فكيف يتلقيه السيد شمخاني ويعطيه صك الغفران، ايضا الفتح باكملها ودولة القانون وعموم المجاهدين والحشد والمقاومة وربما قطاعات واسعة من الشعب العراقي استغربت هذا الموقف من شمخاني سواء كان اللقاء اخياري ام اضطراري لان هذا اللقاء يمنح الكاظمي صك الغفران  والبراءة من دم الشهيدين ويؤكد نزاهته”.

بالنهاية أن تصلب إيران وحلفاءها في العراق وحليفها حزب الله في لبنان إنما يكون وبشكل متشدد ضدّ الشريك في الوطن الذي يتهم دائما بالخيانه والعمالة لاميركا واسرائيل

وغني عن القول ان المقصود من هذه الرسالة هو لوم الجنرال شمخاني الذي حضر الى العراق وقابل رئيس جهاز الاستخبارات مصطفى الكاظمي الذي يتهمه جماعة الحشد بانه عميل اميركي ساعدهم باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ومسؤول الحشد العراقي ابو مهدي المهندس مطلع العام الحالي، وان هذا تخاذل من معسكرهم المفترض انه الاقوى في العراق.

حكومة لون واحد عاجزة في لبنان

اما في لبنان وبعد ان قام حزب الله باستبعاد سعد الحريري وألف مع حلفائه الذين يشكلون اكثرية برلمانية حكومة لون واحد دون شركائهم، واعتقد جمهور 8 اذار الممانع الذي انتصر على غريمه حلف 14 آذار، انه سيعيش هانئا بنصره وسيأخذ البلد كما كا يمنيه باتجاه ايران وسوريا ضدّ أميركا، كما كان يمنيه امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطاباته، فوجىء هذا الجمهور “الوفي” بتراجعات مفاجئة لمعسكره، فزيارة سوريا الأسد لم تتم كما كان متوقعا بسبب الفيتو الاميركي، وكذلك بالنسبة لما اعلنه حزب الله انه لن يسمح لصندوق النقد الدولي بالتدخل لحل الازمة الاقتصادية في لبنان، اذ سرعان ما نفى ذلك نصرالله في خطبته الاخيرة واكد السماح للصندوق ان يموّل لبنان ويساعده اقتصاديا.

اقرأ أيضاً: العراق..إنقسام شيعي حاد لا يُنتج خلفاً لعلاوي!

الضربة القاضية

ثم كانت المواجهة المباشرة مع الاميركيين التي سقط فيها حزب الله وحكومته بالضربة القاضية، وهي قضية الافراج عن العميل عامر الفاخوري، وهو كان مسؤولا في معتقل الخيام تحت امرة الجيش الاسرائيلي الذي كان يحتل الجنوب حتى عام 2000، ومتهم بقتل وتعذيب العديد من المقاومين المعتقلين من اللبنانيين، واعترفت اوساط الحزب علانية ان الحكومة اللبنانية التي سمى هو رئيسها الدكتور حسان دياب ويشرف على عملها، لا تستطيع مقاومة الضغوطات الاميركية.

واللافت بالنهاية أن تصلب إيران وحلفاءها في العراق وحليفها حزب الله في لبنان إنما يكون وبشكل متشدد ضدّ الشريك في الوطن الذي يتهم دائما بالخيانه والعمالة لاميركا واسرائيل، أما التنازلات المباشرة الى الاميركيين والاسرائيليين فهي تنازلات مرحّب فيها وغير مجانية هدفها تمكينهم من الحفاظ على السلطة ولو بالترهيب والقوة ضدّ الخصوم في أوطانهم، ولسان حالهم يقول للاميركيين “نحن نتنازل لكم مقابل ان تدعونا نطيح بخصومنا ونحكم”!

السابق
في ظل النقص الكبير بالمعدات.. الصين تساند لبنان في معركته ضدّ «كورونا»!
التالي
النظام يستشعر خطر «الكورونا».. تأجيل سحب الشبان للخدمة وفوضى في صفوف الميليشيات!