لبنان يعلن التعبئة العامة ضد «كورونا».. ما هو هذا الإجراء؟

تعقيم من الكورونا

أخيراً، أعلنت الدولة اللبنانية التعبئة العامة لمواجهة “حرب” الكورونا المستجدة، بعدما سجّل لبنان 99 إصابة بالفايروس و3 حالات وفاة حسب التقارير الرسمية.

حيث التأم المجلس الأعلى للدفاع في القصر الجمهوري اليوم الأحد، عند الثانية والنصف من بعد الظهر، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحضور الاعضاء الحكميين: رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر، وزراء: المال غازي وزني، الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، الداخلية والبلديات محمد فهمي، الاقتصاد والتجارة راوول نعمة.

إقرأ أيضاً: نصرالله مجدداً..«كما وعدتكم بالنصر» في الحرب «الكورونية»!

وبعد الاجتماع، لفت الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمود الأسمر، إلى أننا “عقدنا اجتماعاً بعد ظهر اليوم بدعوة من الرئيس عون لمتابعة التطورات للحد من انتشار كورونا”.

وذكر أن “الرئيس عون اعتبر ان الحالة اصبحت تستدعي حال طوارئ صحية المتمثلة بالتعبئة العامة ودياب رأى ان الامر يستدعي خطوات أكثر شمولية”.

وقال: “الرئيس عون عرض التدابير الواجب اتخاذها للوقاية من “كورونا”، وعرض وزير الصحة الوضع من الناحية الصحيّة والإستشفائيّة”.

وأعلن الأسمر، “التعبئة العامة مع ما تستلزمه من خطط وأحكام خاصة وطُلب من الإدارات العامة والأجهزة متابعة الوضع الذي يستدعي حالة طوارئ صحيّة”.

عون يعلن حالة الطوارىء الصحية

من جهته، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن “لبنان يواجه اليوم وباء كورونا الذي صنفته منظمة الصحة العالمية منذ بضعة أيام وباءً عالمياً. وهو ينتقل بطرق شتى، عابراً حدود الأنظمة الدول، ولم يتمكن العلم حتى الآن من إيجاد الوقاية أو العلاج الناجع له؛ لهذا فإنه يتطلب اتخاذ أقصى درجات الوقاية والحماية للحد من سرعة انتشاره”.

وفي كلمة القاها عون في مستهل جلسة مجلس الوزراء، قال رئيس الجمهورية، “لأسابيع مضت، لم نتخلف مطلقاً عن المواجهة، بتصميم وإرادة ووعي، بشكل آني واستباقي. وقد تجنّدت مختلف القطاعات الصحية، بمتابعةٍ من دولة رئيس مجلس الوزراء واللجنة الوزارية للوقاية من فيروس الكورونا، وتم اتخاذ كل الاجراءات اللازمة بسرعة نموذجية لمواجهة مخاطر هذا الوباء والحد من انتشاره”.

أضاف عون، “لقد كانت التدابير المتخذة وسرعة إنجازها على المستويين العام والخاص، وسط ظروف اقتصادية ومالية هي في غاية التعقيد، محطّ تقدير من قبل مرجعيات دولية، لا سيما وأنّ لبنان كان سبّاقاً في اتخاذها بالمقارنة مع دول شقيقة وصديقة، عدد سكانها أكبر كما نسبة الإصابات فيها”.

وقال رئيس الجمهورية، “أمام سرعة انتشار وباء كورونا وعدم القدرة على احتوائه، وارتفاع عدد المصابين، يجتمع مجلس الوزراء بجلسةٍ استثنائية لإقرار سلسة من التدابير الاستثنائية والوقائية التي سيتم الإعلان عنها في نهاية الجلسة، لا سيما وان الحالة الراهنة تؤلف حالة طوارئ صحية تستدعي اعلان التعبئة العامة”.

واضاف، “من جهتي، لن أتهاون مطلقاً في سبيل تأمين الحماية اللازمة لأيّ مواطن من هذا الوباء، والعلاج اللازم لأي مصاب به. وإني واثق أنّ مجلس الوزراء هو قلب واحد ويد واحدة الى جانب كافة السلطات المعنية من أجل تحقيق هذه الغاية. وهذا الأمر من صلب مسؤولياتنا الوطنية”.

وتوجه عون إلى اللبنانيات واللبنانيين، قائلاً: “أشاطر قلق كلٍّ منكم على نفسه وأهله وأحبائه، ولكن الخوف لم يكن يوماً طريقنا كلبنانيين لمواجهة الأخطار”.

وقال: “كلٌ منّا مدعو ومن موقعه، الى الالتزام بالوعي والتوجيهات الطبية التي تتولّى الجهات الرسمية والطبية والإعلامية نشرها وتعميم كيفية التقيد بها… كما أنّنا مدعوون الى أنبل وأرقى مظاهر الالتزام الإنساني ببعضنا البعض وتأمين أقوى درجات الحماية، فنبتعد عن الاختلاط ونلتزم منازلنا”.

وتابع: “أيّها اللبنانيات واللبنانيون، إن لكم أخوة وأشقاء وأمهات وآباء تطوّعوا للمساندة في عمليات المواجهة الطبية في مستشفياتنا لوباء الكورونا. باسمكم جميعاً، أتوجه بتحيّة إكبار لكلّ منهم، فهم القدوة في التفاني لسلامة الانسان اللبناني وحياته للجسم الطبي والتمريضي في مستشفياتنا الحكومية والخاصة، الذي هو الآن في الصفوف الامامية من المواجهة، ومنهم من أُصيب بهذا الوباء، تحية إجلال ودعوة للمضي قدماً… ولكل مصاب بهذا الوباء، الدعوة له بالشفاء العاجل، وجميعنا ننحني مهابة أمام ذكرى من سقط ضحيته”.

وختم عون كلمته، “وحدتنا الوطنية كانت وتبقى بوصلتنا ودرع حمايتنا، بها حقّقنا منعتنا، واليوم ستدعم صلابتنا وستؤكد غلبتنا على هذا الوباء، لكي نستعيد في أقرب وقت انتظام حياتنا المعتادة وعشق الحياة الذي يميّزنا، عشتم وعاش لبنان”.

ماذا تعني “التعبئة العامة”؟

التعبئة العامة هي تحويل القوات المسلحة الوطنية إلى حالة الحرب أو شبه الحرب وإعادة بناء اقتصاد الدولة ومؤسساتها وقدراتها ومواردها المادية والبشرية وقوانينها لتوفير حاجات حرب طويلة الأمد وتحقيق أهدافها، وخصوصاً مبدأ حشد القوى.

وتجدر الإشارة إلى أن الكوارث الطبيعية والنكبات تندرج تحت حالة شبه الحرب. تختلف النسبة بين تعداد القوات الموجودة تحت السلاح في زمن السلم أو المدعوة للقيام بأي واجب قومي إبّان دورة التعبئة وتعداد القوات بعد اكتمال التعبئة، وذلك بحسب المذهب العسكري للدولة والإمكانات المتاحة لها وتوافر التسليح والزمن اللازم لرفع الجاهزية القتالية للقوات العاملة وسرعتها في احتلال الدفاع العاجل، ومن ثم تحويله إن أمكن إلى دفاع مدبّر، وصمود هذه القوات ريثما يُستدعى الاحتياط ويتجَّهز لخوض المعركة انطلاقاً من تقدير الموقف.

في لبنان، ووفق الدستور، اعتمد المجلس الأعلى للدفاع في قراره رفع توصية الى مجلس الوزراء بإعلان التعبئة العامة على المادة 2 من قانون الدفاع الوطني التي أتى في متنها أنّه اذا تعرض الوطن او جزء من اراضيه او قطاع من قطاعاته العامة (ومن بينها بطبيعة الحال القطاع الصحي) أو مجموعة من السكان للخطر فيمكن عندها اعلان حالة التأهب الكلي او الجزئي واعلان حالة التعبئة العامة او الجزئية.

ماذا يعني إعلان حالة الطوارىء الصحية؟

حالة الطوارىء الصحية تعني:

  • الاستعانة بالقوى الأمنية لمنع التجمعات في كل الأماكن والاشراف عى تطبيق قرارات الاقفال التام في المؤسسات الخاصة والعامة والمرافق. وتحدّد الاستثناءات بدقة في هذا السياق لاسيما في المؤسسات العامة لتسيير أمور المواطنين.
  • صرف اعتمادات خاصة لمساندة ادارات الدولة لاسيما الاستشفائية والطبية في المواجهة، وتذليل العقبات الادارية أمام الهبات.
  • اقفال الحدود البرية الا لحالات الضرورة وباشراف أمني وصحي.
  • الاستعانة بالقوى الأمنية لقمع الاحتكارات واستغلال الظروف الاستثنائية لتحقيق ارباح.
  • الاستعانة بالقوى الامنية والطواقم الطبية الرسمية والخاصة والتطوعية لبناء وتجهيز مراكز استشفاء طارئة.
  • امكانية اقفال المطار أو الاكتفاء بعدد رحلات محددة.
  • تحديد حركة المرفأ بما تقتضيه الشروط الصحية.
  • تعزيز دور البلديات في مراقبة تطبيق الاجراءات وابلاغ السلطات المركزية بالخروقات.
  • تعزيز امكانات المستشفيات الحكومية في المناطق لمواجهة كورونا.
  • مراقبة التزام المستشفيات الخاصة بالجهوزية ومساندة الدولة في التطبيب والاستشفاء لمواجهة الفيروس.
  • خلال حال الطوارىء، كل الادارات تساهم في المساعدة ضمن آلية قرار محددة، ولا يحق لأي جهة التلكؤ.
  • الحد من التجول في ساعات معينة، وهو خيار قد يتم اللجوء اليه.
  • تحديد ساعات فتح متاجر بيع المواد الغذائية والأفران والصيدليات ومحطات الوقود، لكن خيار تحديد الساعات قد يؤدي الى الازدحام وبالتالي زيادة خطر التجمعات، لذا يشجع كثر استثناء هذه المؤسسات من اي اجراءات وتعميم ارشادات داخل هذه الاماكن.
السابق
بالفيديو: اللبنانيون يَستجّمون ضد «الكورونا» على الكورنيش..القوى الأمنية تُخليه بالقوة!
التالي
بعد إعلان التعبئة العامة.. هل تُغلق المصارف أبوابها!