شبهة الكورونا في نواب «حزب الله» أقفلت البرلمان وربما يقفل الحزب لبنان!

تعقيم من الكورونا

يجري تباعا إقفال المرافق العامة والخاصة في لبنان تحسبا لانتشار فيروس الكورونا. وبات أي نبأ يتصل بتدابير الاقفال عادياً. لكن ما ليس عادياً، هو الظروف الطارئة التي أملت أقفال هذا المرفق أو ذاك، كما هو حال مجلس النواب. فما هي هذه الظروف التي أدت الى إغلاق أبواب البرلمان وبقيت طيّ الكتمان حتى الان؟

رسميا ،المجلس النيابي مقفل حتى الاثنين المقبل للتعقيم ومواجهة فيروس كورونا. لا جلسات نيابية عامة، ولا اجتماعات للجان على انواعها، افرادية ام مشتركة قبل ان يعاود نشاطه كالمعتاد الثلثاء المقبل.

لكن ما ليس رسميا، قالته اوساط نيابية لـ”النهار”، أن هناك قلقا ساد اوساط القيّمين على أعمال اللجان جراء إحتمال ان يكون أعضاؤها من كتلة “الوفاء للمقاومة” التابعة للحزب قد أصبحوا في دائرة خطر الاصابة بهذا الفيروس بسبب البيئة التي ينتمون اليها والتي ترتبط مباشرة بإيران التي أبتليت بهذا الفيروس على نطاق واسع، ما جعلها في المراتب الاولى بين الدول التي تعاني من إنتشار الكورونا الوافدة من الصين.وبالتالي، فأن نواب الحزب مهيئون من حيث لا يدرون لكي يكونوا ناقلي الفيروس لأخرين.

اقرأ أيضاً: الهلع من الحكومة أكثر من «الكورونا»!

ما زاد الامور تفاقما، هي الطريقة التي جرى فيها التعامل مع الحالة الاولى من الاصابة بهذا الفيروس وكانت وافدة من إيران. ففي ذلك الحين فرض “حزب الله” حظرا على وسائل الاعلام في حرم مطار رفيق الحريري الدولي كي لا تنقل وقائع وصول الطائرات من الجمهورية الاسلامية. ولم يتوان الحزب عن ممارسة العنف بحق هذه الوسائل كما حصل مع مراسلة “النهار” أسرار شبارو.وقد طرحت ممارسات الحزب هذه علامات إستفهام حول الاسباب التي حدت بالاخير الى ممارسة هذا السلوك، علما ان قضية الكورونا لم تعد محصورة بإيران وحدها فيما خص لبنان ، بل باتت متصلة بأكثر من بلد في المنطقة والعالم وأهمها إيطاليا التي إحتلت المرتبة الثانية بعد الصين من حيث حجم الاصابات. وفي معلومات ل”النهار” ان خمسة رهبان تعرضوا أخيرا للاصابة بالكورونا وتلقوا العلاج في مستشفى اوتيل ديو قبل أن ينقل بعضهم الى مستشفى رفيق الحريري الجامعي.

في المعلومات من مصادر وثيقة الصلة بعلاقات “حزب الله” مع إيران، أن الخط الجوي الذي يربط بيروت بطهران ما زال ناشطا على رغم التدابير التي أعلنت عنها الحكومة بإقفال قنوات الاتصال مع الدول التي تعاني من هذا الفيروس.وأفادت هذه المصادر ان طائرة أقلعت أخيرا من بيروت وعلى متنها زوار وجهتها مدينة قم الايرانية التي كانت البؤرة الاولى لإنتشار الكورونا في إيران. وبدت رحلة هذه الطائرة التي إحيطت بالكتمان مثيرة للدهشة، لإنها إنطلقت بعد أيام من بدء محنة لبنان مع الفيروس الذي وفد اولا من قم ذاتها. فهل الواجب الديني الذي طبع هذه الرحلة سببا وجيها على الرغم من ان كل الطقوس الدينية في العالم لاسيما في إيران والعراق أكبر بلديّن شيعيين جرى تعليقها؟

ترجح الاوساط ذاتها ان أسبابا أخرى لا يمكن الحديث عنها الان تفرض التمسك بإبقاء الخط الجوي بين لبنان وإيران مفتوحا.لكن هذه الاسباب لها كلفة قد باهظة في حال تحوّل الفيروس وباء منتشرا كما أعترف أخيرا وزير الصحة التابع للحزب حمد حسن بأن الفيروس أنتقل من طور الاحتواء الى طور الانتشار.

في الايام القليلة الماضية أطل الوزير السابق محمود قماطي ليدحض شائعات اصابته بفيروس كورونا، وخضوعه للحجر الصحي مطمئناً انه بألف خير.وتوعد مكتبه الاعلامي “وسائل الإعلام التي أشاعت الخبر لأغراض شخصية وسياسية بملاحقتها قانونياً”.وخلال مقابلة تلفزيونية لتأكيد سلامته، قال قماطي أنه لم يزر إيران منذ عاميّن سواء لإسباب دينية أو سياسية. كما قال مبتسماً إنه إلتقى رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني عندما زار لبنان في منتصف شباط الماضي إسوة بسائر المسؤولين الذين إلتقاهم لاريجاني معددا أسماء رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة. وبدا هذا الموقف لقماطي كإشارة غير مباشرة الى انه في حال إلتقاطه فيروس الكورونا من المسؤول الايراني فالامر يشمل أيضا المسؤولين الذين سمّاهم.

في رأي المراقبين أن إضطرار قماطي لتوضيح احواله الصحية لم يكن أمرا عاديا، والسبب ان “حزب الله” نفسه بات في دائرة المراقبة بسبب العلاقات الوطيدة التي تربطه بطهران. وكان الموضوع ليكون عاديا لو ان شبهة الاصابة بالفيروس محصورة بالحزب وحده ، لكنه صار إستثنائيا بعدما باتت كل مناطق الحزب من الجنوب الى البقاع مرورا بالضاحية الجنوبية لبيروت في دائرة الاشتباه بالتعرض لهذا الفيروس.

على صعيد متصل، لم تكن خطوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري بتعليق نشاطات مقره الرسمي بدءا من هذا الاسبوع واولها لقاء الاربعاء النيابي، سوى برهان على المخاوف التي ترتبط بزوار عين التينة من مناطق الحزب واولهم نواب الاخير. وما دام الخط الجوي بين بيروت وطهران مستمرا بالعمل، معنى ذلك ان إحتمال إنتقال الفيروس الى من يتصل بزائري إيران قائماً وفي مقدم هؤلاء المتصلين الحزب على كل المستويات.

بعد كل ما سبق، ما يثير الدهشة هذا التجاهل الذي تمارسه حكومة الرئيس حسان دياب وحكم الرئيس ميشال عون.وكأن الجانبيّن ينتسبان الى بلد آخر غير لبنان.ومع تمني السلامة لهما، لا بد من لفت الانتباه الى ان الفيروس لا يفرّق بين مواطن وبين مسؤول كما تبيّن مثلا في إيران وفرنسا وغيرهما. فليحذر المسؤولون عندنا من أن  شبهة الكورونا في نواب “حزب الله” التي أقفلت مجلس النواب مؤقتا قد تقفل لبنان بأسره بسبب هذه السطوة التي يمارسها الحزب على مسؤولي هذا البلد!

السابق
في بعلبك: إطلاق نار على القاضي المقداد.. ونقيب المحامين يستنكر غاضباً!
التالي
في لبنان.. الإشتباه بإصابة 20 طبيباً بالكورونا!