الفاخوري قنبلة «العهد السامة»..«حزب الله» يتنصل: لم أكن أعلم!

عامر فاخوري
الافراج عن جزار الخيام عامر الفاخوري لعنة وسقطة وفضيحة ستبقى تلاحق ما تبقى من ولاية عون ومعه "حزب الله". وفي اخراج سئ للفضيحة تبرأ الجميع بما فيهم حارة حريك من قرار المحكمة العسكرية ويخال للمرء ان العميل المذكور اصدر قراء براءته بيده من على قوس المحكمة!

الإفراج الكامل الاوصاف في ليل دامس امس، وإعلان البراءة لجزار الخيام العميل عامر الياس الفاخوري قاتل الاسرى ومعذب السجناء و”البطل القومي” الاميركي- الاسرائيلي، يشبه ممارسات “العثملي” عندما كان جنود السلطان يفرجون عن المحكومين العرفيين بسبب تمنعهم عن الخدمة العسكرية الالزامية. ومعظمهم مات تحت التعذيب والاشغال الشاقة، مقابل ليرات “عثملية” ذهبية، كما يروي معاصرون لهذه الاحداث. ويقول احد هؤلاء ان ما كان يفعله الجنود العثمانيون كان يتم برضى الضباط الاعلى منهم رتبة، واحياناً كانت تتم خلسة، ولكن في معظم الاحيان، كان سراح الموقوف تعسفياً يطلق، بعد دفع المال. ويدّعي في نهاية الامر، آمر السجن او القلعة انه لم يعرف.

تمثيلية سيئة الاخراج!

هكذا حصل مع الجزار الفاخوري وفي “تمثيلية” سيئة الاخراج وبصورة رديئة وشاشة مهترئة، ففي ليل دامس عابق برائحة دماء الاسرى والضحايا، ضربت المحكمة العسكرية ضربتها الاكبر والاقسى، في وجدان كل فصائل المقاومة الفلسطينية واليسارية والناصرية والشيوعية وصولاً الى “البعثيين” و”القوميين” و”حزب الله” و”حركة امل” وهذه التنظيمات فقدت، وفق مصادر متابعة اكثر من 18 الف عنصر خلال مواجهات مع جيش لحد وجيش العدو الاسرائيلي طيلة 3 عقود ومنذ العام 1973 وحتى 2000.

إقرأ أيضاً: «تحية للبطل».. عامر فاخوري!

وعلى قاعدة “لو كنت اعلم” الشهيرة التي قالها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بعد حرب تموز 2006، صدر بيان قرابة منتصف ليل امس عن “حزب الله” لنفض المسؤولية عنه، والتي وفق المعلومات والتسريبات من “محور المقاومة” وبيئة “حزب الله، ان لولا موافقة نصرالله شخصياً وتغطيته الامر، لما تجرأ كل من الرئيس ميشال عون وجبران باسيل وقائد الجيش وقضاة المحكمة العسكرية على هذه الفعلة.

بيانات التنصل الإنشائي!

وبعد بيان “حزب الله”، خرجت بيانات استنكارات انشائية من “لقاء احزاب” 8 آذار والمكتب السياسي لـ”حركة امل”، وللنائب علي حسن خليل. ونفى النائب جبران باسيل مسؤوليته ومعرفته بالفاخوري، ولاحقاً قد ينفي الفاخوري مسؤوليته ايضاً عن إصداره قرار اطلاق سراحه بنفسه . ووفق المصادر، هذا استغباء للناس وللبنانيين ولجمهور المقاومة وعوائل الاسرى وقتلى التنظيمات بما فيهم “حزب الله”.

وللتذكير أوقفت السلطات اللبنانية الفاخوري، في أيلول الماضي، بعدما عاد القائد السابق لثكنة الخيام في عصابات عملاء العدو الإسرائيلي قبل تحرير الجنوب، والمسؤول العسكري لمعتقل الخيام، من الولايات المتحدة الأميركية برعاية رسمية، وبمواكبة أمنية من استخبارات الجيش، ودبلوماسية من السفارة اللبنانية في واشنطن. وأوقِف بعدما افتُضِح أمر دخوله البلاد. منذ لحظة توقيفه، بدأت الضغوط الأميركية. حاول مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس التهرّب من توقيفه. لكن ضغوط الأمن العام حالت دون ذلك. سريعاً فرّ جرمانوس، وأحال الملف على معاونته القاضية منى حنقير التي ادّعت على العميل الموقوف. لم تثن الضغوط القاضية نجاة أبو شقرا عن إصدار قرار باتهامه.

“تمريضه” او مرض الفاخوري بالسرطان؟

ولاحقاً إكتشف فجأة اصابته بالسرطان ومن وقتها لم يخضع الفاخوري الي جلسة ومنعت “عملياً” عنه المحاكمة حتى لا يكون هناك مذكرة اخرى غير مذكرة مرور الزمان والتي اسقطت بموجبها عنه كل التهم امس.

وتشير المصادر الى ان ما جرى اليوم ايضاً هو مهزلة، اذ يتردد ان السيناريو “المطبوخ” منذ توقيف الفاخوري، هو الافراج عنه، بعد ان كان تلقى ضمانات “عالية المستوى”، ان سجله “منظف”، وكل التهم تسقط بمرور الزمن. وتقول ان 50 عميلاً من وزنه كان باسيل ينوي تنظيف سجلاتهم ، لولا افتضاح قضية الفاخوري.   

ضغط على عون و”حزب الله”!

ومنذ اللحظة الاولى، فرض حجم الضغوطات التي مورست على عون والحكومة لاطلاق سراحه، القرار بالاخلاء امس، كما أجبر “حزب الله” “البصم” على قرار عون وباسيل في مقابل ثمن ما، لم يعرف حجمه، وقيمته، ومداه الزمني، وهل قبضه الحزب مسبقاً؟ وما هي ماهيته؟ وهل هو تخفيف للعقوبات عنه؟ ام تمويل ما، محجوز اميركياً وقد تم تحريره كمكافأة؟

بعد بيان “حزب الله” خرج بيان لـ”لقاء احزاب” 8 آذار والمكتب السياسي لـ”حركة امل” وللنائب علي حسن خليل ونفى النائب جبران باسيل مسؤوليته ومعرفته بالفاخوري ولاحقاً قد ينفي الفاخوري مسؤوليته عن اخلاء نفسه ايضاً !

وتؤكد المصادر ان بيان محامي الحزب مستغرب، ايضاً خصوصاً، ان نواب الحزب وهم اكثر من 10 كان يمكنهم خلال هذه الفترة استصدار قانون يمنع سقوط التهم بمرور الزمن، ولا سيما في الجرائم التي تنال من هيبة الدولة كالعمالة وخطف وقتل الاسرى وهما تهمتان لا تسقطان مع الزمن.   

اما الفضيحة الثانية هي تمييز الحكم وان طلب توقيفه من جديد، لا محل له من الاعراب وفق المصادر، اذ يتردد ان الفاخوري صار خارج لبنان او اقله “يطير” الليلة الى واشنطن معززاً ومكرماً!

وهنا سؤاال: هل ينفذ قرار قاضي الامور المستعجلة في النبطية القاضي احمد مزهر بمنع السفر عن الفاخوري؟

الفضيحة الثانية هي تمييز الحكم وان طلب توقيف الفاخوري من جديد لا محل له من الاعراب اذ يتردد انه صار خارج لبنان او اقله يطير الليلة الى واشنطن معززاً ومكرماً! فهل ينفذ قرار قاضي الامور المستعجلة بمنع سفره؟

لذلك يبيع “حزب الله” الانتصارات والبطولات الوهمية لجمهوره في الميدان السوري، بينما يرضخ للاميركيين تدريجياً في الداخل اللبناني، من الحكومة التي لم يتجرأ على تبنيها حتى الساعة، وفق المصادر وصولاً الى قضية الفاخوري – المجزرة القضائية والقانونية والسياسية والشعبية، وفضيحة العصر و”القنبلة السامة للعهد”، التي ستظل تلاحق “حزب الله” والرئيس نبيه بري وعون وباسيل مدى الحياة، والى البيئة الشيعية التي شعرت بالخديعة وخيبة الامل من ممثليها!

السابق
اليابان لن تخسر 2020.. دورة الألعاب الأولمبية في موعدها!
التالي
ربيع خضر طليس يكشف رواية «حزب الله» عن اطلاق سراح العميل الفاخوري!